محتجات في السودان: نرفض الانقلاب ونطالب بعدالة مجتمعية

في الذكرى الأولى للانقلاب في السودان خرج السودانيون/ات في تظاهرات حاشدة مطالبين بعودة الحكم المدني إلى البلاد.

ميساء القاضي

الخرطوم ـ خلال التظاهرات الحاشدة التي خرجت في أنحاء العاصمة السودانية الخرطوم ومدن أخرى منددة بانقلاب قائد الجيش على الحكومة الانتقالية، قتل شخص واحد دهساً بعربة تابعة للقوات الأمنية وأصيب آخرون.

 

تظاهرات حاشدة

أطلقت تنسيقيات لجان المقاومة على هذه التظاهرات اسم "مليونية 25 أكتوبر" وحددت القصر الجمهوري وجهة لها لكن السلطات وفي خطوة استباقية قامت بإغلاق الجسور، التي تربط بين مدن العاصمة السودانية الخرطوم الثلاث وهي (الخرطوم، أمدرمان، الخرطوم بحري)، عدا جسرين أحدهما يربط بين أمدرمان والخرطوم بحري، والآخر يربط بين الخرطوم بحري ومدينة الخرطوم الأمر الذي حال دون وصول التظاهرات من مدن العاصمة المختلفة إلى وجهتها، كما قامت السلطات بقطع شبكة الإنترنت، وقامت قوات الأمن بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين/ات الذين واللواتي رفعوا شعارات تطالب بالحكم المدني وتندد بالانقلاب.

 

عام على الانقلاب

في فجر الـ 25 من تشرين الأول/أكتوبر 2021 قام قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة في الحكومة الانتقالية آنذاك عبد الفتاح البرهان بوضع رئيس الوزراء عبد الله حمدوك تحت الإقامة الجبرية وأصدر أوامر باعتقال كل الوزراء المدنيين والقادة السياسيين في الحكومة واستلم السلطة، ومنذ ذلك الوقت لم تتوقف التظاهرات المطالبة بالعودة إلى مسار الحكم المدني مرة أخرى، قتل خلالها 118 شخصاً بحسب لجنة الأطباء المركزية.

 

النساء تتقدمن الحشود

كعادة السودانيات شاركت النساء من كل الأعمار بشكل كبير في هذه التظاهرات، وكانت النساء في المقدمة تحملن الأعلام وصور الضحايا وتهتفن مطالبات بالعودة إلى الحكم المدني كما حملن صور "ست النفور" التي قتلت برصاص القوات الأمنية في إحدى هذه التظاهرات العام الماضي.

وقالت الصيدلانية والناشطة الحقوقية منيرة عبد الرحيم "نخرج اليوم لنقول لهم بالرغم من أنكم لم تسقطوا حتى الآن لكنكم عاجزين حتى عن إنشاء حكومة تنفيذية أو مجلس تشريعي، ولن تتمكنوا من إنشائها ما دمنا أحياء".

وأكدت إن دور المرأة بارز في التظاهرات من خلال المشاركة فيها، كما أنهن توفرن المياه في الطرقات للمتظاهرين وحتى الكبيرات في السن اللواتي لا تستطعن الخروج للتظاهر، تقفن على أبواب المنازل لتشجعن وتدعمن المتظاهرين، فلا يمكن حصر أدوارهن في مجال واحد إذ أنهن تقمن بأدوار عدة فهناك المسعفات والمتواجدات في الصفوف الأمامية من المتظاهرين وكذلك في العيادات الميدانية، مبينة أن خروج النساء للتظاهر أصعب من خروج الرجال، وذلك بسبب ما تواجهه النساء من معارضة من قبل أسرهن "نحن نخرج أيضاً لتغيير مثل هذه المفاهيم".

 

 

وبدأت الناشطة في مجال الحقوق هاجر أحمد حديثها بعبارة "المشاركة في الثورة والتظاهرات أصبحت جزءاً أساسياً من حياتنا" وأشارت إلى عدم وجود تمييز في النوع عندما يتعلق الأمر بالتظاهرات "نحن كلنا رجالاً ونساءً نخرج للشوارع لأن لدينا مطالب موحدة منها تحقيق العدالة الاجتماعية ووقف الحرب والاقتتال القبلي الذي يدور حالياً في مناطق عدة من السودان".

وأكدت "لا نبحث عن شيء سوى أن نعيش في بلد يكفل لنا كل حقوقنا كمواطنين"، مشددة على أنهم سيخرجون مراراً ويقومون بإيصال أصواتهم "لن نتوقف ولن نتخاذل ولن نساوم ولن نتوقف عن المطالبة بما نريده حتى نحصل عليه".

 

 

وأكدت إحدى المشاركات في التظاهرة ناهد عبد الله أنهم يخرجون للتظاهرات من أجل استرداد حقوقهن "نحن نخرج من أجل حقوق الضحايا الذين قتلوا، ومن أجل حقوقنا التي قاموا بنهبها الذين يحكمون البلاد الآن".

وقالت "لا أنتمي إلى أي حزب أو مجموعة سياسية لكني أخرج من أجل بلدي السودان الذي هو بلد مليء بالخيرات لكن تستفيد منها فئة محددة، فقطاعات مثل التعليم والصحة منهارة كذلك الاقتصاد فالناس يعانون من الظروف الاقتصادية السيئة"، مؤكدةً "إذا كنتم غير قادرين على إدارة البلاد أتركوها للشباب فهؤلاء الشباب قادرون على ذلك".