مصر... مقتل 51 امرأة خلال الربع الأول من عام 2023

شهدت مصر في الآونة الأخيرة ارتفاع في معدلات قتل النساء والفتيات، فلا يمر أسبوع إلا وترتكب جريمة تودي بحياة إحداهن، وهو ما يخفي خلفه واقع مميت زادت فيه معاناة وقهر النساء.

أسماء فتحي

القاهرة ـ أكد مركز "تدوين" لدراسات النوع الاجتماعي، على أن مصر شهدت حوالي 51 حالة قتل وانتحار للنساء والفتيات خلال الربع الأول من العام الجاري.

ارتفعت في الآونة الأخيرة حالات قتل النساء والفتيات في مصر وهو ما أثر على الكثير منهن خلال الفترة الماضية خاصةً بعد زيادة معدل انتحارهن وهو الأمر الذي دفع بالحقوقيين/ات والناشطين/ات، للبحث عن أبعاد تلك الجرائم وما تخفيه من واقع مميت زادت فيه معاناة وقهر النساء من السلطة المفروضة عليهن سواء في اختياراتهن أو أفكارهن وبات البحث في أسبابها ضرورةً خاصةً مع ارتفاع معدلها وحدتها.

وأصدر مركز "تدوين" لدراسات النوع الاجتماعي تقريراً قام خلاله برصد وتحليل حوادث قتل وانتحار النساء والفتيات خلال الربع الأول من العام الجاري، لمعرفة معدل القتل ومن هم الجناة.

وكشف التقرير عن أسباب ودوافع قتل النساء والفتيات لتوفير مجموعة من البيانات المحورية كالخصائص الاجتماعية والديموغرافية للضحايا وكذلك الجناة، محدداً طريقة القتل والتوزيع الزمني والجغرافي للحوادث، فقد بات واقع المرأة مخيفاً فلا يمر أسبوع إلا ونجد حالات القتل تتوالى ونسمع أسباب لا يمكن استيعاب أنها أودت بحياة إنسانة كان لديها أحلام وطموحات، انتهت في لحظة نتيجة قرار أحدهم متجرداً من جميع معاني الإنسانية ومتسلحاً بسلطة ذكورية منحت له فقط كامتياز مع نوعه الاجتماعي.

ورصد التقرير وقوع نحو 51 حالة قتل وانتحار للنساء والفتيات خلال الثلاثة أشهر الأولى من العام الجاري، نحو 80.4% من حالات القتل تمت على يد أحد أفراد الأسرة 58.5% منهم قتلن على يد أزواجهن، كما أن 11.8% من الجرائم ارتكبت من قبل أشخاص على معرفة بالضحية.

ولفت التقرير إلى أن نحو 21.6% من النساء والفتيات ضحايا القتل والانتحار تتراوح أعمارهن بين 21 ـ 30 عاماً، وحوالي 11.8% من الضحايا تتراوح أعمارهن بين 11 ـ 20 عاماً، مشيراً إلى أن 23.5% من الضحايا لم تكن تعملن لكونهن في مراحل تعليمية مختلفة أو ربات منزل، بينهن نحو 7.9% تعملن في القطاع الخاص.

وشدد التقرير على أن البحث في أسباب ارتفاع معدلات القتل والانتحار بات ضرورة فرضها الواقع المأساوي للنساء والفتيات وأن هناك مجموعة منها تم الاستناد عليها في الجرائم التي تم نشرها على وسائل الإعلام المختلفة والتي رصدها مركز تدوين، مشيراً إلى أن الأزمة الحقيقية مازالت مرتبطة بثقافة المجتمع الذي يحتاج لخطاب ممنهج ومختلف ليؤثر في القضايا والأدوار التي تنحصر بها النساء والفتيات، ويكسر تلك المفاهيم التي تفرض سلطة الرجال على أجسادهن ويطبع معها المجتمع وكأنه يقبل قتل النساء والفتيات بدعاوى مختلفة ومبررات تتنافى مع الإنسانية وحقهن في الحياة.

وأكد مركز تدوين في تقريره على أن الخلافات العائلية تصدرت الأسباب التي أدت لقتل النساء والفتيات بنسبة قدرت بنحو 70.6% وتلاه في الترتيب الرغبة في الاستحواذ على ممتلكات الضحايا الذي قدر نسبته بنحو 11.8%، ثم جاء في المرتبة الثالثة القتل بدعوى "الشرف" أو الشك في سلوك الضحايا الذي قدرت نسبته بنحو 9.8%.

واختلف واقع المحافظات من حيث الترتيب في جرائم قتل النساء والفتيات، فقد رصد التقرير المعدل الأعلى في محافظة الجيزة حيث بلغت نسبة قتل وانتحار الفتيات بها نحو 31.3% حالة خلال الربع الأول من العام الجاري، وتليها القاهرة ثم سوهاج.

وتنذر جرائم القتل والانتحار بكارثة حقيقية خاصةً أن معدل الضحايا يرتفع بشكل مربك ولكن الأمر غير قاصر على دولة دون أخرى فالعالم أجمع يعاني من تلك الجريمة كما أوضح مركز تدوين في تقريره.

وعلى الرغم أن منظمة الصحة العالمية وضعت تعريف لقتل الإناث بأنه القتل العمد للنساء والفتيات لكونهن إناث، إلا أن الدراسة الصادرة عن مركز تدوين وضعت له تعريف أوسع لكونها أضافت إليه حالات الانتحار التي تقدم عليها النساء والفتيات نتيجة الوقوع في قبضة أحد أشكال العنف القائم على النوع الاجتماعي.