مخيم الهول... روايات نساء عراقيات عن ظلم وقسوة داعش

تحدثت اللاجئات العراقيات غير المنتميات إلى داعش عن الظلم والقسوة التي يتعرضون لها من قبل عائلات داعش "هنا سلبت منا حريتنا، أصبحنا كالرباط المطاطي، يستخدموننا متى وكيفما يريدون".

سوركل شيخو

الحسكة ـ في الـ 6 تشرين الثاني/نوفمبر، أطلقت قوى الأمن الداخلي ووحدات حماية المرأة وقوات سوريا الديمقراطية حملة "الأمن الدائم" بهدف السيطرة على مخيم الهول ومحيطه، وتطهيره من خلايا داعش التي تحاول إعادة هيكلتها في المناطق.

 

تاريخ إنشاء المخيم وتغيراته الديموغرافية

يبعد مخيم الهول عن الحدود السورية العراقية 40 كم. ويقع في أقصى شرق مدينة الحسكة في مقاطعة الجزيرة بإقليم شمال وشرق سوريا. تم إنشاء المخيم منذ عام 1991. ولكنه شهد تغيرات كبيرة، حيث تم إنشاء المخيم لاستقبال اللاجئين العراقيين الذين فروا من حرب الخليج، وبحسب الأبحاث، كانت هناك 3 عائلات فقط في المخيم في عام 2003 ولكن مع الهجوم الأمريكي على العراق فتح المخيم أبوابه مرة أخرى للاجئين.

ثم تم إغلاق المخيم في عام 2013. لكن ظهور مرتزقة داعش في منطقة الشرق الأوسط، وخاصة في سوريا والعراق، تسبب في هجرة العديد من المدنيين من سوريا والعراق. لذلك أعيد فتح المخيم في عام 2016 لإيواء آلاف المدنيين النازحين. ومنذ ذلك الحين بدأت هجرة ونزوح العوائل من المدن السورية، ولجأوا إلى مخيم الهول.

وفي 23 آذار/مارس 2019، وبعد هزيمة مرتزقة داعش في الباغوز بمقاطعة دير الزور، تم إيواء الآلاف من عوائل داعش في المخيم. في البداية، كان عددهم أكثر من 60 ألف شخص من اللاجئين العراقيين والنازحين السوريين وعائلات ونساء داعش، ومن بين 39,899 شخصاً، هناك 17,410 لاجئاً عراقياً.

وحالياً، وفقاً لإدارة مخيم الهول، يقيم في المخيم 39,899 شخصاً في قسم المهاجرات، أي نساء داعش الأجنبيات المنحدرات من 42 دولة، 90 بالمئة منهم نساء وأطفال. واستقر في بعض أقسام المخيم 17 ألفاً و410 لاجئاً عراقياً.

في مخيم الهول، في أحد جوانب الأسوار الشائكة يعيش أفراد مرتزقة داعش ووحشيتهم، وعلى الجانب الآخر اللاجئون العراقيون. يتكون أحد جوانب مخيم الهول من لاجئين غير منتميين لداعش. ويعيش هؤلاء اللاجئون أيضاً تحت وطأة وحشية وتهديد داعش. اللاجئات العراقيات اللاتي تتحدثن عن ظلم وقسوة داعش تنتظرن بفارغ الصبر العودة إلى بلدانهن.

وتقوم حكومة العراق بالتنسيق مع الإدارة الذاتية وإدارة مخيم الهول بمراقبة عودة اللاجئين العراقيين اعتباراً من عام 2021. ويتم نقل هؤلاء اللاجئين إلى مخيم الجدعة بريف مدينة الموصل شمالي العراق. ويمكن اعتبار هذه الخطوة بمثابة مرحلة انتقالية ومن هناك تبدأ رحلتهم نحو التسوية والتأهيل النهائية في العراق.

وبحسب آخر الإحصائيات الصادرة عن إدارة مخيم الهول، فإن الإدارة الذاتية بالتنسيق مع لجنة المهاجرين واللاجئين في مجلس النواب العراقي، قد أخرجت 17 قافلة ترحيل خلال الفترة من عام 2021 إلى عام 2024، شملت ما يقارب 10 آلاف لاجئ عراقي من مخيم الهول ليغادروا إلى العراق، 70 بالمئة منهم نساء وأطفال.

