منظمات بيئية ومجتمعية تطلق مشروعاً أولياً لإدارة النفايات في لبنان

أطلق اتحاد إدارة تحويل النفايات ومؤسسة "ديان" بالتعاون مع بلدية الحازمية ومنظمات في مجال إدارة النفايات وتدويرها، مشروعاً أولياً تحت عنوان "الفرق بالفرز"، بهدف توعية الأهالي على الفرز من المصدر وتجنباً لأزمة نفايات جديدة في لبنان.

سوزان أبو سعيد

بيروت ـ في ظل انتشار أكثر من ألف مكب ومطمر في لبنان، ومع وصول بعضها وخصوصاً تلك التي جهزتها الحكومة لاستيعاب هذه النفايات إلى قدراتها الاستيعابية الأكبر، ومع وصول الأزمة في السنوات السابقة إلى حدود غير مسبوقة، أطلقت مؤسسة "ديان"، أمس الاثنين 18 شباط/فبراير، مشروعاً في مجال الفرز من المصدر في مقر بلدية الحازمية.

يتكون اتحاد إدارة تحويل النفايات من أكثر من 15 شركة ناشئة في هذا المجال تحت إدارة رواد من شباب وشابات، وقد شارك في إطلاق المبادرة عدد كبير من المنظمات البيئية وخصوصاً في مجالات أربع وهي تدوير الثياب، تدوير الإلكترونيات، تدوير المواد البلاستيكية والمعدنية وغيرها، وتدوير المواد العضوية.

واشتملت المرحلة الأولية من المشروع على حوالي مئة وحدة سكنية وعدد من المؤسسات التجارية، على أن تتوسع الحملة إلى شوارع البلدة كافة، حيث توالى المتحدثون في هذا اللقاء على توضيح أثر النفايات بأنواعها على البيئة من حيث التلوث وبالمقابل الفوائد التي يمكن الحصول عليها في حال جمعها وفرزها وكذلك تخفيفها.

وقالت رئيسة مؤسسة "ديان" ديانا فاضل لوكالتنا إن "المرأة هي التي تخلق الحياة، وعندما تفكر بمشروع فلديها القدرة على خلقه، وقد ساهمنا بإنشاء هذا الاتحاد المكون من شركات ناشئة يقودها ناشطين/ات من فئة الشباب لديهم الكثير من الحماس لفرز النفايات في البلاد، وهذا المشروع نموذجي، بدأناه في شارع واحد، لنتعلم كيفية تطبيق الفرز وتجاوب الشعب وتعامله مع الفرز لنتمكن من توسيع الدائرة لتقوم بلدة الحازمية كلها بالفرز".

وعن سبب اختيار بلدية الحازمية أوضحت "لأن هناك رئيس بلدية منفتح على حلول للأزمة، ومكاناً لتسبيخ المواد العضوية وهناك إرادة للعمل وللتوسع في المشروع، وخصوصاً وأن عملية التسبيخ تتم بطريقة نظيفة دون رائحة تؤثر على المحيط ولا تجذب الحشرات، ولا تتسبب بحرائق، كون النفايات محصورة في حاويات كبيرة، وبالتالي يمكن القيام بتدوير النسبة الأكبر من النفايات وهي النفايات العضوية، بينما يتم التعامل مع النفايات الأخرى عبر كوخ أنشأناه لهذا الأمر".

 

 

من جهتها، قالت مسؤولة قسم التسويق في مؤسسة "ديان" لارا سلامة إنه "منذ 30 عاماً نعيش ضمن خطط طوارئ في مجال أزمة النفايات، وبالمقابل يحاول المجتمع المدني القيام بخطط مستدامة في هذا المجال، لذلك قررت المؤسسة بالتعاون مع جمعيات وشركات ناشئة بيئية القيام بهذه المبادرة التي أطلقناها اليوم، وهي تقدم حلول جذرية لأزمة النفايات في لبنان، لأن هناك تخوفاً من عودتها إلى الشوارع، وبسبب خطط الطوارئ وصلت المطامر والمكبات إلى قدرتها الاستيعابية الأكبر وربما أكثر".

وأضافت "نحاول إدارة جميع أنواع النفايات ومنها النفايات الإلكترونية التي تتسبب بأضرار هائلة على البيئة والمواد العضوية التي تشكل بين 55 و60 بالمئة من نسبة النفايات، والنفايات النسيجية والثياب البالية التي يمكن إعادة تدويرها أو إعطائها إلى أشخاص يمكنهم الاستفادة منها، بالإضافة إلى المواد المعاد تدويرها من بلاستيك ومعادن وكرتون وزجاج، حيث أنشأنا كوخاً لجمعها من قبل المواطنين، ويمكنهم الحصول على مبالغ لقاءها".

وأشارت إلى أن "هناك أربع حاويات لجمع أنواع النفايات الأخرى من عضوية وثياب وإلكترونيات ومواد يمكن إعادة تدويرها، وستقوم شاحنة تابعة لمؤسسة ديان بالمرور على المنازل لجمع النفايات العضوية بهدف التخفيف من أزمة هذا النوع من النفايات الذي يشكل النسبة الأكبر منها على المطامر حتى لا نصل إلى كارثة بيئية ولا تعود النفايات إلى الشوارع".

وعن دور النساء في هذه المبادرة، لفتت إلى أن "رئيسة المؤسسة ديانا فاضل هي رائدة في مجال تمكين المرأة، فهي التي تشجع أولادها وعائلتها على هذا الأمر، ومعاً يمكننا أن نجعل لبنان أفضل وأن نستطيع حل أزمة النفايات ولذا نشجع المجتمع وخصوصاً المرأة على الفرز من المصدر".

 

 

من جانبها قالت الناشطة البيئية ماري لمع إن "للمرأة دور مهم في مجال الفرز وتوعية أطفالها بأهمية الحفاظ على البيئة من خلال التخفيف من النفايات، وتعليمهم كيفية الفصل بين أنواع النفايات، وبعدم جلب وشراء الأوعية البلاستيكية، وشراء ما يحتاجونه فقط، فتصبح رئيسة الشركة في بيتها، وفي عملها وكل مكان، فضلاً عن تشجيع الناس على معرفة مصير كل ما يشترونه".

 

 

أما الناشطة البيئية برنا كنعان فقالت "دُعينا إلى هذا النشاط كصفحة lebanese composters وهي صفحة تأسست في عام 2020، بهدف توعية المواطنين بأهمية معالجة نفياتهم بطريقة سليمة، فعندما نفرز فإن معظم النفايات عضوية ونحتاج بالتالي للوصول إلى حلول، لأنه في حال اختلاطها بباقي النفايات، فهي تؤذي وتضر بالبيئة".

وأضافت "يجب توعية كل شخص بأن يمكنه معالجة نفاياته العضوية، ومبادرة بلدية الحازمية مهمة للغاية، كونها تشجع على هذا الأمر، حيث لا يشجعون على فرز المواد التي يمكن تدويرها فحسب، بل أن ترسل المواد العضوية للتسبيخ على مبادرة compost baladi. ليسترجعوا مواد عبارة عن سماد طبيعي يمكن إعادة استخدامها وخصوصاً من قبل النساء، كون دور المرأة في هذا المجال مهم للغاية".