لا للصمت أمام الإساءة الرقمية... دعوة مفتوحة لكل امرأة وفتاة

أكدت الناشطة في منظمة "سارة" أرزو تمو أن النساء والفتيات في إقليم شمال وشرق سوريا يتعرضن بشكل فعلي للعنف الرقمي، الذي يؤدي في كثير من الأحيان إلى حالات انتحار مأساوية، داعيةً النساء لمواجهة هذا النوع من العنف.

نسيم جاجان

قامشلو ـ في إقليم شمال وشرق سوريا، تواصل النساء نضالهن لتحقيق التغيير وكسر العقلية الذكورية المهيمنة، بعد أن أحرزن تقدماً في مجالات السياسة والاقتصاد والحماية، وتعمل منظمات المرأة، مثل "سارا لمناهضة العنف ضد المرأة"، على تعزيز الوعي ومواجهة العنف، هذه الجهود تشكل دعامة أساسية لتحول مجتمعي أكثر عدالة ومساواة.

استعرضت الناشطة أرزو تمو نشاطات منظمة "سارة"، التي تقدم دعماً نفسياً واجتماعياً للنساء اللواتي يتعرضن للعنف، بما في ذلك القتل، والتحرش، والإهانة، مشيرةً إلى أن العديد من النساء يلجأن إلى المنظمة طلباً للحماية والمساندة.

وأوضحت أن المنظمة نظّمت ندوات توعوية حول قوانين الأسرة والعنف، تم خلالها توزيع منشورات تثقيفية، إلى جانب توفير جلسات دعم نفسي للنساء، مشيرةً إلى التعاون مع مؤسسة الحياة النسائية لتأمين الرعاية الطبية، ومع دار المرأة وفريق المرأة لتوفير مأوى آمن للنساء المهددات من قبل أسرهن أو أزواجهن، حيث تم حمايتهن من العنف.

وأضافت أن المنظمة تعمل على التواصل مع الأسر ومناقشة القضايا معها، وتسعى "سارة" إلى بناء تفاهم مشترك بين الأطراف المعنية.

 

العنف الرقمي من إحدى أسباب ارتفاع حالات القتل والانتحار

وأعلنت أرزو تمو عن تشكيل لجنة خاصة لمعالجة قضية التهديدات الرقمية التي تتعرض لها النساء والفتيات، خاصة الصغيرات في السن، واللواتي أُجبرن على مغادرة منازلهن بسبب تلك الانتهاكات، موضحةً أن العديد منهن لجأن إلى منظمة "سارة" طلباً للحماية، بعد أن تعرضن لتهديدات رقمية لم يعرفن كيف يتعاملن معها.

وأضافت أن صورهن الشخصية تم التلاعب بها باستخدام برامج الفوتوشوب، ونُشرت بطريقة مسيئة، وتم التنسيق مع منظمة سارة لتقديم الدعم اللازم، وقد شُكلت اللجنة بهدف مناقشة هذه التهديدات وإيجاد حلول فعالة لها.

وأشارت إلى أن بداية العمل كانت من خلال فتح حوارات مع العائلات ومناقشة القضايا معهم، مؤكدةً أن هذه المشكلات ليست دائماً بالحدة التي تبدو عليها، مضيفةً أن التفاهم بين النساء والعائلات أفضى إلى تقديم تعهدات خطية من قبل الأسر لضمان سلامة حياة النساء، مما ساهم في حل العديد من المشكلات وحماية النساء من الأذى، موضحةً أنه في الفترة الأخيرة تم رصد العديد من حالات العنف، وكان السبب الرئيسي وراء قتل النساء هو العنف الرقمي.

 

حملات تهدف إلى تعزيز الوعي وحماية النساء

وفي سياق التوعية المجتمعية، لفتت أرزو تمو إلى إطلاق حملة مشتركة في بداية شهر تموز/يوليو الماضي على مستوى إقليم شمال وشرق سوريا، بهدف رفع وعي المجتمع، خاصة النساء اللواتي يتعرضن للإساءة الرقمية، وانطلقت الحملة تحت شعار "التحرش جريمة، لا تكن شريكاً في إخفائها"، ومن المقرر أن تستمر لمدة شهرين.

وأفادت أنه نظراً لتزايد الحالات، ستتواصل الحملة في كوباني حتى 25 تشرين الثاني/نوفمبر، الذي يصادف اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، مؤكدةً أن الحملة تهدف إلى توعية المجتمع والتصدي للعنف، وقد لاقت صدى واسعاً، كما تم تنظيم جلسات حوارية حول العنف الرقمي ضمن إطار الحملة، معربةً عن استعدادهم لمواصلة الحملة في حال استمرار الحاجة إليها في المنطقة.

ودعت أرزو تمو النساء والفتيات اللواتي يتعرضن للعنف أو الإساءة، خاصة الرقمية منها، إلى التوجه مباشرة إلى منظمة "سارا" ومؤسسات المرأة المختصة للحصول على الدعم والحماية، مؤكدةً أن حملاتهم ساهمت في رفع وعي الأمهات بشكل أكبر تجاه قضايا الفتيات كونهن الأكثر عرضة للعنف الرقمي.

وفي ختام حديثها، شددت أرزو تمو على ضرورة عدم الخجل أو الصمت أمام هذه الانتهاكات، بل المطالبة بمحاسبة من يرتكبها "نحن في منظمة سارة على أتم استعداد لتقديم الدعم والمساندة للنساء وحمايتهن من كل أشكال العنف".