موريتانيا... مهرجان استقلال المرأة يحاول النهوض بواقعها الاقتصادي

انطلاقاً من أهمية التمكين الاقتصادي للنساء وكونه السبيل الأبرز لوضع حد للعنف ضدهن، كون المرأة المستقلة مادياً لن تقبل أن تكون معنفة أو في وضعية هشة، خصص مهرجان استقلال المرأة في موريتانيا فعاليته هذا العام للنهوض بهذا الجانب.

زهور المشرقي
 موريتانيا ـ
بالرغم من بعض المكاسب التي حققتها النساء في موريتانيا، إلا أنهن لا زلن تبحثن عن المزيد من الحقوق والدعم، من أجل تحقيق ما تكافحن من أجله لذلك خصص مهرجان استقلال المرأة المقام في نواكشوط فضاءات عديدة للنهوض بالواقع الاقتصادي للمرأة.
تحاول الموريتانيات إثبات ذواتهن من خلال الضلوع في مجال ريادة الأعمال الذي لطالما كان حكراً على الرجال، وعلى هامش المهرجان بينت رئيسة جمعية "جبر الخواطر للنساء والأطفال" دارجاله بنت محمد المشاركة في مهرجان استقلال المرأة الذي انطلقت فعالياته أمس الجمعة 1 آذار/مارس وستستمر لغاية الثامن من الشهر ذاته، أن محاربة كافة أشكال العنف ضد النساء لن يكون بشكل فردي، بل هو فعل تتشارك فيه كل الأطراف والمجتمع المدني الذي من شأنه أن يكون قوة تأثيرية، إضافة إلى دوره في دعم المعنفات وعدم تركهن تحاربن العنف والمعنف دون مساندة أو دعم.
وأكدت أن الجمعية تحاول بإمكانياتها البسيطة معاضدة جهود الحكومة في القضاء على العنف وتحقيق المساواة، لافتةً إلى أن مكافحة العنف وتسليط الضوء على إنجازات النساء لا يختصرها الثامن من آذار/مارس، بل هو فعل مستمر لوجود نتائج ملموسة تخدم واقع المرأة.
وعن أهمية مهرجان استقلال المرأة المقام حالياً في العاصمة الموريتانية نواكشوط، والذي تشرف عليه منظمة "السلام عليكم "، قالت "المهرجان يطرح موضوع التمكين الاقتصادي للنساء لكونه أول أبواب مكافحة العنف الذي تعمل عليه جمعية جبر الخواطر، فالمرأة المستقلة مادياً لن تقبل أن تكون معنفة أو في وضعية هشة".
وحول الاحتفاء باليوم العالمي للدفاع عن حقوق النساء في ظل الوضع الأفريقي والشرق أوسطي المشحون بالحروب والصراعات، ومدى تأثير ذلك على النساء، قالت دارجاله بنت محمد "نعلن تضامننا مع النساء أينما كن، نحن معتزات بهذا اليوم في موريتانيا ونحتفي بالمرأة وندعو إلى مزيد من الحقوق والمكاسب".

 


ومن جانبها قالت الإعلامية الموريتانية ميمونة اما دوجة، إن "مهرجان استقلال المرأة هو تذكير بالنضالات التي خاضتها النساء على مدار عام كامل، وفرصة للفت الانتباه إلى الدور الإيجابي للمرأة في بلادها بالإمكانيات المتاحة".
واعتبرت أن إقامة المهرجان في هذا الشهر تحديداً له صبغة مميزة "سترافق فعاليات المهرجان تكريمات للقيادات النسائية، وقد يشكل ذلك دافعاً لبقية النساء، لتسرن على خطاهن وكتابة قصص نجاحاتهن بالعمل الجاد والحكمة"، مؤكدة أن أهمية المهرجان تكمن في تشجيع النساء ودفعهن للإبداع وأخذ زمام المبادرة لإطلاق مشاريعهن الخاصة دون تردد، فتقدم وتطور البلاد يتوقف على تقدم نساءه.
 وفي ختام حديثها قالت ميمونة اما دوجة "المهرجان شكل دافعاً خلال السنوات الأخيرة لطرح قضايا النساء علناً أمام الجمهور والتفاعل وتبادل الآراء وترك مساحة للاختلاف بين مختلف الأطراف، إلا أن الاختلاف في طرح الأفكار ومناقشتها يخدم المصلحة العامة ومن شأنه إيجاد حلول للنهوض بواقع الموريتانيات".

