ملتقى ثورة المرأة في شمال وشرق سوريا يختتم فعاليات يومه الأول بالتأكيد على حماية الثورة

أكدت الجلسة الثانية من ملتقى ثورة المرأة في شمال وشرق سوريا على دور التنظيمات العسكرية النسائية ونظام الحماية للدفاع عن الثورة.

قامشلو ـ اختتمت فعاليات اليوم الأول من "ملتقى ثورة المرأة" في شمال وشرق سوريا بجلسة حول حماية ثورة المرأة والتنظيمات العسكرية التي تأسست مع انطلاق الثورة لحمايتها.

لم تعتمد نساء شمال وشرق سوريا على الرجال لإنجاح ثورتهن وحمايتها، لذلك تم تأسيس وحدات حماية المرأة في بداية عام 2013، إضافة لعدد كبير من المؤسسات العسكرية للحماية والدفاع، وخلال الملتقى تم تسليط الضوء على هذا الجانب خاصةً في ظل الخطر الذي يتهدد المنطقة ومكتسبات المرأة.

في هذا المحور تحدثت القيادية في وحدات حماية المرأة YPG جيان تولهلدان، وتناولت العديد من النقاط منها استهداف الجماعات المرتزقة للنساء، إضافةً للحديث عن الحراك النسوي، ومعاناة النساء جراء انعدام نظام الحماية والدفاع كما حدث في شنكال بحق النساء الإيزيديات وفي مناطق شمال وشرق سوريا خلال سيطرة مرتزقة داعش والجيش الوطني. منتقدةً وضع المرأة في الأنظمة التي تدعي الديمقراطية قائلةً إنها لم تصل إلى حقيقة المرأة.

وأكدت أن ثورة شمال وشرق سوريا كانت محط أنظار العالم "رغم أن عدد الرفيقات الأمميات المنضمات للدفاع معنا ليس بالكثير إلا أن هذا الحضور تأكيد واضح على وصول ثورتنا إلى العالمية".

وفي إحدى المداخلات ردت على سؤال حول كيف يمكن للنساء حماية مكتسباتهن بالإشارة إلى أن النساء قبل ثورة شمال وشرق سوريا كن تنتظرن أن يأتي الرجال للدفاع عنهن أما اليوم فهناك تنظيم نسوي خاص، وأكدت على أهمية الحماية بالقول إن "الإنسان لا يعيش بدون طعام وماء وكذلك لا يمكنه العيش بدون حماية"، مشددةً على أن "النساء هن أكثر من يتأثر بالحروب".

وأكدت على أن النساء تعبرن عن رفضهن للهجوم عليهن والحماية واجب يقع على المرأة، فعليها أن تعود لثقافتها في الحماية.

فيما تناولت عضو مركز الأبحاث وحماية حقوق المرأة في شمال وشرق سوريا أينور باشا الانتهاكات التي تعرضت لها النساء في معتقلات المرتزقة، وكذلك ما تتعرض له النساء في المناطق المحتلة في رأس العين/سري كانيه، وعفرين، تل أبيض/كري سبي، وفي المخيمات حيث تتعرض النازحات لحرب خاصة من ترويج للمخدرات وابتزازهن لتعملن في الدعارة.

واستعرضت مجموعة من الاحصائيات التي تؤكد ما تتعرض له النساء والأطفال جراء الاحتلال التركي. مؤكدةً على ضرورة دعم عودة النازحين بعد تحرير منازلهم من المرتزقة، وحشد الرأي العام لإجهاض أي مشروع احتلالي للمنطقة.

فيما تناولت العضو في مركز أبحاث المرأة جنولوجي زهيدة معمو الهجوم الفكري على ثورة المرأة، قائلةً إن ثورة المرأة واجهت حرباً فكرية بالوسائل الناعمة، والتمييز الجنسوي هو المنبع لجميع أشكال السلطوية، موضحةً أنه منذ عام 2011 حدثت تغيرات متسارعة في شمال وشرق سوريا والأبحاث التي قام بها مركز الأبحاث عرف النساء على أهم قضاياهن.

وأشارت إلى أنه للحفاظ على حقوق النساء تم طرح "قوانين المرأة" والتي تنص على إنسانية المرأة ومساواتها بالرجل، مؤكدةً أنه رد على العنف المجتمعي المتمثل بزواج القاصرات وتعدد الزوجات قائلةً إنه "عندما تضعف مقاومة المرأة تزداد الهجمات عليها"، مشيرةً إلى آثار الحرب الكارثية والتي تلقي بظلالها على المرأة مشيرةً إلى ما تعيشه النساء في المخيمات.

وعلى هامش الملتقى قالت الرئيسة المشتركة لمقاطعة عفرين سابقاً هيفي مصطفى لوكالتنا، أنه يتم استهداف المرأة المنظمة بشكل أكبر لكسر إرادة المجتمع "على المرأة لكي تحمي نفسها أن تقوي تنظيمها، فبدون تنظيم لا يمكنها تقديم شيء للمجتمع".

وحول سؤالنا عن كيفية محاربة سياسة استغلال النساء لمحاربة بنات جنسهن ومجتمعهن من خلال زرع أيديولوجية رجعية معادية، أجابت أن "الأنظمة السلطوية زرعت كل ما هو سلبي بالمرأة لتهاجم المرأة نفسها بنفسها، لذلك على النساء أن تفخرن بهويتهن الجنسوية، وتنظمن أنفسهن، ونحن نساء شمال وشرق سوريا نحارب الفكر الرجعي من خلال منظماتنا وأكاديمياتنا الخاصة والنشاطات التي تستهدف الجنسين".

فيما قالت خود العلي الناطقة باسم تجمع نساء زنوبيا في الرقة، أن المرأة في مناطق شمال وشرق سوريا استطاعت محاربة أخطر تنظيم إرهابي في العالم، واصفةً ثورة المرأة بـ "الثورة الحقيقية التي لم تحدث في أي مكان بالعالم".

وأوضحت أن "وحدات حماية المرأة تشكلت من قلب الثورة وتنادي ليس فقط بحرية المرأة إنما بحرية المجتمع ككل"، مشيرةً إلى أنه "نجتمع اليوم لنطور ثورتنا ولنحميها". معتبرةً أن المخططات التركية هي محاولة لضرب مكتسبات المرأة ومشروع الأمة الديمقراطية.

من جهتها بينت العضو في وحدات حماية المرأة روج خابور، أن نساء شمال وشرق سوريا اللواتي انضممن لوحدات حماية المرأة YPJ دافعن عن كرامتهن قبل أرواحهن، وأصبحت مقاومتهن مثالاً، مشيرةً إلى انضمام العديد من النساء من مختلف المكونات. مؤكدةً على ضرورة اتحاد النساء فكرياً وعسكرياً ومجتمعياً لدرء الهجمات التي تنوي تركيا شنها على المنطقة.

والجدير بالذكر أن ملتقى ثورة المرأة في شمال وشرق سوريا، مستمر غداً السبت 23 تموز/يوليو، بورشات عمل ومحاضرات.