مرال دانيش بشتاش: اللجنة البرلمانية أمام مهمة صعبة ولا وقت للمماطلة
تواصل لجنة التضامن الوطني والأخوة والديمقراطية في البرلمان التركي جهودها لإيجاد حل شامل للقضية الكردية وذلك استجابةً لدعوة القائد عبد الله أوجلان للسلام وبناء مجتمع ديمقراطي، وسط تمثيل نسائي محدود من الأحزاب المشاركة.

بنفش ستيرك
آمد ـ أكدت النائبة في حزب الشعوب الديمقراطي مرال دانيش بشتاش وعضوة لجنة التضامن الوطني والأخوة الديمقراطية، أن اللجنة المُشكلة في البرلمان التركي تمثل خطوة تاريخية في مسار النضال من أجل السلام والديمقراطية، رغم التحديات والصعوبات التي تواجهها.
تواصل لجنة التضامن الوطني والديمقراطية والأخوة والديمقراطية في البرلمان التركي أعمالها في إطار دعوة القائد عبد الله أوجلان للسلام وبناء مجتمع ديمقراطي، وسط مشاركة محدودة للنساء وجهود مكثفة لإيجاد حل شامل للقضية الكردية، وتضم اللجنة تسع نساء فقط، منهن اثنتان تمثلان حزب الشعوب الديمقراطي (DEM)، بينما تنتمي العضوات الأخريات إلى مختلف الأحزاب الأخرى ويشارك في اللجنة عدد من الشخصيات البارزة من حزب الشعوب الديمقراطي، من بينهم النائبة باسم حزب الشعوب الديمقراطي في برلمان أرزروم مرال دانيش بشتاش، إلى جانب كولستان كيليتش كوتشيغيت، حقي ساروهان أولوتش، جلال فرات، وجنكيز تشيشيك.
شددت النائبة في حزب الشعوب الديمقراطي وعضوة لجنة التضامن الوطني والأخوة الديقمراطية مرال دانيش بشتاش على أهمية دور المرأة في اللجنة وتأثيرها الفعّال، إلى جانب الأنشطة والخطط المستقبلية للجنة، مشيرةً إلى أن تشكيل هذه اللجنة داخل البرلمان يُعد خطوة تاريخية "إن قضية الشعب الكردي التي طال انتظارها وتحقيق المساواة بشأنها تمثل مساراً طويلاً من المقاومة والنضال المستمرين منذ عقود، ولهذا فإن هذه اللجنة تحمل طابعاً تاريخياً بكل ما للكلمة من معنى".
وأعربت مرال دانيش بشتاش عن أسفها لضعف تمثيل النساء في لجنة التضامن الوطني والأخوة والديمقراطية، مشيرة إلى أن عددهن لا يتجاوز تسع عضوات "الأحزاب الأخرى لم تولِ أهمية كافية لترشيح النساء، مما أدى إلى ضعف الحضور النسائي في اللجنة".
"لم نمثل فئة واحدة فقط"
وأكدت مرال دانيش بشتاش على أهمية إدراج وجهات نظر النساء في القضايا المتعلقة بالسلام، والقيادة، والمستقبل، معتبرةً أن مساهماتهن الفكرية والعملية ضرورية في هذا السياق "سنحرص على أن تُسمع أصوات النساء وأن تُنقل آراؤهن وكلماتهن بكل وضوح لأننا نعي حجم المسؤولية الملقاة على عاتقنا، فلم نأتِ لتمثيل فئة واحدة بل أننا نمثل المجتمع بأسره وسنواصل هذا العمل بإصرار لا سيما من أجل المرأة وحريتها".
وأوضحت أن اللجنة تواجه مهمة صعبة تتطلب الكثير من الجهد، مشددةً على أهمية الشفافية في عملها "جدول أعمال اللجنة سيُعرض لاحقاً على الرأي العام والجمهور، كما أن مدة عمل اللجنة حُددت بخمسة أشهر ومن المتوقع إنجازها بحلول نهاية العام الجاري، مع إمكانية تمديد ولايتها لشهرين إضافيين إذا اقتضت الحاجة".
ولفتت إلى أن اللجنة لا ينبغي أن تستمر لفترة طويلة، بل يجب أن تركز على إنجاز مهامها والمضي قدماً نحو إيجاد حلول حقيقية "القضية الكردية، وقضية السلام، والديمقراطية ليست قضايا مستجدة، بل هي مطروحة منذ قرون، وحان الوقت للتعامل معها بجدية"، مؤكدةً أن حزب العمال الكردستاني قد اتخذ قراره وشكّل مؤتمره معلناً على إتلاف أسلحته من خلال حرقها في خطوة رمزية تعبر عن التوجه نحو السلام "دعوة القائد عبد الله أوجلان كانت نقطة تحول مهمة، تبعتها خطوات كبيرة على طريق الحل".
