مؤتمر ستار يدعو إلى وحدة النساء لبناء مجتمع ديمقراطي

بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، أكدت منسقية مؤتمر ستار، أن ما تتعرض له النساء من قتل واختطاف وبيع يمثل عاراً على العالم والبشرية جمعاء، داعيةً إلى وحدة النساء لمواجهة هذه السياسيات وبناء مجتمع ديمقراطي يضع حداً للعنف الممنهج.

مركز الأخبار ـ في الخامس والعشرين من تشرين الثاني/نوفمبر من كل عام، يحتفي العالم باليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، تؤكد فيه النساء على مواصلة النضال ضد جميع أشكال العنف والتمييز، وتجدّدن الدعوة إلى تعزيز المساواة وبناء مجتمع أكثر عدلاً وإنصافاً.

بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة أصدرت منسقية مؤتمر ستار اليوم الثلاثاء 25 تشرين الثاني/نوفمبر، بياناً جاء فيه "نستذكر اليوم الأخوات الشجاعات اللواتي تركن لنا إرثاً من المقاومة والتضحية بكفاحهن ضد السلطات وكان لهن الفضل في اختيار هذا اليوم يوماً للنضال ضد العنف، مستلهمين ذلك من شخصيات المناضلات ومن التاريخ إلى يومنا هذا نستذكر جميع أبطالنا ومناضلينا وقادتنا، أمثال روزا لوكسمبورغ، وساكينة جانسيز، وشيلان كوباني، وسوسن بيرهات، ويسرى، وليمان، وآرين ماكو، وكلستان تارا، وهيرو بهاء الدين، وآلاف المناضلات اللواتي لم نذكر أسماءهن، ونعدهن ببذل المزيد من الجهد لنصرة قضيتهن".

وأوضح البيان أنه "كمؤتمر ستار سرنا وتطورنا على إرث مقاومة أولئك الذين ضحوا من أجل الحرية، لقد حافظنا على إرث نضالهن ومقاومتهن، واليوم نخوض كفاحاً لا مثيل له ضد الفكر الجهادي المتطرف بكل ما أوتينا من قوة سياسية واجتماعية واقتصادية"، مشيراً إلى أن العقلية السائدة في القرن الحادي والعشرين شنت العديد من الهجمات على المجتمع مستخدمة صورة المرأة أداةً لذلك "نحن نرى هذا الهجوم بشكل مباشر جسدياً ونفسياً وسياسياً من روجين كابايش، وكلستان دوكو، ونارين كوران إلى أشنا خسرو، ومن جينا أميني إلى نساء الساحل السوري وحتى نساء السويداء".

ولفت البيان إلى أن "المئات من النساء قتلن هذا العام وحده، حيث أنه مع ظهور قوة المرأة وتنظيمها زادت الهجمات الممنهجة، وفي سوريا أيضاً ينتهج النظام الذي وصل إلى السلطة سياسة مباشرة تستهدف النساء وتتركهن بلا إرادة، ونرى هذا بوضوح في القوانين التي يتم إصدارها ضد إرادة المرأة، وفي غياب دور المرأة في السياسة وغيرها من مجالات الحياة، وفي الضغوط التي تتعرض لها فيما يتعلق بخروجها ولباسها، مضيفاً أنه في سوريا اليوم تسود عقلية تجاوزت العصور الوسطى، فمن جهة يسعى نظامنا الحاكم المستقل عبر النضال وبكل ما أوتي من قوة إلى تحرير المرأة، ومن جهة أخرى يسعى نظامٌ يديره جهاديون إلى مزيد من إخضاع المرأة وعزلها عن المجتمع".

وأكد البيان أن "السلطات ركزت في السنوات الأخيرة على التعصب الديني والتمييز الجنسي، لتعميق التمييز القائم على النوع الاجتماعي، وقد لعبت عناصر الإسلام المتطرف دوراً بارزاً في ذلك، ففي أفغانستان أسست طالبان هيئة تحرير الشام في سوريا لهذا السبب ومهّدت الطريق لها، واليوم في ظل هذه الحركات تُسحق إرادة المرأة حتى النخاع، وتُترك بلا هوية ولا إرادة، ويُرهَب النساء حتى لا تغادرن منازلهن، وإذا لم يكن للمرأة تنظيم ستُجبر على الخضوع لقوانينهم وفي حالة نساء السويداء والساحل السوري رأينا بوضوح ما تواجهه المرأة غير المنظمة "كنساء يجب أن نعي جيداً أنه لا توجد دولة تدعم حرية المرأة، حيث لا تريد أي دولة أن يكون للمرأة إرادة، وقد تجلّى هذا في أمثلة هذه المناطق خصوصاً هذا العام".

وأضاف أن ما تعرضت له نساء السويداء من انتهاكات وكيف تم قتل النساء في الساحل السوري واختطافهن وبيعهن يمثل عار يلطخ جبين العالم ووصمة على البشرية جمعاء، وحتى في مواجهة هذه الجرائم فإن على النساء اللواتي ترفضن هذه الأفعال أن تعبّرن عن غضبهن وأن تواجهنها بقوة، فالصمت بدوره عار لا يقل خطورة "إن تسخير طاقاتنا في العمل والنضال سيقود إلى نتائج ملموسة وحقيقية".

وأكدت منسقية مؤتمر ستار في ختام بيانه على إيمانه بأنه من الآن فصاعداً ستعزز نساء إقليم شمال وشرق سوريا، ومعهن النساء السوريات كافة تنظيمهن وستظهرن موقفاً أكثر صلابة في مواجهة النظام المعادي للمرأة، وفي هذه العملية "نؤكد أننا كمنظمات نسائية نمثل الرد الأكبر والأقوى على السلطات، وفي هذا اليوم نتحد كمنظمات نسائية لنعلن موقفاً حاسماً ضد النظام المتحيز جنسياً، إننا كنساء سوريات ندرك أن وحدتنا هي السبيل إلى الحل النهائي، فلنوحّد قوانا لبناء مجتمع ديمقراطي موحّد من أجل شرق أوسط ديمقراطي ولنضع حداً للعنف الممنهج".