مبادرة "هي ملهمة حان وقت التغيير" لتمكين النساء والفتيات

تسعى مبادرة "هي ملهمة حان وقت التغيير" لتمكين النساء والفتيات ومناصرة حقوقهن واستردادها من خلال الضغط والمناصرة باستخدام أدوات ووسائل غير تقليدية.

نغم كراجة

غزة- أطلقت مؤسسة فارس العرب للأعمال الخيرية مبادرة "هي ملهمة حان وقت التغيير" بمشاركة ثلة من المؤسسات النسوية والأهلية؛ بهدف تمكين النساء والفتيات ومناهضة العنف الواقع عليهن بكافة أشكاله، والمطالبة بسن القوانين الرادعة بحق مرتكبي جرائم القتل ضد المرأة.

قالت الناشطة النسوية فاتن حرب "تعود الانتهاكات التي تتعرض لها المرأة إلى عدة أسباب متجذرة في المجتمعات أو استياء الأوضاع الاقتصادية وارتفاع معدل الفقر وسوء الخدمات المقدمة التي تحرمها حقوقها كالتعليم والعلاج ولا سيما النزاعات المسلحة في البلدان العربية التي تشكل عبء آخر عليها، ولتوفير الحماية الكافية لها لابد من تشكيل حماية قانونية وقضائية؛ من أجل تحسين وصولها للمساواة والعدالة والأمان، وإزالة كافة العراقيل والعقبات التي تقف كحاجز أمامها".

وأشارت إلى أن المرأة لا زالت تعاني من الاضطهاد بالرغم من دورها المحوري والبارز في المجتمع بأكمله فهي جزء لا يتجزأ من عملية التنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية في فلسطين، وأكدت على ضرورة انصافها من خلال المجتمع والقوانين التشريعية بما يضمن حصولها على حقوقها المشروعة كاملةً وصولاً للمساواة والعدالة الاجتماعية دون تمييز.

وأوضحت أن "غالبية القضايا والمشكلات التي تخص المرأة تحول إلى المؤسسات النسوية وبيوت الأمان"، مشيرةً إلى أن "التوعية المجتمعية ومساندة الحقوقيات ساهم في تخفيف الظلم العشائري وإنارة المجتمعات بأهمية حصول المرأة على حقوقها ودورها المحوري والرئيسي في الحفاظ على النسيج المجتمعي".

ويذكر أن وثيقة الاستقلال التي أصدرها المجلس الوطني الفلسطيني عام 1988 في دورته التاسعة عشر أكدت بشكل مباشر على إحقاق حقوق المرأة الفلسطينية وضرورة المساواة وعدم التمييز في الحقوق العامة بين الجنسين، ومن ثم جاء القانون الفلسطيني الذي شدد على حق المرأة بالمساواة والمشاركة المنصفة، وتقول "نحن نسعى لإقرار قانون حماية الأسرة من العنف والذي يتضمن نصوص قانونية وعقوبات بحق مرتكبي جرائم العنف بأشكاله والقتل داخل الأسرة".

 

 

بينما قالت منسقة المبادرة حنين رضوان "بالرغم من الجهود المبذولة في سبيل النهوض بواقع المرأة إلا أنها لا زالت الضحية والمتضرر الأول لكل الأوضاع الراهنة في المجتمع حيث تعتبر الأكثر عرضة للاستغلال والعنف، لذلك نحن نحتاج إلى نشر التوعية بشكل مكثف وإبراز صورة المرأة كشريك أساسي بحيث تسترد حقوقها المنتزعة من الجنس الآخر، وأيضاً محاولة تغيير الصورة النمطية المتجذرة حول دونية النساء".

وعن مبادرة "هي ملهمة حان وقت التغيير"، تقول "لقد أتت هذه المبادرة لتغيير المفاهيم الخاطئة حول دور النساء ووجودهن خاصة بعد ازدياد معدلات العنف والقتل في الآونة الأخيرة، ولا سيما أن الأسباب الرئيسية وراء تكون هذه الظواهر هي العادات والتقاليد الواهية التي نسعى لمحاربتها منذ عقود طويلة وحالياً نحن في عصر أكثر وعياً على الأقل من السنوات السابقة، والمرأة نصف المجتمع وجزء لا يتجزأ وليست خادمة".

وأشارت إلى أن هذه المبادرة تتضمن في خطتها الاستراتيجية عدة فعاليات وأنشطة منها تنفيذ ورش توعوية مكثفة حول حقوق المرأة ودورها، وحلقات إذاعية وبرامج تثقيفية تحث على خطورة العنف والتحذير منه بالإضافة إلى تنفيذ عروض مسرحية في مناطق متعددة من قطاع غزة نحو الحقوق المنتزعة من النساء والعنف الواقع عليهن".

وأوضحت أن المبادرة تضمنت عرض مسرحي بسيناريو غريب لأول مرة ينفذ في القطاع تحت اسم مقلوبة "لقد خرجنا عن المألوف والعروض التقليدية التي تحمل نفس الفكرة والموضوع، وتجعل المرأة ضحية المجتمع الأبوي، فقررنا أن يصبح العرض المسرحي هو تبادل للأدوار والسلوكيات النمطية بحيث يعيش الرجل دور الضحية ويمارس عليه العنف وتنتزع حقوقه بدلاً من المرأة، وهنا حاولنا إيصال الصورة بشكلها الحقيقي للفئة المستهدفة؛ لإبراز مدى جرم المجتمع الأبوي وتسلطه"، لافتةً أنه تم إطلاق اسم مقلوبة على العرض المسرحي من أجل تجسيد الصورة التي تتمثل في قلب الأطوار وتبادل الأدوار.

ومن جانبها قالت المشاركة في العرض المسرحي هبة عبيد "نسعى من خلال هذه المبادرة إلى تمكين النساء والفتيات والدفاع عن أنفسهن ومناصرة حقوقهن وقضاياهن، ولا شك بأن المرأة ذاتها هي التي تستطيع نصرة قضيتها والتمرد على الأحكام الغير منصفة والخروج عن عرف العادات والتقاليد الواهية، واستطاعت مواجهة الاحتلال والتحديات السياسية والاقتصادية".