مختصة في الحساب الذهني: أطفال تونس يعانون من صعوبات التعلم

ارتفعت نسبة الأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم في تونس وبدا الأداء العام للتلاميذ ضعيفاً وفقاً للمعايير الدولية.

نزيهة بوسعيدي

تونس ـ يستمر الارتفاع في نسب الرسوب والانقطاع المبكر عن التعليم في تونس حتى بات قياس المؤشر الخاص بمتوسط سنوات التعليم، لا يتجاوز عمر السابعة من التعليم الأساسي وأكدت تقارير رسمية ارتفاع مستويات فقر التعلم في سنوات التعليم الابتدائي بسبب عجز حوالي 65% من الأطفال التونسيين عن قراءة فقرة بسيطة باللغة العربية مع نهاية التعليم الابتدائي.

 

الحساب الذهني أحد الحلول

أمام تفاقم مؤشرات التراجع في جودة التعليم في تونس وارتفاع نسبة المنقطعين تعددت بوادر الإصلاح من منطلق أن التعليم هو أساس تطور المجتمع والمحافظة على توازنه الفكري والمعرفي ومن بين هذه البوادر اعتماد الحساب الذهني كطريقة من طرق تقوية الذاكرة والمساهمة في تطوير مهارات الملاحظة الدقيقة ودعم الثقة بالنفس وتطوير الجانب العاطفي والانفعالي وتنشيط الدماغ وبالتالي تحسين نتائج المتعلمين.

وانخرطت المرأة التونسية في هذه العملية بناء على أهمية دورها داخل الأسرة وحماية أبنائها من الضياع والتشرد بعد الانقطاع عن الدراسة وسعيدة كلاعي واحدة منهن إذ عملت ولاتزال كمدربة حساب ذهني ومدربة في التفوق الدراسي على إنقاذ الأطفال من الفشل الدراسي والانقطاع المبكر عن التعليم.

وقالت "بدءاً من الأربع سنوات تبدأ علامات صعوبات التعلم وفرط الحركة وضعف التركيز في الظهور لدى الطفل وتؤثر فيما بعد على نتائج دراستهم وفي هذه الحالة نقوم بالحساب الذهني كوسيلة لتحسين تركيزه وتصبح لديه سرعة بديهة"، مشيرةً إلى أن الحساب الذهني ليست له علاقة بالرياضيات التي يدرسونها داخل القسم وفقاً لبرنامج وزارة التربية ولكن هناك انعكاسات إيجابية بطريقة أخرى.

وأوضحت أن "الهدف الأساسي ليس جعل الطفل آلة حاسبة بل تحسين قدرة التركيز لديه من خلال أنشطة ذهنية نقوم بها في إطار الحساب الذهني، لدينا مثلاً نشاط بصري خيالي وسمعي خيالي ينمي قدرات الطفل ويوسع خياله أكثر ويمكنه من التركيز ويؤثر على نتائجه في الدراسة، فعندما نعمل على الحساب الذهني فنحن نساعد الأطفال الذين يعانون من بطء الكتابة ولديهم صعوبات في التعلم والتركيز والقراءة".

وأكدت أن الحساب الذهني يساهم في مواجهة صعوبات التعلم لذلك بات يتواجد على شكل نوادي برياض الأطفال ومراكز الدعم المدرسي أو في دور أطفال أو مدارس ويهم الشريحة العمرية التي تتراوح بين 4 و15 سنة وكلما كان السن أقل كلما كانت النتائج أفضل.

ووجهت رسالة قالت فيها "أنصح الآباء على تعليم أبنائهم الحساب الذهني في سن مبكرة لأنه يساعد الذين يعانون صعوبات التعلم على الدراسة والتفوق ويساعد على تنمية الذكاء، فهو وسيلة تجعل الطفل قادراً على تنمية قدراته الذهنية وتنعكس على المستوى الدراسي وتنمي فيه روح المنافسة والثقة بالنفس وينشط الدماغ".