وأوضحت أن هناك من يرى في الاجتماعات العامة أن هذه المبادرة أحادية الجانب، ويطالب بأن تكون ثنائية "االسيد أوجلان لطالما قدم مقترحات لتشكيل لجنة حوار"، مشددةً على ضرورة أن تلتقي اللجنة به في جزيرة إمرالي، للاستماع إلى آرائه وفهم رؤيته، باعتباره الطرف الأساسي في هذه العملية "إن مسار الحل يستمر من خلال قراراته وتصريحاته ودعواته التي تشكل أساساً للحوار".
"يوم تاريخي"
ووصفت مرال دانيش بشتاش الاجتماع الخامس للجنة بأنه يوم تاريخي بكل المقاييس، مشيرةً إلى أنه شهد حضوراً مؤثراً من أمهات السبت وأمهات السلام "إن النساء اللواتي تعرضن على مدار سنوات للاعتقالات والملاحقات القضائية والاعتداءات من قبل الشرطة، تمكن أخيراً من إيصال أصواتهن وإلقاء كلماتهن أمام اللجنة".
وعبّرت مرال دانيش بيشتاش عن تأثرها العميق باللقاء، مشيرةً إلى أن الاستماع إلى "أمهات السبت" و"أمهات السلام كان لحظة إنسانية مؤثرة بكل المقاييس "استمعنا إلى كلماتهن، وشعرنا بآلامهن ومعاناتهن، وامتلأت أعيننا بالدموع، كانت لحظة مشحونة بالمشاعر، لأنها تلامس نضالاً طويلاً كنت جزءاً منه على مدار عقود، ليس فقط من خلال العمل السياسي، بل أيضاً في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان والحق في الحياة".
"الطريق نحو الحل لم يكن سهلاً"
وأكدت مرال دانيش بشتاش أن الطريق نحو الحل لم يكن سهلاً، مشيرةً إلى التحديات الكبيرة التي واجهتها اللجنة والشعب على حد سواء "أن صعوبة المسار لا تُقارن بإرادة الشعب الكردي، الذي بذل جهوداً جبّارة من أجل السلام، من أجل الوصول إلى حل عادل ومن خلال مقاومة عظيمة امتدت لعقود، نحن نعلم جيداً كم عمل الشعب الكردي بجد، وكم ضحّى من أجل السلام والحل أملنا، وعملنا، وكل ما نبذله من جهد، يصب في اتجاه واحد وهو حل هذه القضية".
وأشارت إلى أن الكثيرين يتساءلون عن مستوى الحل "ما زلنا في البداية ما زلنا نعقد الاجتماع الخامس ومع ذلك، لا نريد أن تطول هذه الفترة كثيراً فهناك الكثيرون ممن لا يريدون استمرار هذه العملية، وهناك أيضاً الكثير ممن يمارسون الاستفزازات"، مضيفةً أن المسار يتطلب خطوات تشريعية واضحة، من خلال عرض القوانين على البرلمان لمناقشتها وإقرارها "هناك ترقب كبير من قبل الشعب، حيث ينتظر نحو 86 مليون شخص نتائج هذه العملية ورغم ارتفاع مستوى التطلعات، فإن الثقة لا تزال ضعيفة، وهو ما يستدعي تكثيف الجهود، لا سيما على المستوى المجتمعي، لتعزيز الثقة والمشاركة الشعبية، لذلك من الضروري أن يتولى الشعب زمام هذه العملية، فذلك يمثل أهمية بالغة بالنسبة لنا، ويُعد خطوة حاسمة نحو تحقيق السلام والاستقرار".
"الجهود المبذولة تهدف إلى إيجاد حل عادل وشامل"
وحول عملية السلام وبناء المجتمع الديمقراطي أكدت أن ذلك يتطلب نقاشاً عميقاً وشاملاً، مشددةً على ضرورة مراعاة مشاعر الأمهات والناس خلال هذه المرحلة الحساسة "في خضم هذا النقاش نشعر أحياناً بالحزن، وأحياناً أخرى بالأمل نتساءل باستمرار، هل ما نقوم به كافٍ؟ هل استجابتنا تليق بحجم التحديات؟ هذه الأسئلة تعيش في قلوبنا وعقولنا، لأننا نعلم أن ما نقدمه لا يزال أقل مما يستحقه هذا الشعب، وهذه المقاومة، وهذه القضية".
وشددت مرال دانيش بشتاش في ختام حديثها على أن كل الجهود المبذولة تهدف إلى إيجاد حل عادل وشامل، مؤكدة على الدور المحوري الذي يلعبه القائد عبد الله أوجلان في إطلاق العملية الجديدة مبينة بأن "للسيد أوجلان قدر كبير من المسؤولية رغم ظروف سجنه القاسية، التي لم تتحسن حتى الآن، ورغم أنه لا يزال محروم من حريته الجسدية، إلا أنه يواصل العمل بلا كلل من أجل مستقبل أفضل".