"من المرأة وللمرأة" بازار للحرف اليدوية

الحرف اليدوية واحدة من أهم مجالات عمل النساء وهناك مجموعات جديدة من النساء قررن العمل على مشاريعهن الخاصة وإطلاقها وسط أجواء تاريخية تحمل الكثير من المشاعر والأفكار المختلفة.

أسماء فتحي

القاهرة ـ انطلق بازار الحرف اليدوية الذي حمل عنوان "من المرأة وللمرأة" في مقعد السلطان قايتباي الثقافي "وهو أثر مملوكي يقع في صحراء المماليك"، وهذا البازار واحد من سلسلة فاعليات مقرر القيام بها خلال شهر آذار/مارس "شهر المرأة" للاحتفاء بإنجازات النساء.

النساء في البازار ملهمات تمكن من عرض مجموعة من المنتجات المصنوعة يدوياً والهادفة لإحياء التراث الثقافي المصري في ثوب حديث صالح للاستخدام اليومي ليتم الدمج بين الماضي والحاضر بإضفاء لمسات فنية غير تقليدية والإعلان عن جانب من المشاريع التي تقوم بها النساء، ويعد البازار جزء من فعاليات حملت عنوان "إلهامهن: إرث المرأة الفني" ومن المقرر أن يتم خلاله الاحتفاء بالفنانات وإرثهن.

في البازار نساء قررن خوض تجربة العمل الخاص والاعتماد على ذواتهن، وأيضاً تنمية الموهبة والحس الفني في المشاريع المتنوعة بين الرسم على الخشب والشموع والمواد المصنعة منزلياً وتصميم الحلي، وأيضاً الملابس والنقش عليها، بالإضافة للتلوين على الزجاج وغيرها من المشاريع ذات البعد الثقافي التراثي.

 

من الصيدلة إلى إنتاج الشموع

قالت هبة توفيق وهي صيدلانية، ومشروعها إنتاج الشموع، إن زوجها محب للعمل في الأخشاب وتصميمها وكانوا يواجهون صعوبة في إيجاد الشموع التي يستخدمها في مشروعه، ومن هنا جاءت فكرة عملها في هذا المجال، لافتةً إلى أنها اتقنت العمل بوقت قصير باعتباره أشبه بدراستها في معامل الأدوية، مؤكدة أنها تعتمد على المواد الطبيعية وتعمل عليها بنفسها لتكون صديقة للبيئة وغير مضرة على الإطلاق أو ملوثة.

وبينت أنها تختار المعارض التي يُقدر روادها قيمة تلك المنتجات، معتبرةً أن هناك جمهور لهذا النوع من العمل، وأن هناك الكثير ممن يصممون الشموع في مصر وخارجها ولكنها تسعى لخلق بصمة مميزة تعبر عن أفكارها بذوق خاص ومختلف.

ولفتت إلى أنها قررت تقديم استقالتها من عملها للتفرغ للمشروع الذي يلبي أحلامها وتطلعاتها ويتماشى مع موهبتها سواء في إنتاج الشموع أو الكتابة لأنها نشرت مجموعة قصصية مع دار الرواق وانتهت من ديوان شعر بالعامية لم ينشر بعد، ولديها تطلعات كبيرة في هذا المجال.

 

 

البداية مبكرة والمنتجات احترافية

فيما قالت جمانة طارق، وهي طالبة في كلية الآداب قسم علم النفس، أنها تعمل على صنع الحقائب والكروشيه بجودة كبيرة مستخدمة خيط الكليم، وإن لديها مجموعة متنوعة من الأشكال التي تتقن إنتاجها وتطور من أدواتها يوماً تلو الآخر لكونها تطمح للوصول لمنتج يلبي جميع الأذواق. 

وأضافت أنها تتمتع بمواهب متعددة منذ صغرها ومنها تصميم الإكسسوار والفنون المتنوعة ولكنها ذات يوم اعجبت بتلك الحقائب وقررت أن تجرب إنتاجها ونجحت بالفعل في ذلك وبات لديها منتج يلقى إقبال كبير.

