'لن نتراجع عن احتجاجنا ما دامت مطالبنا لم تتحقق بعد'

بمشاركة نسائية واسعة شهدت مدينة فكيك في أقصى شرق المغرب احتجاجات واسعة، من أجل التعبير عن حقهن في الحصول على المياه والذي هو أبسط حقوهن بالحياة، ورفضهن لقرار خوصصة الخدمات الاجتماعية.

 حنان حارت

المغرب ـ يستمر في مدينة فكيك في أقصى شرق المغرب حراك شعبي من أجل الحق في المياه، الذي انطلق قبل ستة أشهر من أجل التراجع عن قرار الانضمام إلى مجموعة الجماعات وعدم تفويت مياه الواحة لأية شركة والإبقاء عليها تحت تصرف السكان.

خرجت نساء مدينة فكيك مساء أمس الجمعة 19 نيسان/أبريل، في مسيرة سلمية من أجل إسماع صوتهن  احتجاجاً على رفضهن مصادقة مجلس المدينة على قرار لتفويت تدبير المياه إلى شركة لتوزيع المياه والكهرباء، بعدما كان هذا التدبير يتم سابقاً طبقا لأعراف المنطقة.

وعرفت الوقفة الاحتجاجية التي طغى على مشهدها نسوة بالزي التقليدي الفيجيجي المعروف باسم (الحايك)، ورفعوا شعارات "المياه مياهنا والقرار قرارنا"، كما رفعت النساء المشاركات في الوقفة الاحتجاجية أصواتهن عالياً من أجل التراجع عن قرار الانضمام إلى مجموعة الجماعات وعدم تفويت مياه الواحة لأية شركة والإبقاء عليها تحت تصرف الساكنة.

وقالت المشاركات في الوقفة الاحتجاجية، أن خروجهن للتظاهر يأتي من أجل التنديد بتفويت مياه واحة فجيج إلى شركة خاصة، مشددات على أن تدبير المياه بهذه المدينة يتمتع بخصوصية تمتد لعقود، وأن نظام تدبير المياه بالواحة، نظام اجتماعي يتم فيه إشراك المواطنين/ات في عملية التدبير، سواء تعلق الأمر بالمياه الصالحة للشرب أو مياه السقي أو تطهير السائل، مؤكدات على أن مياه قصور مدينة فجيج طورها الأجداد منذ قرون ولا يمكن تسليعها وتفويتها لشركة خاصة.

وقالت إحدى المحتجات إنهن لن تتراجعن ما دامت مطالبهن لم تتحقق بعد، وأنهن مصممات على الاستمرار في التظاهر حتى تعلن السلطات المعنية عدم تفويت قطاع المياه للشركة الخاصة.

وأوضحت أن منطقة فجيج تتشكل من واحات عريقة وتضم عدداً كبيراً من أشجار النخيل وخوصصة المياه سيؤدي إلى تجفيفها، وبالتالي عدم تمكن الساكنة من ري أشجار النخيل التي تشكل ثروة في المنطقة والتي تستفيد منها الساكنة.

وأكدت المحتجات على رفضهن المطلق لقرار المجلس الجماعي، معبرات عن تشبثهن بالنمط التقليدي لتدبير المياه باعتبارها أساس وجود الواحة منذ القدم، كما أن نساء المنطقة لهن علاقة خاصة مع المياه.

يشار إلى أن سكان المدينة خلال مئات السنين راكمت معارف وتقنيات فريدة لتوزيع المياه بشكل عادل ومستدام بين السكان والحفاظ عليها خاصة نظام الخطارات، وكذلك نظام للتسيير والحفاظ على المياه بشكل ديمقراطي من خلال مجالس الماء والصرايفية، وحسن تدبير الحاجات المختلفة للسكان بين السقي وتوريد الماشية ومياه الشرب نظراً لوحدة الفرشات المائية.