منتدى مراكش للبرلمانيات يناقش التحديات وسبل التمكين السياسي للنساء
أجمعت المشاركات خلال المنتدى الاقتصادي البرلماني للمنطقة الأورومتوسطية ودول الخليج، أن هناك العديد من التحديات التي ينبغي مواجهتها لبلوغ التمكين الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والثقافي لنساء المنطقة.
رجاء خيرات
المغرب ـ اجتمعت برلمانيات ورئيسات جمعيات برلمانية في منتدى النساء البرلمانيات، من أجل دراسة الأوضاع التي تعيشها النساء ومناقشة سبل تعزيز المساواة وخلق الفرص لهن من أجل الوصول إلى مراكز القرار وتحقيق التمكين الكلي والشمولي لبلوغ التنمية المستدامة.
جاء اجتماع البرلمانيات على هامش النسخة الثانية لمنتدى مراكش الاقتصادي البرلماني للمنطقة الأورومتوسطية والخليج، الذي نظم من قبل مجلس المستشارين المغربي (الغرفة الثانية لمجلس النواب) بشراكة مع برلمان البحر الأبيض المتوسط، أمس الخميس 11 تموز/يوليو، وتتواصل فعالياته بمراكش إلى غاية اليوم الجمعة.
ويجسد المنتدى انخراط برلمان البحر الأبيض المتوسط في مسار تعزيز التعاون البرلماني من أجل إنشاء منطقة اقتصادية أكثر تكاملاً واستدامة بين الدول الأورومتوسطية ودول الخليج العربي.
وقالت النائب الثاني لرئيس المجلس الوطني الاتحادي للإمارات مريم ماجد بن ثنية، إن مشاركتها في فعاليات منتدى مراكش الاقتصادي لبرلمان البحر الأبيض المتوسط وانتخابها كرئيسة لمنتدى النساء البرلمانيات تأتي في إطار الإسهام في مناقشة جميع القضايا التي تهم المرأة مثل تمكينها اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً، وكل ما يتعلق بالأمن والأمان في الدول الأورومتوسطية ودول الخليج العربي، بما يضمن حقوق النساء وعدم تعرضهن للعنف والتمييز على كافة الجوانب.
وأوضحت أن تواجد البرلمانيات المشاركات في المنتدى يسعى إلى خلق التوازن ما بين طرح قضايا المرأة التي تتعرض للعنف ولكافة أشكال التمييز وبين نقل تجربة الدول الناجحة في تمكين النساء.
وعن مكانة المرأة الإماراتية، أكدت أن هذه الأخيرة استطاعت أن تتبوأ جميع المناصب السياسية كوزيرة وسفيرة أو عضو بالبرلمان، لافتة إلى أن الإمارات هي ثاني دولة عالمياً من حيث نسبة تمثيلية النساء في المجالس البرلمانية.
بدورها أكدت عضو مجلس النواب بمملكة البحرين حنان فردان أن مشاركتها في منتدى النساء البرلمانيات، الذي ينعقد على هامش منتدى مراكش الاقتصادي البرلماني للدول الأورومتوسطية ودول الخليج، يأتي في إطار المساهمة في النقاش حول قضايا تمكين المرأة.
وقالت إن "البرلمانيات في البحرين تشاركن في تعزيز الدبلوماسية البحرينية البرلمانية، لكي نكون حاضرين/ات ومتواجدين/ات في كل المحافل والمنتديات والمؤتمرات حتى نمثل البحرين بشكل موسع"، مشيرة إلى أنه "في البحرين تجاوزنا مرحلة التمكين السياسي للنساء ووصلنا إلى شراكة متزنة وتحقيق الريادة في العديد من المجالات".
وبشأن نسبة تمثيل المرأة البحرينية، أوضحت أنها وصلت إلى 20 بالمائة في مجلس النواب، أما بالنسبة للتشكيلة الوزارية فإن النساء تمثلن أربع حقائب وزارية من بين 24 وزيراً، فضلاً عن وجود وكيلات ونساء أعمال ناجحات ورائدات.