 


وفي إحدى زويا المهرجان تقف بيشي محمد الأمين لعرض منتجاتها الخاصة بالتغذية الصحية والحمية، حيث قالت "فكرته جاءت بعد أن أصبت بحالة اكتئاب نتيجة زيادة وزني بعد الولادة، لذلك قررت اتباع حمية غذائية، على الرغم من أنني أنتمي لمجتمع يميل أكثر للمرأة البدينة بسبب بعض المعتقدات"، مضيفةً أنها قررت الانتفاض على ذاتها وعلى الأفكار البالية المنتشرة في المجتمع لذلك أطلقت مع صديقة لها مشروعها القائم على مجموعة من الأغذية الطبيعية التي تساهم في إنقاص الوزن أو تثبيته "قمت بدورة تكوينية في مجال التغذية، ما ساعدني على الانطلاقة التي كانت صعبة بسبب قلة الإمكانيات."
وأوضحت أن "المشروع يشكل تحدياً لنا، فنحن نحاول التوعية بأضرار السمنة على صحة النساء، خاصة أن إطلاق المشروع في مجتمع يعتمد على التغذية غير السليمة من الصعب أن يغير هذا النمط، إلا أننا تمكنا من ذلك بعد جهد كبير".
وأكدت أن الإقبال بات واضحاً على العصائر الطبيعية والمأكولات الصحية التي تحضرها، ولامست تغييراً في العادات الغذائية لدى الناس، لافتةً إلى أن إيمانها بقدراتها كان السبب وراء النجاح الذي حققته في فترة قصيرة مع صديقتها كما أن التسويق الإلكتروني ساعدهما في الترويج لمنتجاتهن، مضيفةً أن "المجتمع الموريتاني يفضل المرأة بوزن زائد وهو معتقد خاطئ قد يضر بصحتها لما للسمنة من تداعيات على جسمها وحالتها النفسية".
وعن العراقيل التي واجهتها قالت إن "غياب التمويل يعتبر أكبر العوائق، علاوة على الغلاء في أسعار المواد الأولية التي نستخدمها في الإنتاج وتحضير العصائر وندرتها أحياناً يتسبب في ارتفاع أسعارها وضعف التمويل بالإضافة لغياب الوعي بأهمية الغذاء الصحي"، مؤكدة أنه يجب على المرأة مواجهة كافة التحديات لتتمكن من فرض ذاتها والبحث عن فرص عمل لتحقيق استقلالها المادي ولا تكون تابعة للرجل اقتصادياً.

 


من جانبها أكدت المشاركة كورية بنت حمدن في المهرجان لعرض العصائر الموريتانية التقليدية والمأكولات التي تتميز بها بلادها أن فكرة المشروع راودتها عندما سمعت أن مهرجان استقلال للمرأة سيوفر فضاءً للنساء لبيع منتوجاتهن بشكل مجاني في مكان عام، مشيرةً إلى أنها فكرت في التعريف بالعادات الموريتانية من خلال المطبخ لزوار المعرض خاصة وأن المهرجان سيستقطب السياح، مؤكدة أن ما تعرضه لاقى إقبالاً واسعاً كونها تحتوي مواد طبيعية خالية من الكيماويات. 
وأضافت أنها ستواصل مشروعها بعد المهرجان، خاصة وأن عدداً من الزوار أبدوا استحسانهم بالمنتوجات التي تقدمها، ولمست ردود فعل إيجابية منهم .

 


وفي رواق مجاور تبيع تيبيلي كامارا منتجات محلية وأخرى مستوردة لتحقيق اكتفاءها الذاتي بمشروعها الصغير، مؤكدة أن "صناعة العطور وبيعها مع المنتجات الأخرى لاقى استحسان الزوار، وأنا سعيدة بذلك"، لافتةً إلى أنها تسعى للوصول لأكبر عدد من الزبائن معتمدة على مواقع التواصل الاجتماعي لتسويق منتوجاتها.