 

العودة إلى المنزل

منى خليل إبراهيم من مدينة الفلوجة في محافظة الأنبار بالعراق، بدأت قصتها منذ عام 2016 "بسبب هجوم عصابات داعش على مدننا، ذهبنا إلى الحدود السورية، ظننا أننا سنجد السلام على الحدود السورية، ولكن من الواضح أن الألم هو نفسه، وحيثما ذهبنا كان هناك قصف وحرب. حاولنا إبعاد الأطفال عن منطقة الحرب وتوفير مكان آمن لهم، وعلى هذا الأساس كنا نذهب إلى المدينة أو القرية التي نسمع أنه يوجد فيها أمان. وأخيراً استقرينا في مخيم الهول. أريد العودة إلى العراق، على الأقل لن ننصب الخيم ولن نعاني من الصعوبات التي نعيشها الآن".

وأضافت "نحن متعبون جداً بسبب هذا الوضع، ليس أنا فقط، ولكن معظم النساء العراقيات هنا، حالتنا النفسية سيئة للغاية. وحالما أعود إلى العراق، سأبدأ الحياة الاجتماعية من جديد. وأطلب من جميع الدول التي تسمع أصواتنا أن تجد حلاً لنا، يكفي، لقد أصبحنا ضحايا لهذه الحرب بما فيه الكفاية، النساء والأطفال يدفعون أغلى ثمن".

 

"يجب إيجاد حل لنا"

حنان شحادة حمد من مدينة الحديثة في العراق، تحدثت عن الرحلات والقوافل من مخيم الهول إلى العراق "قبل مدة عادت عائلتي إلى العراق في رحلة، لكني وأطفالي مازلنا هنا. نقضي أيامنا وليالينا في الخوف. منذ بداية العام 2019 لم يتم توفير التعليم المناسب لهؤلاء الأطفال من قبل اليونيسف. حتى حركاتنا والملابس التي نرتديها محدودة، ولا نستطيع أن نفعل كل شيء كما نشاء. ومن يفرضون علينا الحدود موجودون هنا".

وعن نساء داعش قالت "هنا تنتزع منا حريتنا. أصبحنا كالرباط المطاطي. يستخدموننا متى وكيفما شاءوا، هناك خطر كبير هنا ويجب إيجاد حل لنا. لقد مرت هذه السبع سنوات من عمرنا، إلى متى سننتظر؟ الحياة مختلفة هنا، والحياة في العراق ليست كذلك، لم يعد لدينا ما يكفي من الطاقة للتعايش مع بعض الأشياء الأخرى التي سلبتنا حريتنا. فلتعيدنا الحكومة العراقية إلى العراق".

 

رحلة اللجوء بدأت من إحدى محافظات العراق وتوقفت في أخطر مخيم

جميلة فياض حمد من محافظة الأنبار في العراق. تحدثت عن رحلة اللجوء التي بدأت من الأنبار "نحن في المخيم منذ ما يقارب الـ 7 سنوات، اندلعت الحرب في منطقتنا وكان هناك قصف، فغادرنا المنطقة مع أشخاص آخرين ومنذ ذلك الحين بدأت رحلة اللجوء. ثم دارت الحرب من منطقة إلى أخرى، حتى وصلنا إلى الحدود السوريا. واستقرينا في منطقة دير الزور، وأتينا إلى مخيم الهول في بداية عام 2019".

"ليس هناك أمن"

وناشدت جميلة فياض حكومة بلادها "الحياة صعبة هنا، لا يوجد أمن ونخاف من كل حركة وكل شيء هنا، وخوفنا الأكبر هو على أطفالنا. حتى لو تخلت وتبرأت حكومة العراق من شعبها نحن لا يمكننا أن نتخلى عنها. لا يجوز هذا، أريد العودة إلى بلدي، وبعد ذلك سأحظى بحياة آمنة".