تقرير: الاستراتيجيات المعنية بشؤون المناخ تفتقر لمراعاة قضايا الأطفال في اليمن

أكد تقرير أممي أن التغير المناخي التي يشهده اليمن ترك آثار قاسية على الأطفال من نزوح وانعدام الأمن الغذائي وغيرها الكثير من السلبيات التي فاقمت من معاناتهم.

مركز الأخبار ـ تترك التغيرات المناخية في الكثير من البلدان خاصة الفقيرة منها آثار سلبية على السكان وبشكل خاص على الفئات الهشة في المجتمع.

أفاد تقرير أممي حديث أصدرته منظمة اليونيسف أمس الخميس 25 نيسان/أبريل، أن التغيرات المناخية تتسبب بتأثيرات قاسية على الأطفال في اليمن منها النزوح وانعدام الأمن الغذائي، إضافة لمفاقمة الصراعات، وتراجع التحصيل العلمي، والإضرار بصحة الأطفال خلال مراحل مختلفة من حياتهم.

ولفت التقرير إلى أن السياسات والاستراتيجيات الوطنية المعنية بشؤون المناخ والبيئة والطاقة في اليمن تفتقر إلى مراعاة قضايا الأطفال، إضافة إلى الاستراتيجيات القطاعية ذات الصلة بهم مع مواجهة تحديات المناخ وتأثيرها عليهم.

وأوضح التقرير أن درجات الحرارة المرتفعة ستؤدي إلى زيادة حدة موجات الحر والجفاف، الأمر الذي سيؤدي إلى تفاقم تدهور الأراضي وشح المياه، ويتسبب بأضرار للنظم البيئية الساحلية، إضافة إلى تراجع كميات هطول الأمطار التي تسقط كل عام وتصبح أكثر تقلباً ولا يمكن التنبؤ بها.

ويتسبب شح المياه إضافة لأحداث السيول إلى تعريض سبل عيش الأنسان للخطر، وإشعال النزاعات على الأراضي والموارد المائية، والتي تدفع المزيد من السكان إلى الهجرة والنزوح إلى المناطق الحضرية ووفقا للتقرير.

وأشار التقرير إلى أن القطاع الزراعي في اليمن يعاني من عوامل ضغط تؤدي إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي ويعد الماء عاملاً رئيسـياً في هذا الخصوص، والتي تنتج أما بسبب عدم انتظام هطول الأمطار أو بسبب الأضرار الناجمة عن السيول.

وأكد التقرير أن قطاع الطاقة يعتمد على المنتجات النفطية التي يتصدر قائمة استهلاكها النقل والمنازل وإنتاج الكهرباء، ولكن شهد الانتاج المحلي للنفط في اليمن تراجعاً منذ عام 2015، وارتفعت أسعار الوقود حتى قبل بدء النزاع، حيث كانت مرافق الكهرباء هي الأقل قدرة على توليد الطاقة مما جعل معدل الحصول عليها هو الأدنى في المنطقة.

ويتحمل 88% من الأطفال في اليمن العبء العالمي للأمراض الناجمة عن التغيرات المناخية ويعتبرون من أكثر الفئات عرضة لخطر الآثار الناجمة عن الأحداث المناخية القاسية وموجات الحر، ويزداد هذه الخطر نتيجة سوء التغذية وشح المياه النظيفة بحسب ما أوضحه التقرير.

ولفت التقرير إلى أنه من المرجح ازدياد الأمراض المنقولة بالمياه والنواقل، وتفاقم حرمان الأطفال نتيجة الصدمات المناخية المتكررة التي تفوق آليات التكيف التقليدية، والتي تمنع الأطفال من الوصول إلى الرعاية الطبية العاجلة والذي يمثل تحدياً للعديد من العائلات.

وتوقعت المنظمة في تقريرها، أن يتسبب النمو السكاني المتسارع إضافة لموجات الجفاف المتكررة إلى تفاقم حدة المنافسة على الموارد المائية، بعد انخفاض تغطية إمدادات المياه بشكل كبير، حيث يعاني 39% من السكان من محدودية الحصول على مياه الشرب.

 كما زاد تفاقم التهديدات المناخية والبيئية من صعوبة الالتحاق بالمدارس ومعدلات تسرب الطلاب، بالإضافة إلى التأثير السلبي على تحصيلهم العلمي، بينما تؤدي السيول الناجمة عن الفيضانات بإلحاق الأضرار بالمدارس ذات البنية التحتية السيئة أو التي شيدت في مواقع غير مناسبة.

وأوضح التقرير، أن تلوث الهواء في البيئات الحضرية يهدد صحة الأطفال، ويزيد من احتمالية إصابتهم بأمراض مزمنة، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية في مراحل متقدمة من حياتهم.