وأكدت أن جميع المرشحات اللواتي ظفرن بمقاعد داخل مجلس النواب وهن ثماني نساء من أصل أربعين نائباً برلمانياً تم اختيارهن عن طريق الانتخاب المباشر، لافتةً إلى أن النساء استطعن أن تصلن بفضل قدراتهن وكفاءاتهن إلى مراكز صنع القرار.
وعن طموح البحرينيات ببلوغ المساواة، أشارت حنان فردان إلى أن هناك لجان لتكافؤ الفرص، مما جعل البحرينيات تصلن إلى مرحلة التمكين والشراكة المتزنة.
من جهتها ذكرت نائبة رئيس مرصد "توتي ميديا" الإيطالي ماريا بيار روسيغنود، أن مشاركتها في منتدى البرلمانيات تندرج في إطار التعريف بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والدور الذي تلعبه، مبينة أن التكنولوجيا عكس ما يمكن اعتقاده يمكن استثمارها في اتجاه تحقيق المساواة بين الجنسين، من خلال الاستعمال الجيد بعيداً عن استغلال النساء.
وحول ما إذا كانت المرأة الإيطالية استطاعت أن تحقق مكانة مهمة داخل المجتمع، أشارت إلى أن المساواة لا تزال بعيدة المنال، رغم الجهود المبذولة والنضالات التي تخوضها النساء في هذا الباب، وأنها تأمل أن تتحقق للأجيال اللاحقة.
ولفتت إلى أن وضع النساء يتفاوت بحسب الأقاليم، حيث أنه في الجنوب الإيطالي تعاني النساء من عدم توفر الحضانات (الخاصة بالأطفال)، مما يجعلهن مرابطات ببيوتهن لرعاية الأطفال، وهو ما يحرمهن من فرص العمل، التي يمكن أن توفرها التكنولوجيا بفضل العالم الرقمي، في حين أن النساء في جهة الشمال ويحكم التحاقهن بسوق العمل، تتوفر العديد من مدارس التعليم الأولي والحضانات لأن الأمهات مضطرات للخروج للعمل.
وعن تمثيلية النساء داخل البرلمان الإيطالي، أكدت أنها تضاءلت خلال الانتخابات التشريعية الأخيرة، ولا يعرف ما إذا كان ذلك راجع إلى عوامل اجتماعية أو مرتبط بالنساء أنفسهن أو بالمرحلة التاريخية.
وبشأن التحديات المطروحة للنهوض بأوضاع النساء بإيطاليا، أوضحت أن الأمر يتطلب تربية الأجيال على مقاربة النوع الاجتماعي والعمل على تغيير الذهنيات التي تحتاج لجهود كبيرة، حيث ما يزال المجتمع يحصر المرأة في الأدوار التقليدية كالاعتناء بالبيت ورعاية الأطفال.
وأوضحت المشاركات أن منتدى النساء البرلمانيات يهدف إلى تعزيز المساواة بين الجنسين وإبراز إسهامات المرأة في تعزيز التعاون من أجل السلام والأمن والتنمية الاجتماعية والصحة والاقتصاد والتعليم في المنطقة الأورومتوسطية ومنطقة الخليج.
ورصدن الإشكالات والمعيقات المتعلقة بالمساواة بين الجنسين وآثارها على الوضع الاقتصادي والمجتمعي لكل منهما، فضلاً عن العراقيل التي تحد من فرص إدماج النساء في التنمية.
وخلصن إلى ضرورة تعزيز التمكين الاقتصادي والاجتماعي والسياسي للنساء كشرط أساسي لبلوغ أهداف التنمية المستدامة.
وتجدر الإشارة إلى أن منتدى النساء البرلمانيات في برلمان البحر الأبيض المتوسط قد تم الإعلان عنه في الثامن من آذار/مارس 2021 .