"عمدة العالم" غادرت الحياة
توفيت المهندسة ليلى مصطفى الرئيسة المشتركة السابقة للمجلس المدني لمدينة الرقة صاحبة المسيرة الحافلة بالإنجازات، بعد صراع مع المرض.
سيبيلييا الإبراهيم
الرقة ـ مثلت الراحلة ليلى مصطفى رمزاً للنضال النسوي في شمال وشرق سوريا على مدار مسيرتها ضمن الثورة، وكانت من النساء اللواتي ساهمن في نهضة مدينة الرقة رغم الخراب الذي حل بها جراء المعارك مع مرتزقة داعش، حتى حصلت على جائزة "عمدة العالم".
ليلى مصطفى من مواليد 1988 مدينة تل أبيض/كري سبي بشمال وشرق سوريا وعاشت في مدينة الرقة، تولت الرئاسة المشتركة لمجلس الرقةً المدني في عام 2017 أي بعد تحرير الرقة من رجس الإرهاب، واستمرت بعملها لغاية عام 2022، ووافتها المنية أمس السبت 25 تشرين الثاني/نوفمبر اثناء إجرائها عملية إزالة تكيسات مائية على الكبد بإحدى مشافي دمشق، وسيورى جثمانها الثرى اليوم في قرية قرفل في تل أبيض/كري سبي.
وقالت هيفي إسماعيل الرئيسة المشتركة للمجلس التنفيذي للإدارة المدنية الديمقراطية في مدينة الرقة وريفها لوكالتنا أن ليلى مصطفى "مثلت رمز للمرأة الحرة والطموحة بقوة إرادتها وكفاحها، حيث اخذت عهداً على عاتقها أن تعيد بناء مدية الرقة وسعت جاهدة من أجل ذلك وكانت من مؤسسي المجلس المدني، وشاركت إلى جانب رفيقاتها بإعادة إعمار المدينة وبث روح الحياة فيها بعد أن غابت خلال سيطرة داعش".
وبينت أن الفقيدة "من أوائل النساء في تاريخ مدينة الرقة التي تتبوأ منصب إداري رفيع وخلال عملها حققت تقدم كبير في مدينتها، وفي حياة نسائها، ولم تتوانى عن المضي في تحرير نساء الرقة وتنتشلهن من واقع الظلام والعبودية إلى واقع النور والحرية ولكي تمسح عنهن المآسي والألم الذي عشنه وما تعرضن له من انتهاكات وتعذيب وقتل على يد داعش".
وكرمت ليلى مصطفى بجائزة "عمدة العالم" لعام 2021، وهي جائزة تُمنح كل سنتين من قِبل مؤسسة عمدات المدن (City Mayors Foundation)، منذ عام 2004، وتهدف هذه الجوائز إلى الارتقاء بمكانة العمدات في جميع أنحاء العالم، وكذلك الشخصيات التي خدمت مجتمعاتها بشكل جيد، والتي ساهمت في تحقيق رفاهية المدن على الصعيدين الوطني والدولي، وحول ذلك قالت "هذا التكريم فخر لنساء الرقة وأصبحت مصدر الهام وأمل وقوة لهن".
وعن تدهور حالتها الصحية ووفاتها قالت هيفي إسماعيل "في عام 2021 تدهورت حالتها الصحية وغادرتنا وإننا نعاهد على إكمال مسيرتها النضالية وفي الطريق الذي رسمته في بناء مدينة الرقة".