وترى أن العمل اليدوي له جمهوره الذي يقدر ما يبذل فيه من جهد، ولذلك تعمل على التنويع في منتجاتها لتلبي جميع الأذواق والاحتياجات.

واعتبرت أن أكبر معوقات عملها تتمثل في المجهود الذي تبذله للخروج بالمنتج وخاصة ما تتحمله يديها من تعب في العمل على القطعة الواحدة، مؤكدةً أن النساء اللواتي تمتهن الحرف اليدوية تبذلن جهد بدني كبير لتحقيق المستهدف من عملهن بمنتج متميز وله طابع خاص وجودة تليق بجمهور هذا المجال وأنها تتطلع للتواجد في طليعة المبدعات به.  

 

 

أفكار جديدة للحلي والفضة للتعامل مع أزمة ارتفاع الأسعار

بينما تعمل دينا عثمان، على تصميم حلي من الفضة ولديها ورشة صغيرة للتنفيذ، وتقول إن التصاميم الخاصة بها مستوحاة من الحضارة الإسلامية، ولكنها تضيف لها اللمسة الحديثة التي تمكن النساء من ارتدائها في أي وقت.

ولفتت إلى أن ارتفاع الأسعار أثر على حجم الإقبال على الحلي، ولكنها تعمل على استيعاب تلك الأوضاع بابتكار تصاميم متنوعة جاذبة وصغيرة الحجم لكي يكون سعرها مناسب لقطاع أكبر من الجمهور المستهدف، معتبرةً أن كل منتج له جمهوره والذكاء يتمثل في الوصول للجمهور الذي يقدر قيمة القطعة، وما يتم بذله فيها من جهد، وهذا كان سبب وجودها في المعارض المتنوعة لفتح المجال أمامها مع رواد المعارض في الأماكن المختلفة حتى تصل بمنتجاتها لم يقدر قيمتها.

وأضافت أنها تسعى لاستخدام مواد طبيعية ومتوفرة؛ لذلك بدأت في إدخال الزجاج بعد تطويعه مع الحلي بديلاً عن الأحجار ولكونها من محافظة دمياط الشهيرة بالأخشاب سعت لدمج الخشب مع الحلي وخرجت بقطع مختلفة ومميزة.

وعن المعوقات التي تواجه عملها قالت إنها في بعض الأحيان تلجأ إلى بعض الورش من أجل استكمال صناعة بعض المنتجات حيث لا تتوفر لديها آلة لإنجاز كل تصميم، واصفةً إقناعهم للعمل بشكل مختلف وخارج سياقه بـ "الصعب للغاية" ويأخذ منها جهد ووقت كبير.

 

 

الأطعمة والمشروبات الطبيعية

سهيلة زهران، تعمل على مشروعها بالتعاون مع أمها التي ولدت في سيوة ولديها خبرة ومعرفة بالمنتجات التي يمكن تصنيعها في المنزل خاصةً الأطعمة والمشروبات قالت إن لديهم محل يروجون منه لمنتجاتهن.

ولفتت إلى أنهم يحضرون زيت الزيتون من أرضهم ويقومون بعصره وتعبئته ويجففون الخضراوات والفاكهة، ويصنعون المربى المختلفة منزلياً، وأيضاً المشروبات من سحلب وسوبيا وغيرها، وجميع أنواع العطارة يتم طحنها منزلياً وتعبئتها ثم يعرض كل ذلك للبيع.

وأوضحت أن المشروع بدأ في عام 2021 في الوقت الذي انتشر فيه فيروس كورونا، معتبرةً أن الترويج للمنتجات عبر وسائل التواصل المختلفة أحد العوائق التي تواجههما، رغم أن هذه المنتجات عادة ما تلقى قبول لدى الجمهور، مؤكدةً أن تمكين النساء اقتصاديا أمر مهم للغاية فمنذ أكثر من ثلاثة أعوام تعتمد هي ووالدتها على دخل مشروعهما وهناك الكثير من النساء أيضاً تقمن بالشيء نفسه.