مشاركات في الكونفرانس: سنرسم ملامح سوريا بألوان مكوناتها
أكدت المشاركات في الكونفرانس "وحدة الموقف لمكونات شمال وشرق سوريا"، على أهمية الوحدة الوطنية، وضرورة مواجهة خطاب الكراهية، وتفعيل دور المرأة في صناعة القرار، باعتبارها ركيزة أساسية في بناء مستقبل سوريا.

الحسكة ـ في مشهد يعكس التعددية والتكاتف الوطني، تتواصل أعمال كونفرانس "وحدة الموقف لمكونات شمال وشرق سوريا" في مدينة الحسكة، بمشاركة ممثلين عن مختلف المكونات المجتمعية والسياسية، وذلك في خطوة تهدف إلى تعزيز التعايش المشترك وتوحيد الرؤية السياسية لبناء سوريا ديمقراطية لا مركزية.
يأتي هذا الكونفرانس في ظل مرحلة انتقالية تمر بها البلاد، حيث تُطرح فيه رؤى ومواقف من قبل القيادات السياسية والمجتمعية، تؤكد على أهمية الوحدة الوطنية، وضرورة مواجهة خطاب الكراهية، وتفعيل دور المرأة في صناعة القرار، باعتبارها ركيزة أساسية في بناء مستقبل سوريا.
"الكونفرانس خطوة متقدمة نحو بناء سوريا متعددة وغير مركزية"
في كلمتها خلال الكونفرانس، شددت الرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية في شمال وشرق سوريا، إلهام أحمد على أهمية المرحلة الراهنة في تاريخ سوريا "إن اجتماع كافة مكونات سوريا في هذا الكونفرانس، ولأول مرة في التاريخ وفي مرحلة حساسة، يمثل خطوة مهمة نحو التكاتف وإظهار وحدة الموقف".
وأكدت على أن انعقاد الكونفرانس يجسد إرادة الشعوب التي اختارت مواجهة الحرب بالتلاقي، والتصدي للتهميش عبر التنظيم، والسعي لبناء نموذج ديمقراطي يقوم على الاعتراف المتبادل، والشراكة الحقيقية، والعدالة الاجتماعية "سوريا تمر بمرحلة انتقالية، والسياسات التي تُبنى على أساس المكونات السورية تُستخدم لنشر خطاب الكراهية وإثارة الفوضى، مما يستدعي وحدة حقيقية بهذا الشكل، فالنساء يتعرضن لكافة أشكال العنف، وقد حان الوقت لوضع حد لهذه الممارسات، وحماية دور المرأة في جميع مجالات اتخاذ القرار".
وأشارت إلى أن هذا الكونفرانس يهدف إلى إعادة بناء الدولة السورية على أسس عادلة تضمن المساواة في المواطنة، وتعزز هوية وطنية جامعة لا تقصي أحداً، وتكرس سلطة خاضعة للمساءلة، متوازنة في الحقوق والواجبات "هذا الكونفرانس خطوة متقدمة نحو سوريا جديدة متعدد لا مركزية، تحتضن جميع أبنائها دون تمييز، وتعيد للسياسة معناها الأخلاقي بعد سنوات من الاستبداد والإنكار".
"وجود المرأة في مواقع القرار أساسي لبناء مستقبل سوريا"
من جهتها، شددت الرئيسة المشتركة لمجلس سوريا الديمقراطية، ليلى قهرمان، على أن وحدة الشعوب وتضامنها هو السبيل للحل "باسم مجلس سوريا الديمقراطية، نبارك انعقاد هذا الكونفرانس في مرحلة تمر بها سوريا بتحولات مصيرية، اليوم، نحن في مدينة الحسكة، نجتمع كموزاييك من الشعوب، ونؤكد أن وحدة الموقف والشراكة القوية هما أساس الحل".
وأضافت "لا يمكن الحديث عن سوريا جديدة دون أن تكون المرأة في موقعها الريادي والرئيسي في اتخاذ القرار، فقد قدمت تضحيات عظيمة وخاضت نضالاً تاريخياً، ووجودها في بناء مستقبل سوريا أمر بالغ الأهمية".
واستذكرت الخطابات التي تبث الكراهية ضد المكونات، والتي تهدف إلى تفكيك وحدة الشعوب ودفع سوريا نحو الفوضى "ندعم كل الجهود التي تعزز وحدة الشعوب، وندعو إلى تفعيل ميثاق 10 آذار لبناء سوريا ديمقراطية، الشعب السوري بحاجة إلى بناء سوريا برؤيتها المشتركة، بعيداً عن الإقصاء والتهميش والعنف"، مستنكرة الانتهاكات التي ارتكبت وترتكب ضد أهالي السويداء، واعتبرتها اعتداءً على الإنسانية، داعيةً إلى عقد مؤتمر وطني سوري يضمن مشاركة الجميع ويكفل حقوقهم.
"نحتاج إلى وعي جماعي ووحدة قوية لمواجهة خطاب الكراهية"
فيما أكدت ممثلة اتحاد المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا أمينة عمر، خلال كلمتها على أن سوريا تمر بمرحلة تاريخية، حيث تُفرض حرب مدمرة على أرضها "خطابات الكراهية ضد مكونات سوريا تشكل خطراً كبيراً، ويجب مواجهتها بوعي جماعي ووحدة قوية، بقيادة النساء من جميع المكونات، يمكننا إسقاط هذه السياسات الإقصائية ومواجهة الحرب الداخلية".
وأكدت أن "ثورة المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا، وبوحدة الشعوب، حققت إنجازات عظيمة، لذلك، ندعو كل امرأة إلى رفع صوتها والمشاركة الفاعلة، كي نبني مجتمعاً قائماً على الفكر الديمقراطي، فلا يمكن لسوريا الجديدة أن تنهض دون وجود المرأة في كافة المجالات، نطالب بأن يُعقد المؤتمر الوطني السوري بمشاركة المرأة وجميع المكونات، لبناء سوريا على أساس الوحدة والديمقراطية".
وفي كلمة باسم المكون الإيزيدي تم التأكيد على ضرورة أن يتم اتخاذ موقف موحد "علينا ألا نسمح لخطابات الكراهية والسياسات الإقصائية بأن تجرنا نحو الاقتتال الداخلي، لقد تعايشت مكونات سوريا لآلاف السنين، لكن للأسف، هناك سياسات مدمرة تسعى إلى زرع الفتنة وتفكيكنا، رسالتنا من هذا الكونفرانس هي أن لا أحد يستطيع أن يفسد وحدتنا، وسنرسم ملامح سوريا بألوان مكوناتها، سنبني سوريا حرة على فلسفة Jin Jiyan Azadî
كما قرأت رسالتين عبر تقنية الفيديو باسم المكونين الدرزي والعلوي خلال أعمال الكونفرانس مؤكدين على ضرورة فصل الدين عن السياسة في سوريا، بما يضمن لكل فرد حياةً مستقرة وآمنة.
وسيواصل الكونفرانس أعماله باختيار هيئة رئاسة مكونة من خمسة أعضاء، وقراءة المسودة التي أعدتها اللجنة التحضيرية مسبقاً.