"كلنا مهسا أميني"... استمرار الاحتجاجات وارتفاع عدد الضحايا

شهدت إيران أسبوعاً من الاحتجاجات الدامية بعد وفاة مهسا أميني التي تم اعتقالها الأسبوع الماضي بذريعة ارتدائها الحجاب "بشكل غير لائق".

مركز الأخبار ـ وسط غياب أي مؤشرات على تراجع حدة الغضب، دخلت الاحتجاجات الإيرانية على خلفية مقتل الشابة الكردية مهسا أميني، على يد شرطة الأخلاق في البلاد، أسبوعها الثاني.

شكلت طهران أمس الجمعة 23 أيلول/سبتمبر، مسرحاً لتظاهرات غاضبة جديدة، بعد أسبوع من الاحتجاجات، وأدى قمعها إلى مقتل ما لا يقل عن 50 شخصاً، كما أفادت منظمة "هيومن رايتس إيران".

وانتشرت صور على شبكات التواصل الاجتماعي لنساء إيرانيات يحرقن الحجاب وتهتفن "كلنا مهسا أميني"، في الوقت الذي تحولت فيه مناطق تجمهر المحتجين في طهران والعديد من المدن الإيرانية، إلى ساحة معركة بعدما حاولت قوات الأمن الإيرانية تفريق حشود المحتجين باستخدام الغاز المسيل للدموع والهراوات والذخائر الحية.

وتظهر مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي رجلاً يرتدي زياً عسكرياً يطلق النار على متظاهرين لم يحدد عددهم حتى الآن، في منطقة شهر ري في جنوب العاصمة الإيرانية، وتظهر لقطات أخرى محتجين يركضون أمام فندق بارك رويال في شمال طهران، في شارع شهد فوضى وإشعال حرائق، وسمع دوي ما لا يقل عن ثماني طلقات لم يحدد مصدرها.

وذكر ناشطون ووسائل إعلام أن متظاهرين اشتبكوا في مدن إيرانية عدة مع قوات الأمن وأحرقوا سيارات للشرطة ورددوا شعارات معارضة النظام الإيراني.

ونددت منظمات غير حكومية تنشط من خارج إيران بقمع عنيف للمحتجين، بينما تشهد شبكة الإنترنت في كل أنحاء البلاد اضطرابات وانقطاعات، لا سيما بالنسبة إلى تطبيقي واتساب وإنستغرام، فيما أعلنت واشنطن اجراءات "دعم لتدفق المعلومات بحرية إلى الشعب الإيراني".

وأوقفت القوى الأمنية الإيرانية ناشطين بارزين في المجتمع المدني وصحافياً لعب دوراً أساسياً في كشف قضية وفاة الشابة مهسا أميني التي أثارت احتجاجات في كل أنحاء البلاد، وفق ما أفادت منظمات غير حكومية ومنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي.

وتخللت الاحتجاجات مواجهات بين متظاهرين وقوات الأمن، وأحرق المتظاهرون آليات للشرطة وألقوا الحجارة باتجاهها، وفق أشرطة فيديو تم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي وناشطين.

 

دعوات لاحترام حقوق النساء واحترام حق التعبير

أعربت الأمم المتحدة عن القلق إزاء تقارير عن مظاهرات سلمية في إيران قوبلت باستخدام مفرط للقوة مما أدى إلى وقوع العديد من الوفيات والإصابات، داعيةً السلطات الإيرانية إلى احترام حرية التعبير والتجمع السلمي وحقوق النساء.

وفي المؤتمر الصحفي اليومي من المقر الدائم بنيويورك، طالب المتحدث الرسمي ستيفان دوجاريك، القوات الأمنية إلى الامتناع عن استخدام أي قوة غير ضرورية وغير متناسبة "يجب اتخاذ المزيد من الخطوات للقضاء على أشكال التمييز ضد النساء والفتيات وتنفيذ إجراءات فعالة لحمايتهن من انتهاك حقوق الإنسان بما يتماشى مع المعايير الدولية".

كما أصدر التضامن الكردستاني ومنبر وحدة المرأة الكردية في شمال كردستان، بيان مشترك حول وفاة مهسا أميني، جاء فيه "نعتقد أن النضال المشترك من أجل حرية كردستان والديمقراطية لإيران سيؤدي إلى إنجازات مستمرة في كلا المجالين".

وقالت الرئيسة المشتركة لحزب المناطق الديمقراطية صالحة أيدينيز في البيان "تحاول الأنظمة الفاشية والديكتاتورية في جميع أنحاء العالم دائماً استهداف النساء، لأنهن ترغبن في الحصول على حريتهن، يستهدفون النساء لأنهن يردن بناء مستقبل حر".

وأدان البيان الهجوم على الكرد وخاصة النساء في إيران، مطالباً بإطلاق سراح الذين تم اعتقالهم خلال الاحتجاجات، ودعا الموقعون على البيان إلى دعم النضال المشترك من أجل الحرية والديمقراطية "نطالب المؤسسات الدولية وخاصة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، بمعاقبة النظام الإيراني بسبب قوانينه وسياساته العنصرية والمتحيزة جنسياً والمعادية للمرأة ، واتخاذ موقف ضد الضغوط على المرأة".

كما خرجت احتجاجات على وفاة مهسا أميني في كندا وهولندا واليونان وبريطانيا الخميس 22 أيلول/سبتمبر، وتخطى وسم مهسا أميني باللغتين الفارسية والإنجليزية حاجز ثلاثين مليون تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، في رقم قياسي لجميع التغريدات المتعلقة بإيران.

وأثار موت مهسا أميني الشابة التي تنحدر من أصول كردية الغضب بشأن قضايا من بينها القيود المفروضة على الحريات الشخصية في إيران، بما في ذلك إلزام النساء بارتداء الحجاب، فضلاً عن الاقتصاد الذي يترنح تحت تأثير العقوبات.