سيرين محمد

حلب ـ تحولت الملاعب الرياضية في سوريا بفضاءاتها الواسعة لمنصاتٍ لنيل الحرية والمساواة، ورسخت النساء من خلالها حضوراً قوياً لا يقلُ أهميةً عن قوة ودور الرجال حيث تُرفع فيها أصوات النساء وتُسطر قصص الإصرار والنضال النسوي.

نظم مهرجان الشهيد هوكر الرابع للطلبة على مدى يومين الثاني والثالث من تشرين الثاني/نوفمبر في حي الشيخ مقصود بحلب، والذي تضمن فقرات رياضية ومباريات جري وسباق وتضمن اليوم الثاني رقصات فلكلورية ورسم وغناء ومسرح.

إيناس داغلي ذات الـ 14 عاماً، شابة من مدينة عفرين، استطاعت أن تُثبت حضورها وتلمع في فريق جودي أمانوس للبينغ بونغ بعد عام واحد فقط من انضمامها له، منذ اللحظة الأولى التي أمسكت فيها المضرب، وجدت شغفها يتدفق تجاه هذه الرياضة، لتبدأ مشوارها بتطوير نفسها في هذه الرياضة التي وصفتها بالجميلة والممتعة.

لم تكن لتستمر مسيرتها الرياضية لولا تلقيها دعماً كبيراً من مدربها، الذي شجعها على الاستمرار وصقل موهبتها، وحتى اليوم تواصل تدريباتها في فريقها بحماس وشغف كبير، واضعةً نصب عينيها هدفاً أساسي ألا وهو تطوير موهبتها بهذه الرياضة والوصول إلى أعلى المستويات.

وشجعت إيناس داغلي الفتيات اللواتي يمتلكن شغفاً برياضة البيغ بونغ أن يستغلنَ موهبتهنَ ويطورنها خطوة بخطوة ليصلنَ إلى ما تتمنينه في المُستقبل فالمثابرة "وحدها قادرة على أن توصلكن إلى المكان الذي تحلمنَ به".

وفي عمر الخامسة عشر، تواصل روسلين محو موهبتها في كرة القدم لتصبح من أبرز اللاعبات ضمن فريقها روناهي أمانوس الذي تأسس قبل أربعة أشهر فقط، وبالرغم من أن فريقها لايزال جديداً إلا أنه ساهم في صقل وتطوير موهبتها بشكل كبير.

وهي لم تبدأ رحلتها من الصفر فقط، بل مارست كرة القدم منذ أن كانت بمنطقة الشهباء، لكن عودتها إلى مدينة حلب فتحت أمامها آفاقاً جديدة من خلال انضمامها لفريقها روناهي أمانوس، حيث وجدت البيئة الداعمة داخل فريقها والتي ساهمت في تطوير موهبتها.

وتحمل روسلين محو أملاً كبيراً بأن تصبح لاعبة كبيرة في المستقبل القريب، وأن تحمل اسم مدينتها عفرين عالياً، وفي رسالتها للفتيات اللواتي بعمرها قالت "طورن من مواهبكن، واخترن الفريق الذي يمنحكن الثقة والدعم، فالإصرار هو الطريق لتحقيق الأحلام".