مهرجان أفلام المرأة بدورته الثامنة يجسد معاناة المرأة الفلسطينية والعربية

تحت عنوان "بعيون النساء" افتتح مركز شؤون المرأة في غزة مهرجان أفلام المرأة الثامن، لتجسيد معاناة المرأة الفلسطينية والعربية.

نغم كراجة

غزة ـ مهرجان أفلام المرأة بدورته الثامنة في غزة يجسد واقع المرأة الفلسطينية والعربية من خلال تناوله قضايا وظواهر مجتمعية مثل العنف، وقتل النساء، والابتزاز الإلكتروني.

نظم مركز شؤون المرأة في غزة مهرجان أفلام المرأة الثامن بعنوان "بعيون النساء" أمس الأربعاء 26 تشرين الأول/أكتوبر، بمشاركة الدول العربية المجاورة العراق، والأردن، والمغرب، لتجسيد معاناة المرأة الفلسطينية والعربية.

وقالت آمال صيام مديرة مركز شؤون المرأة "هذا المهرجان متخصص بعرض قضايا المرأة، كما يشكل مساحة واسعة لتسليط الضوء على دورها، وأهم التحديات التي تواجهها في فلسطين والبلدان العربية والأجنبية"، مشيرةً إلى أن هذا المهرجان يعرض مجموعة أفلام عربية من الأردن، والعراق، والمغرب، ويبرز القضايا النسوية التي تتشابه وتتقاطع مع قضية ومعاناة المرأة الفلسطينية.

وبدورها أوضحت المخرجة اعتماد وشح أن "المهرجان هو خطوة فاعلة لإيجاد تخيلات وأنماط بديلة، تتحدى المفاهيم والسلوكيات التي تحدد دور المرأة في المجتمع الفلسطيني"، كما بينت أن "مهرجان أفلام المرأة الثامن هو بوابة للدخول إلى إمكانيات الإبداع، وصنع القرار في مجال الثقافة، ويعتبر من ركائز التطور الاجتماعي الذي يدعو إلى المساواة والكرامة للنساء جميعاً، سواء في فلسطين أو غيرها".

وأضافت أن "مركز شؤون المرأة أعلن هذا العام عن مسابقة أفضل أفلام تتناول قضايا المرأة، وتم إنتاجها بصورة إبداعية، ونشرت المسابقة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتقدم للمسابقة اثنان وعشرين فيلماً من داخل قطاع غزة، وتم اختيار 4 سيناريوهات لإنتاجها تتعلق بقضايا المرأة، وركزت على تعزيز صمود المرأة الفلسطينية في جوانب الحياة كافة.

وحول أهداف المهرجان قالت المخرجة والمؤلفة ريما محمود وهي إحدى الفائزات بفيلم (فنجان قهوة) "نظم هذا المهرجان لتسليط الضوء على سينما المرأة وإبراز ابداع المرأة الفلسطينية والعربية، واخراج إبداعها من دائرة الظل إلى النور كامرأة ذات فكر وإبداع ثقافي، وكذلك تواصل وتشبيك المخرجات الفلسطينيات مع الحركة السينمائية العالمية والعربية، وكسر الحصار النفسي للجمهور الفلسطيني للتعرف على ثقافات جديدة".

وحصل فيلم "فنجان قهوة" الذي تخلل المراكز الأولى، حيث جسد واقع ومعاناة النساء والفتيات في فلسطين، والذي يتمثل في النصوص القانونية التي تعتدي على حقوق المرأة وحرياتها، وتمنح الرخصة لمرتكبي الجرائم بحق الإناث تحت ما يسمى الأعذار المخففة، وتنتهي بفنجان قهوة وتهدر أرواح النساء والفتيات كأمر طبيعي.

 

 

ومن جهتها قالت المخرجة هبة كريزم "شاركت بفيلم يتحدث عن الابتزاز الالكتروني الذي تتعرض له الفتيات في إطار العائلة الواحدة، وللأسف المجتمع يضع الذنب على الفتاة دون ارتكابها أي خطأ، حيث دارت الأحداث حول فتاة أسمها إيناس تنتهي حياتها وأحلامها كاملة بعد ما أهداها شقيق زوجها الذي يقطن في دولة أخرى هاتف دون أن تدرك خبثه وانتقامه منها بعد رفضها له وزواجها من أخيه، ومن ثم بتسجيل رسائلها مع عائلتها ونشر صورها، لتنتهي القصة بتعنيفها وطلاقها على خلفية الشرف".

 

 

وعن هدف هذا الأفلام قالت منسقة مشروع حياة هيام فرحات "هذه الأفلام تحاكي وتعالج قضايا المرأة بكافة الأشكال، وتم انتاج فيلمي نعمة وعطاف من خلال برنامج حياة المشترك، وحاكت هذه القصص واقع الكثير من النساء اللواتي يعانين من العنف والحرمان الكامل من جميع الحقوق"، مضيفةً "نحاول من خلال هذه العروض النساء حريتهن في التعليم، والعمل، واتخاذ معظم القرارات التي تتعلق بهن"، لافتةً أن هذه القصص لنساء ناجيات من العنف بعد وصولهن إلى خدمات متعددة القطاعات.

وأضافت "فيلم نعمة يعرض قضية، وظاهرة، ومجتمعية منتشرة في فلسطين والبلدان العربية، ألا وهي زواج القاصرات تحت سن الـ 18، أما فيلم عطاف الذي يعرض قضية الزواج القسري، والذي يتبع العادات والتقاليد".

وأشارت إلى أنه "استطعنا حل هذه المشكلات، وإعادة إدماج ضحايا العنف في المجتمع، ولكن بنماذج جديدة، حيث عملنا على تنمية قدراتهن، وإكمال تعليمهن بهدف القضاء على العنف بشكل جذري ونهائي، وتوفير حماية واستقلالية ذاتية لهن"، كما شجعت المعنفات بألا يترددن بالتواصل مع المؤسسات النسوية التي تقدم المساعدة وتنتشلها من الظلم، "المرأة قادرة على إحداث التغييرات المجتمعية ومواجهة الظلم والعنف".

وأكدت هيام فرحات أن مشروع الحياة سلط الضوء بشكل مكثف على قضايا المرأة، والتدخل من خلال المنظومة المجتمعية في قطاع غزة، لمعالجة هذه القضايا والمشكلات، وإيحاد الحلول للنساء التي تخلق لهن مساحات آمنة للتعبير والتطوير ضمن دائرة الحماية والأمن.

 

 

وللجدير بالذكر عرضت المخرجة إسراء منعم من العراق فيلماً يحمل أسم "باليرية" لمدة 6 دقائق وسلطت الضوء حول النظرة المجتمعية لرقصة البالية في المجتمع العربي وتمحورت احداث الفلك حول فتاة يسجنها والدها، لمنعها من ممارسة رقص البالي خوفاً عليها من نظرة المجتمع لها، وتركت نهاية الفلم للجميع بحث تتعدد الأراء ووجهات النظر.