ناشطة حقوقية: الوعي جسر الوحدة بين شعبي إيران وأفغانستان

الهجرة ليست مجرد نزوح جغرافي بالنسبة للأفغان، بل جرحٌ قديمٌ خلّفته الحرب والاستبداد والظلم، وقد ربطت هذه التجربة المريرة الأفغان بشعوبٍ أخرى غارقة في الصراعات، من سوريا إلى فلسطين، في ألمٍ مشتركٍ لا يعرف حدوداً.

بهاران لهيب

أفغانستان ـ الهجرة كلمة لن يفهمها إلا الناس القاطنين في أراضي مزقتها الحرب والحكومات الاستبدادية، وهم لا ينسون أبداً الألم الذي يتحملونه على طول الطريق.

في كل مرة يرى الأفغانيين من خلال وسائل الإعلام بلداناً مثل سوريا وأوكرانيا وإيران وفلسطين ولبنان في حالة حرب ويلاحظون كيف يتم تدمير شعوب تلك البلدان، وخاصة النساء والأطفال، تحت مسميات مختلفة وعلى أيدي الدول الإمبريالية، فإنهم يشعرون بهذا الألم بشكل أعمق لأنهم لديهم تجربة مشتركة.

إلى جانب هذه المعاناة، تُعدّ الهجرة من أشدّ التجارب إيلاماً التي يواجهها الأفغان، فمن النادر أن تجد أفغانياً لم يلجأ إلى بلد آخر نجاةً بحياته أو بحثاً عن حياة أفضل، ولم يذق مرارة الذل والهوان في الهجرة.

ويرى العالم المعاملة المهينة التي يتعرض لها الأفغان في البلدان المجاورة مثل إيران وباكستان وطاجيكستان، حيث يتم طرد المهاجرين من الحدود دون أدنى شعور بالإنسانية، ويختفي الكثير منهم إلى الأبد، بينما تستمر عمليات الترحيل القسري للمهاجرين الأفغان من قبل السلطات الإيرانية بطريقة وحشية.

وبدأ العديد من اللاجئين المطرودين، خوفاً من حكومة طالبان، حياة جديدة سراً في جميع أنحاء أفغانستان، وبذلوا كل جهد ممكن للحفاظ على سرية هوياتهم.

في هذا السياق، أرسلت يلدا أحمد، أخصائية علم النفس وناشطة في مجال حقوق المرأة، رسالةً لوكالتنا قالت فيها "إن القمع والجرائم ضد اللاجئين الأفغان في مختلف البلدان، وخاصةً في إيران، ليست جديدة. فقد فرّ اللاجئون الأفغان إلى إيران هرباً من الفقر والمعاناة هرباً من طالبان وغيرها من الأنظمة الاستبدادية. وللأسف، ارتكب النظام الإيراني جرائم متنوعة بحقهم. لم يُسمح لأطفالهم بالذهاب إلى المدارس، بل أجبروا على العمل الشاق، ولم يتمكنوا من الحصول على الإقامة أو بطاقات الهوية. رُحّلوا بذرائع مختلفة، وسُجنوا بوحشية في معسكرات بُنيت على الحدود. في الماضي".

وأضافت في رسالتها "لكن مؤخراً، وبعد الهجمات الإسرائيلية على إيران، اتضح تماماً استنزاف النظام وانهياره. سرّب عدد من عناصر النظام معلومات، وهنا، عندما اتضح سقوط النظام وهزيمته، أطلق النظام، بهدف تشتيت انتباه الشعب الإيراني ومواصلة حياته البائسة، موجة من المشاعر المعادية للمهاجرين واضطهدهم بذرائع مختلفة".

وفي ختام رسالتها، تقول يلدا أحمد "رسالتي كامرأة أفغانية هي أنه حتى يحدد الشعب الإيراني والشعب الأفغاني عدوهما الرئيسي ويضعا حداً لنضالهما ضد الطغاة، فلن ترى أي أمة طريق الحرية، ولن يتحرر أي مواطن، سواء كان مهاجراً أو غير مهاجر، من الظلم والاستبداد. برأيي، فإن مهمة وواجب الأفراد والمنظمات والمؤسسات المستنيرة والتقدمية، سواء من إيران أو أفغانستان، هو توعية الناس حتى يتمكنوا من النضال والوقوف متحدين ضد النظام".