معرض فني تحت عنوان "الماضي والحاضر، قصة ترويها النساء"

يستمر معرض "الماضي والحاضر، قصة ترويها النساء" خلال شهر آذار في عرض مجموعة متنوعة من الأعمال الفنية التي تضم لوحات وخزف ومنحوتات وغيرها، للربط بين إنتاجات المرأة في العصر الحاضر والتاريخ القديم.

سوزان أبو سعيد

بيروت ـ أقامت منصة Beyart ضمن فعاليات يوم المرأة العالمي، معرض "الماضي والحاضر، قصة ترويها النساء" في متحف ما قبل التاريخ في العاصمة اللبنانية بيروت، وهو معرض فني فريد من نوعه يضم أعمال فنانات لبنانيات موهوبات.

يضم المعرض الذي يستمر من 7 وحتى 28 آذار/مارس مجموعة متنوعة من الأعمال، بما في ذلك اللوحات، والخزف، والمنحوتات، والتصوير الفوتوغرافي، والحرف اليدوية، والتركيبات الفنية المختلفة.

و" Beyart" منصة فنية تربط الفنانين الموهوبين وعشاق الفن من خلال معارض منظمة وتعاونيات ثقافية، مما يعزز المجتمع الفني الديناميكي في لبنان وخارجها.

وعلى هامش المعرض قالت الناقدة الفنية ومؤسسة منصة  Beyart رنين الحمصي "تشارك في المعرض 15 فنانة من رسامات ومصورات ونحاتات، وقد افتتحناه في اليوم العالمي للمرأة لتكريمها، ولنؤكد أنه على مر العصور الإنسان هو إنسان، ولننقل منظور المرأة وما تحب التعبير عنه وبأي طريقة، وكذلك للإضاءة على التقارب بين الأعمال الحديثة وأعمال ما قبل التاريخ، وكيف أن الفن يعبر عن حقبة معينة من الزمن، والنساء اليوم يعبرن عن حقبة اليوم، وهناك فنون وتقنيات منذ آلاف السنوات لا زالت موجودة حتى يومنا الحاضر، مثل السيراميك، وحاولنا اختيار القطع وفقاً لمحاكاتها لموجودات المتحف".

 

 

وقالت الفنانة التشكيلية والأكاديمية ريتا عضيمي "لوحتي بعنوان "خارج الصندوق" وهي تمثل المرأة عندما تجد نفسها في المكان غير الصحيح، أو غير مدعوة، فتلقائياً تخرج من هذا المكان، وتخلق مساحة خاصة بها، وهذا الأمر ينطبق على المجتمع أو العائلة أو الصداقة أو الأحباء، ومن هنا انطلقت الفكرة، أي عندما يكون تفكير المرأة خارج عن المجموعة، تخلق مجموعة خاصة بها".

وأوضحت "أعبر عن المرأة بطريقة غير تقليدية، وخصوصاً هذا العمل وهو الكرة Sphere وهو لوحة عبارة عن 3 لوحات، والكرة هنا تعبر عن عملية الخلق، وهي رمز ليس جمالياً فقط، فالمرأة أساسية بعملية الخلق، وكذلك تحتاج لمقعد على الطاولة، ولدعوة لتجلس هناك، وفي بعض الأحيان لا يوجد لها مكان، عندها عليها خلق طاولة خاصة بها والتفكير خارج الصندوق".

 

 

فيما قالت الفنانة التشكيلية والمهندسة ياسمينا خليفة "هذه التماثيل هي تكريم للنساء في حياتي، مثل أمي وأخواتي اللاتي ساعدنني وآمنن بي، والفكرة أن التماثيل عادة تقدم في المعابد كنذور، وهي تقاليد منذ الزمن القديم، لذا أردت تكريمهن بتماثيل".

وأضافت "أتخيل المرأة التي سأقدم لها القطعة كتكريم، ولكن الجميل أن الطين يأخذني إلى أماكن لا أحسب لها حساب، وكذلك الطريقة التي يتم فيها حرق القطع وهي تقنية يابانية تسمى الراكو Raku، إذ يتم حرق القطع الفنية على حرارة منخفضة لفترة 45 دقيقة، ثم نخرجها لتتكون على سطحها شقوق بسبب فرق الحرارة بينها وبين حرارة الجو، ثم توضع في وعاء فيه نشارة خشب ونقفل عليها، وبعدها يلوّن ثاني أوكسيد الكربون هذه الشقوق، وهذه تضيف طبقة من التعقيد على القطعة، وهي تشبه الطبقات لدى البشر عامة والمرأة خصوصاً وتعقيداتها بمواجهة الصدمات".

 

 

فيما لفتت الأكاديمية والفنانة التشكيلية إلسا غصوب إلى عملها بالقول "هذا العمل الفني تحت عنوان "كوني جميلة وأصمتي" وليس للموافقة على هذه المقولة والفكرة، بل كنقد ذاتي ومراجعة، وقصدت أن أضع خوذة من المعدن، كانت توضع للمرأة في العصور الوسطى وما بعدها ليمنعوها من الكلام، وكنوع من القصاص ولجميع الطبقات، وكانت العقوبة قاسية لدرجة أنه يوضع لسان من الحديد داخل الفم حتى يمنع المرأة من الكلام تماماً، كما وضعت الخوذات في (أكواريوم) حوض سمك بصورة مقصودة، أي أننا نخرس المرأة تماماً، وهذه الفقاعات التي تظهر هو كلامها، وكذلك رسالة الأكواريوم أنه كواجهة يتفرج عليها الناس وليكون المشاهد مشاركاً في العمل الفني وليخلق سؤالاً كبيراً عن هذا الإطار، فواقعنا الحالي ليس بعيداً عن هذا الأمر إنما بسياق ثان".

 

 

من جهتها قالت الفنانة التشكيلية مارال مانيس "أعرض هنا أربعة أعمال فنية أنجزتها بعد انفجار 4 آب، وهي مجموعة عملت عليها بالأسود والأبيض، لأننا لم نخرج من السواد بعد الدمار والحرب، وبعد الانفجار لم يعد بإمكاني خلط الألوان، إذ كان لدي حزن عميق ومحبطة بل يائسة مع الناس، فلن يعد لدي شيء يفرحني، على الرغم من أني أعمل دوماً بالألوان الزاهية، لوحتي لامرأة فهمها مقفل لتعبر عن أننا لا نستطيع الكلام من هول الفاجعة ولا التعبير عن أنفسنا".

وتابعت "أعمالي المعروضة في هذا المعرض قطعتين من السيراميك أيضاً، أحدهما لفتاة في مقتبل العمر، وهناك حواجز تحميها على شكل حرف X، وقطعة السيراميك ترمز لجسد المرأة والرجل في آن واحد، ولدي عمل قديم هو لوحة لامرأة مع طفلها وتشير للأمومة".

وترى مارال مانيس أن "علاقة الماضي بالحاضر هي الأمومة عبر التاريخ وحتى يومنا الحاضر، ولا تزال المرأة تناضل وتعمل من أجل أن تصمد وتسند عائلتها وتعطيها الحنان وتحميها وتدافع عنها، وكذلك لا يكفي أن تقوم المرأة بحماية أطفالها والحفاظ على عائلتها فحسب، بل عليها أن تستمر وتحقق أحلامها وما ترغب به لأجل فائدة مجتمعها".