مهريبان إلباش: القرارات السياسية لا تمنع العنف بل تغذيه

قالت العالمة الاجتماعية مهريبان إلباش أن القرارات السياسية في تركيا كما في كثير من البلدان الأخرى لا تمنع العنف، بل وعلى العكس تقوم بتغذيته، لافتةً إلى أهمية التضامن والتنظيم ضد العنف.

مدينة مامد أوغلو

آمد ـ في ظل وجود التمييز بين الجنسين في تركيا، يستمر العنف وجرائم القتل ضد النساء في ازدياد يوماً بعد آخر خلال السنوات العشر الماضية نتيجة السياسات المتبعة من قبل الدولة.

وفقاً للبيانات التي تم الحصول عليها فقد قتلت 334 امرأة خلال عام 2022، في أول أسبوعين من شهر كانون الثاني/يناير الجاري قتلت 20 امرأة على أيدي الرجال، إن النساء اللواتي ناضلن من أجل حقوقهن لسنوات عديدة، تعترضن على سياسات العنف في كل مكان تتواجدن فيه.

 

لجرائم قتل النساء خلفية اجتماعية

عن دور المجتمع في جرائم قتل النساء والفتيات تقول عالمة الاجتماع وعضوة مجلس إدارة جمعية التضامن من أجل أوضاع المرأة (DAKAH-DER)، مهريبان إلباش، إن العنف والإساءة والقتل ضد النساء هي واحدة من أكبر مشاكل القرن "قد يكون لجرائم قتل النساء والفتيات خلفية اجتماعية، لأن النساء عادة ما تقتلن على يد أقربائهن من الدرجة الأولى أو أزواجهن فقط لأنهن أردن اتخاذ قرار يتعلق بحياتهن خاصةً عند اتخاذهن قرار الطلاق، ومع ذلك فإن السبب الأساسي لهذا العنف هو الثقافة العامة الخاطئة، ومن منظور واسع نحن في مواجهة الذكورة والأمومة المقدسة في كل مكان تقريباً في العالم، هذا يؤكد على أدوار الإنجاب والقتل المزدوج، والتي تختلف بشكل كبير عن بعضها البعض في جوهرها بشكل عام، كل من لا يلتزم بهذه الأدوار قد يواجه عقوبات شديدة من قبل المجتمع".

 

"تركيا تحتل المرتبة الأولى في أوروبا بممارسة العنف"

وأشارت مهريبان إلباش إلى أن تركيا تحتل المرتبة الأولى في أوروبا من حيث ممارسة العنف ضد المرأة "أعلنت منصة سنوقف قتل النساء عن مقتل ٣٣٤ امرأة على يد الرجال في العام الماضي، كما تم العثور على ٢٤٥ امرأة فقدن حياتهن بشكل مريب، ووفقاً لإحصاءات تقرير منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية حول العنف ضد المرأة في أوروبا ودول مجموعة العشرين، تحتل تركيا المرتبة الأولى بنسبة ٣٨%، تظهر هذه الإحصائيات أيضاً أن تشيلي والمكسيك تحتل المراتب الأخيرة، في حين أن البلدان المتقدمة مثل النرويج والدنمارك وإنجلترا من بين الدول التي تحتل المراكز العشرة الأولى في القائمة من حيث ممارسة العنف ضد النساء، لذلك يستنتج أن مستوى التنمية ليس كافياً لمنع العنف وأنه ينبغي وضع سياسات صديقة للمرأة من أجل ذلك".

 

"النضال في أفغانستان وإيران وتركيا مماثل"

ذكرت مهريبان إلباش أن الحكومة تنشر محتوى يدعم الأدوار المنوطة بالجنس من خلال الحملات "نضال النساء ضد العصابات في أفغانستان، والنضال ضد نظام الشاه في إيران، وكذلك النضال من أجل العودة إلى اتفاقية إسطنبول في تركيا، متشابه جداً إلى حد ما، وكما هو الحال في العديد من البلدان، طالما أن القرارات السياسية لا تهدف إلى منع العنف ضد المرأة، فإن السيناريوهات نفسها موجودة في جميع البلدان، إن الأسباب الكامنة وراء حدوث مثل هذه السيناريوهات هي تلك الأنشطة التي تحفز الجاني مثل التسلح الفردي والإفلات من العقاب والرقابة، وكل هذا يستمر في تغذية العنف بدلاً من منعه".

 

"يجب أن يتم تنظيم النساء والتضامن معهن"

أوضحت مهريبان إلباش أن الطرق البديلة لمكافحة العنف وجرائم القتل هي من خلال التضامن والتنظيم "للحد من جرائم قتل النساء والفتيات يجب أن يتم تمكينهن والتضامن معهن وتنظيمهن وزيادة فرصهن في الوصول إلى الجمعيات النسائية، كما أن لوسائل الإعلام دور مهم في الحد من تلك الظاهرة".