موجات نزوح واسعة في الفاشر وكردفان مع تصاعد العنف
شهدت ولايتا شمال دارفور وشمال كردفان في السودان موجات نزوح واسعة خلال الأيام الماضية، على خلفية تصاعد أعمال العنف وسيطرة قوات الدعم السريع على المدن الاستراتيجية وسط تقارير تفيد بوقوع انتهاكات جسيمة بحق المدنيين.
					مركز الأخبار ـ سيطرت قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر في السابع والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر 2023، وسط تقارير تفيد بوقوع انتهاكات جسيمة بحق المدنيين، ما أدى إلى موجات نزوح واسعة وتدهور حاد في الأوضاع الإنسانية داخل المدينة ومحيطها.
بعد مرور أسبوع على سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر مركز ولاية شمال دارفور، غرب السودان، قالت المنظمة الدولية للهجرة أمس الأحد الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر، إن أكثر من 8600 شخص نزحوا خلال اليومين الماضين نتيجة الأحداث العنيفة المستمرة التي تشهدها المدينة.
ومنذ السادس عشر من تشرين الأول/أكتوبر الفائت، بلغ إجمالي عدد النازحين من الفاشر والقرى المحيطة بها 70900 شخص في ظل تدهور متسارع للأوضاع الإنسانية والأمنية وفقاً لمنظمة الهجرة.
وكشفت فرق التتبع الميدانية بالمنظمة، أن النازحين توجهوا بشكل رئيسي إلى مناطق داخل محليتي الفاشر وطويلة شمال دارفور، وسط تحذيرات من أن انعدام الأمن على الطرق قد يعيق حركة المدنيين الفارين من تصاعد أعمال العنف.
شمال كردفان
وأفادت المنظمة الدولية بأن أكثر من 1200 شخص اضطروا للنزوح من محليتي بارا وأم روابة بولاية شمال كردفان خلال اليومين الأخيرين، مضيفةً أن هؤلاء النازحين توجهوا إلى عدة مناطق داخل محلية شيكان في شمال كردفان، فضلاً عن محليات الدويم وتندلتي وكوستي وربك الواقعة في ولاية النيل الأبيض.
وتزامنت موجة النزوح الأخيرة مع سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة بارا الاستراتيجية في ولاية شمال كردفان وذلك وسط تقارير تفيد بارتكاب انتهاكات واسعة بحق المدنيين في المدينة على يد قوات الدعم السريع.
وأظهرت صور التُقطت بالأقمار الاصطناعية قبل أيام دلائل على استمرار عمليات القتل الجماعي في مدينة الفاشر ومحيطها، بحسب باحثين من جامعة بيل الأميركية، وكشف مختبر الأبحاث الإنسانية التابعة للجامعة في تقرير أن الصور الجديدة تشير إلى أن نسبة كبيرة من سكان المدينة قد "قُتلوا أو أُسروا أو يختبئون".
كما وثّق الباحثون وجود ما لا يقل عن 31 تجمعاً لأجسام يُرجّح أنها تعود لضحايا بشرية، وذلك في المناطق السكنية والحرم الجامعي والمواقع العسكرية خلال الأيام القليلة الماضية.
ومنذ اندلاع النزاع في السودان في منتصف نيسان/أبريل 2023، شهدت البلاد تصعيداً مأساوياً في العنف، أسفر عن مقتل عشرات الآلاف من المدنيين، إلى جانب نزوح أكثر من 12 مليون شخص داخل البلاد وخارجها. ووصفت الأمم المتحدة هذه الكارثة بأنها "أسوأ أزمة إنسانية في العالم"، نظراً لحجم المعاناة والانهيار الواسع في الخدمات الأساسية وتفاقم الاحتياجات الإنسانية في مختلف انحاء السودان.