ملتقى المبدعات العربيات يناقش الجندر في إبداع المرأة

تناول ملتقى المبدعات العربيات الذي استضافته تونس على مدى ثلاثة أيام من 15 حزيران/يونيو إلى غاية 17 منه، كسر مجموعة من التابوهات، مؤكداً على ضرورة طرح قضايا الجندر في الكتابات النسوية.

زهور المشرقي

تونس ـ سعت المبدعات العربيات إلى طرح قضايا الجندر لإقحامها مستقبلاً في كتاباتهن والتعاطي معها دون الإزراء بالمقومات الفنية والجمالية للعمل الإبداعي.

اختتم أمس السبت 17 حزيران/يونيو فعاليات ملتقى المبدعات العربيات في دورته الخامسة والعشرين، والذي أقيم في مدينة سوسة التونسية على مدى ثلاثة أيام، بمشاركة مبدعات وباحثات من تونس ومصر وسوريا والعراق والمغرب ولبنان واليمن وليبيا وفلسطين.

وركزت المبدعات العربيات خلال أعمال الملتقى على الأعمال النسوية في المجالات الروائية والأدبية والفنية وطرح ما يؤرق الكاتبات ويقف حاجزاً أمام تطرقهن لقضايا النساء في كتاباتهن وأشعارهن وأبحاثهن.

وطرحت المشاركات خلال هذه الدورة عدداً من الأسئلة من قبيل "في أي المجالات تطرح اليوم أسئلة التمييز الجندريّ وكيف تعاطت المبدعة العربيّة مع هذه المجالات دون الإزراء بالمقوّمات الفنيّة والجماليّة للعمل الإبداعيّ؟ وهل استطاعت المبدعة العربيّة أن تتجاوز في طرحها الفكريّ لمسائل الجندر الطبيعة الدفاعيّة المميّزة لمرحلة البدايات؟ أم أنّ القضايا المطروحة على أجندة الإبداع النسويّ ما تزال تدور في الحلقة نفسها من مرحلة الريادة إلى اليوم؟ وهل استطاعت النصوص الأدبيّة والمسرحيّة التي تكتبها المرأة أن تحرّر نفسها من هيمنة اللغة المدجّنة التي تستبطن أحياناً قيم الثقافة الذكوريّة وتضع المرأة في الهامش من الوجود ومن الفكر والإبداع؟ وهل استطاعت الفنون البصريّة التي تنتجها النساء أن تقاوم القوالب الإعلاميّة النمطيّة عن المرأة؟ وهل يحتكر ما يسمّى بالخطاب النسويّ في الأدب والفنون طرحَ القضايا الجندريّة أم أنّنا نجد لقضايا الجندر أشكالاً من الحضور لا تخلو من مفاجآت، ولاسيّما في الإبداع الذي تنتجه المرأة ذاتها؟".

وعلى هامش الملتقى قالت الكاتبة اللبنانية رفيف رضا صيداوي أنها شاركت بمداخلة عن المرأة العربية والكاتبة العربية وأسئلة الجندر، مشيرةً إلى أن مداخلتها تصب صلب عنوان الملتقى الذي شهد مشاركة مبدعات عربيات في جميع المجالات البحثية والشعرية والقصصية والروائية والمسرحية، وقد تناولت مداخلتها قراءة تعود لكاتبات عربيات طرحن أسئلة الجندر الذي يختلف عن القراءة التي تتناول التمييز الجنسي ضد المرأة.

 

 

ومن جانبها أوضحت الباحثة والكاتبة الفلسطينية سناء العطاري أنها شاركت في الملتقى بورقة بحثية حول شاعرة فلسطينية في مواجهة المجتمع والشاعر أنيس درويش نموذجاً.

وعن الصعوبات التي تواجهها كشاعرة تقول "أبرز العقبات التي تحد من إبداعي كشاعرة فلسطينية في مسيرتي الأدبية هو الصعوبات بغية إثنائنا كمبدعات عن الإبداع وفضح الواقع ومختلف التجاوزات".

 

 

وعن العنف الجندري قالت الكاتبة التونسية أميرة غنيم أن استشراء العنف هو حالة موجودة في كل زمان ومكان، معتبرةً أن العنف اليوم في تونس لم يصبح أكثر مما كان عليه في السابق "التغيير الحاصل يكمن في أن المجتمع بات يسمع بالحالات أكثر من السابق نتيجة انتشار وسائل التواصل الاجتماعي حيث أصبحت المعلومة تصل إلى الرأي العام وتفضح في إبانها"، مؤكدةً على أن مكاسب التونسيات لا يمكن المساس بها حيث استبطنت النساء هذه النجاحات وباتت جزءً من هويتهن.

والجدير ذكره أن ملتقى المبدعات العربيات في دورته الرابعة والعشرين ناقش "الثالوث المحرم في إبداع المرأة العربية"، حيث سلط الضوء على القضايا التي تشغل المبدعات العربيات، كما كان فرصة لتبادل الخبرات والتجارب في كافة مجالات الإبداع، خاصة ما أسموه بـ "تحرر إبداع المرأة من الرقابة الأخلاقية والاجتماعية واختراق المسكوت عنه"؛ وذلك في مختلف الميادين الثقافية من أدب وسينما ومسرح وفن تشكيلي.