"مساحة حرة" معرض فني يجمع 40 فنانة تشكيلة صاعدة بغزة

التراث والتاريخ والمرأة مواضيع وأفكار عدة سلطت 40 فنانة تشكيلة الضوء عليها من خلال مجسمات ومنحوتات متنوعة.

رفيف اسليم

غزة ـ ما بين لوحات ومجسمات جسدت فنانات من قطاع غزة قضاياهن مجتازات بذلك حاجز اللغة لإيصال رسائل مختلفة عبر الفن.

افتتحت مؤسسة دار الكلمة أمس 19 حزيران/يونيو، معرض للفن التشكيلي بمشاركة 40 فنانة قدمن أعمالهن ما بين النحت والتصوير واللوحات مختلفة، وقد اختير "مساحة حرة" عنواناً لها لتعكس كل واحدة منهن وجهة نظرها في مختلف القضايا المجتمعية وخاصة قضايا المرأة.

وعلى هامش المعرض قالت منسقة برنامج غزة في مؤسسة دار الكلمة غادة الأعرج، أنه المعرض افتتح لعرض مخرجات عدة دورات تدريبية تلقتها الفنانات خلال الأشهر السابقة في مجالات مختلفة كالنحت التشكيلي والتشكيل بالكرتون والتصوير المفاهيمي، بهدف مناقشة مختلف القضايا التي تعشنها بوسائط متعددة ومنظور مختلف وعميق.

وأوضحت أن المساحة أعطيت بشكل أكبر خلال المعرض للشابات المبدعات اللواتي أثبتن قدرتهن على الخوض في أنواع مختلفة من الفنون، لافتةً إلى أن دار الكلمة توفر لهن كافة الإمكانيات كي تحاولن وتجربن مرات عدة خاصة أن التجربة والخطأ هي أساس الانطلاق لعالم أوسع وفرص أكبر.

 

 

وقد شاركت الفنانة التشكيلية سمر زعرب بعملين مختلفين في المعرض وفق ما أفادت لوكالتنا، الأول يمثل تفكير الإنسان الذي لا يتلاشى في همومه ومصاعبه وكيف ينال منه شيئاً فشيء، العمل الآخر بمنحوتة عن امرأة موشحة تغطي عيناها كي لا ترى عادات وتقاليد المجتمع التي تضعها في سجن مغلق فارض عليها نمط حياة معين ويحرمها من تحقيق أحلامها والوصول إلى طموحاتها.

وأشارت إلى أن في ذلك المجسم كانت تريد أن توصل رسالة لجميع النساء أن تنفذن ما ترغبن به ولا تبقين تحت قيود وضغوطات المجتمع، لتثبتن للجميع أنهن على الطريق الصحيح من خلال نجاحهن المستمر، منوهةً إلى أن الأعمال المرئية أكثر تأثيراً في إيصال رسائل مختلفة خاصة معاناة النساء التي قد يعتبرها الجميع حياة عادية وهي سجن تطوق داخله دون أن تشعر.

 

 

فيما شاركت الفنانة التشكيلية فاطمة يوسف بأربعة أعمال خلال المعرض، مقدمة أعمالها الأولى في فن النحت لتعبر عن القوة التي تمثلها المرأة بالنسبة للمجتمع الذي تعيش داخله فهي تقوم بعملها في دفع عجلة الاقتصاد إضافة إلى الدور الإنجابي، مركزة على جمال الأنثى من خلال نحت ملامح وجهها التي تختصر الكثير مما تعيشه.

وقد كان الصلصال هو ما يمثل أزمة بالنسبة لفاطمة يوسف في بداية الأمر، كونها لم تدرك كيفية إصلاح القطعة دون أن تستغني عنها كاملة، فاستعانت في البداية بالفنانة رنا البطرواي التي أشرفت على أعمالها وقومت ما به من أخطاء لتصبح جاهزة للعرض.

 

 

ورأت الفنانة التشكيلية فرح قرموط مساحة حرة في المعرض لمناقشة قضايا عميقة لم يتطرق لها أحد من قبل في الحياة اليومية لرسم صورة مختلفة عن المدينة المحاصرة بعيداً عن الحرب، لافتةً إلى أنها تحدثت عن حرية المرأة من خلال منحوتة تروي أنها تستطيع المشاركة في المجتمع وتكون فعالة دون سيطرة من أحد بعيداً عن المعيقات كالأفكار التقليدية للعائلة الممتدة والأفكار الذكورية في المجتمعات العربية كافة وليس قطاع غزة فقط.

 

 

وقد رغبت رشا الريس كسابقاتها بتناول قضايا المرأة والتعبير عنها كونها فتاة وتواجه ما تواجهه هي في كل يوم، لافتةً إلى أن للفن أسلوب خاص وطاغي في التعبير عن مختلف القضايا وإيصال رسائل موجزة تعبر عن صاحبه، لذلك أحببت النحت واطلعت على العديد من الأعمال الفنية التي وفرتها التكنولوجيا الحديثة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لحسابات فنانات كي تساعد نفسها في الاندماج مع ثقافات مختلفة.

 

 

بينما خلاف سابقاتها ذهبت مي بارود لأريحا حيث قصر هشام بن عبد الملك وقررت أن ترسم لوحة تحاكي اللوحة الموجودة هناك والتي تحمل اسم "شجرة الحياة"، لربط الشباب الفلسطيني بالأماكن الأثرية والتراثية بالشق الآخر من البلاد، ولنقله إلى هناك بالرغم من كافة المعيقات، مشددةً على أهمية العناية بالتراث الفلسطيني والأماكن التي خلفتها أربع حضارات عاشت على أرض فلسطين.

وبالعودة إلى لوحة "شجرة الحياة" أفادت مي بارود، أنها أنتجتها من خلال النحت على الخشب بينما اللوحة الأصيلة فهي تنتمي لفن الفسيفساء الذي يعود للعهد الروماني المخلد للطبيعة والمحاكي الترابط في المجتمع من خلال قطيع الغزلان، مشيرةً إلى أنها استغرقت في إعدادها ثلاثة أشهر معتمدة على أسلوب التعتيق والألوان الصارخة التي أعادت الحياة للوحة.