لقاء تضامني مع الصحفيات اليمنيات لمواجهة التحريض والعنف

الصحفيات حول العالم يتعرضن لحملات تشويه ممنهجة، بهدف إسكات أصواتهن وإبعادهن عن المجال العام. هذه الهجمات غالباً ما ترتبط بالعنف القائم على النوع الاجتماعي، وتصل أحياناً إلى التهديد بالاعتداء أو القتل، مما يجعل العمل الصحفي للنساء محفوفاً بالمخاطر.

رانيا عبد الله

اليمن ـ نظمت نقابة الصحفيين اليمنيين أمس الثلاثاء 25 تشرين الثاني/نوفمبر لقاءً تضامنياً عبر الاتصال المرئي (زوم)، بالتعاون مع الاتحاد الدولي للصحفيين، دعماً للصحفيات اليمنيات اللواتي يتعرضن للعنف والتحريض.

في إطار حملة الـ 16 يوم لمناهضة العنف ضد المرأة، نظمت نقابة الصحفيين اليمنيين لقاءً تضامنياً عبر الاتصال المرئي (زوم)، شارك فيه عدد من الصحفيات اليمنيات، حيث استعرض اللقاء أبرز الحملات التي تستهدف إسكاتهن، بدءاً من التحريض عبر دور العبادة ومنصات التواصل الافتراضي وصولاً إلى المنابر السياسية.

وفي هذا السياق، أكدت رئيسة مجلس النوع الاجتماعي في الاتحاد الدولي للصحفيين، مارية أنجيلس سمبيري، على تضامن الاتحاد وكافة الصحفيات حول العالم مع نظيراتهن اليمنيات، مشيدةً بصمودهن في مواصلة العمل الصحفي رغم التهديدات ومحاولات الترهيب.

واعتبرت أن تنظيم مثل هذه اللقاءات، يمثل رسالة دعم قوية، مشددةً على أهمية الالتزام بالمعايير الأخلاقية التي تضمن حماية الصحفيات وتعزز الحريات الإعلامية والديمقراطية.

من جانبها، أوضحت عضوة مجلس النقابة ومنسقة اللقاء، فاطمة مطهر، أن النقابة ترفض بشكل قاطع أي شكل من أشكال العنف ضد الصحفيات، وتؤكد مساندتها الدائمة لقضاياهن.

خلال اللقاء، عرضت عدد من الصحفيات تجاربهن مع حملات التحريض والتشويه، مؤكدات ضرورة تعزيز الحماية والتضامن لتوفير بيئة آمنة للعمل الصحفي. وتركزت النقاشات على مواجهة العنف القائم على النوع الاجتماعي، والتصدي للتهديدات والمضايقات، مع التأكيد على أهمية الحماية القانونية والدعم المؤسسي، إضافة إلى تعزيز التعاون بين الصحفيين والمنظمات النسائية.

 

اتساع نطاق العنف

بدورها، أوضحت الإعلامية يرستين النهمي أن انتشار وسائل التواصل الافتراضي ضاعف من حجم الأذى الذي تتعرض له النساء، خصوصاً الصحفيات والإعلاميات، حيث لم يعد الضرر مقتصراً على الدائرة القريبة، بل أصبح واسع النطاق ويقوده أشخاص ذوو سلطة وتأثير.

وبينت أن هذه الحملات لا تكتفي بالإساءة المباشرة، بل تستهدف أيضاً كل من يبدي تضامناً مع الصحفيات، معتبرةً أن الهجمات تطال أي صوت حر، وتزداد حدتها ضد الإعلاميات بسبب حضورهن في الفضاء العام ومشاركتهن في الرأي العام.

وأشارت إلى أن مجرد الظهور يُعد في نظر البعض "جريمة" تستوجب العقاب، وهو ما دفع كثيراً من الإعلاميات الكفؤات إلى الانسحاب من المشهد العلني والعمل خلف الكواليس نتيجة القيود المجتمعية المفروضة عليهن.

وأكدت يرستين النهمي أن هذه الحملات الممنهجة تهدف إلى إسكات الصحفيات والإعلاميات، وكل من يدعمهن، مشيرةً إلى أن أي امرأة في الفضاء العام معرضة للتحريض، وهو ما يعكس حجم التحديات التي تواجه مشاركة المرأة في المناصب القيادية.

اختُتم اللقاء بعدد من الالتزامات التي ركزت على تطوير أدوات للدفاع عن الصحفيات، وتعزيز المساواة بين الجنسين في وسائل الإعلام، والتعامل مع التحديات الراهنة التي تواجه الصحفيات والإعلاميات في اليمن.