اختتام أعمال ملتقى عمان الإقليمي وشبكة مناهضة العنف الرقمي ضد الصحفيات في الأردن

على هامش الملتقى الذي عقد في العاصمة الأردنية عمان وبعد ختام فاعلياته عقدت جلسة نقاشية بعنوان "نحو خطة وطنية لمواجهة العنف الرقمي ضد الصحفيات في الأردن".

أسماء فتحي

عمان ـ لا يمكن بعد مرور يومين متصلين من جلسات ونقاشات أن يتم إغفال واقع الصحفيات في الفضاء الرقمي كونهن من الفئات الأكثر تعرضاً لمثل تلك الممارسات، ولذا اهتم المنظمون بعقد جلسات اليوم الثالث حول ما يحدث لهن في الأردن وعرض تجربة "شبكة مناهضة العنف الرقمي ضد الصحفيات بالأردن والتي تعمل على تنسيق عملها الصحفية رانيا الصرايرة منذ عام 2022.

افتتح النقاش بالتعريف بشبكة مناهضة العنف الالكتروني ضد الصحفيات في الأردن، كما تم عرض فيديو شاركت به عدد من الصحفيات حول العنف الرقمي المسلط عليهن في الأردن.

بينما تطرقت الجلسة الأولى للثغرات القانونية وسبل مواجهة العنف الرقمي الممارس على الصحفيات في الأردن، وكذلك آليات المواجهة وتم استعراض الجهود والأدوار المبذولة من الحكومة والمجتمع المدني، وعلى مدار اليوم ناقش الحضور واقع النساء في الأردن وشاركت بعض الحاضرات تجارب وإشكاليات تعانين منها في دول أخرى.

 

الأمن الرقمي والشخصي والمهني والقانوني والنفسي

قالت روان الضامن، المديرة العامة لمؤسسة إعلاميون من أجل صحافة إستقصائية عربية "أريج"، إن هناك باستمرار عنف رقمي مسلط على الصحفيات بنسبة أكبر من الصحفيين لأسباب اجتماعية وثقافية متجذرة في كثير من الدول العربية منها الأردن ومصر وغيرهما، لافتةً أنهم في أريج حريصين دائماً على أن يكون هناك حماية رقمية لكل صحفية تعمل معهم عن طريق عيادات فردية معهن كجزء من عيادات فردية أخرى تشمل الأمن الشخصي والمهني والقانوني والنفسي لكونهن مؤمنات بأهمية توافر المحاور الخمس قبل نزول الصحفية للميدان.

وأضافت في حديثها لوكالتنا أن هناك وعي أكثر بأهمية الأمن الرقمي منذ خمس سنوات ماضية لحماية المعلومات والمصادر والصحفية ذاتها وأسرتها من خلال الأدوات الرقمية ذاتها وهذا يشمل الهاتف الذكي والحاسوب، مؤكدةً على أهمية التحديث باستمرار لمهارات التعامل مع هذا الأمر والوعي بكون العنف الرقمي يمكنه التحول لعنف شخصي لذلك فمن الضروري أن يكون أولوية في العمل.

وعن ملتقى مناهضة العنف الرقمي، أكدت روان الضامن، أنهم شركاء منذ عدة سنوات مع مؤسسة سيكديف الكندية الغير ربحية ولديهم علاقات قوية مع الشبكة الأردنية لمناهضة العنف ضد الصحفيات في الأردن ولذلك كانوا داعمين وحريصين على وجود ملتقى عربي وأردني في هذا المجال، معتبرةً أن أية نقاشات هي قطعاً تدعم هذا الحراك الذي يجب أن يكون محلياً وإقليمياً ودولياً.

 

 

منها التوعية... أهم مجالات عمل شبكة مناهضة العنف الرقمي الواقع على الصحفيات بالأردن

فيما أكدت رانيا الصرايرة، منسقة شبكة مناهضة العنف الرقمي الواقع على الصحفيات في الأردن، أن الشبكة تم إنشائها في نهاية 2022 بعد قيام مجموعة من الصحفيات معها بإعداد دراسة تناولت الآثار الاجتماعية والنفسية المرتبطة بالعنف الرقمي الممارس على الصحفيات والتي استجابت لها نحو 200 صحفية ونتائج الاستمارة ونتائج الدراسة كانت بالفعل صادمة وواحد من أهم الأرقام الصادرة عنها إقرار نحو 55% من الصحفيات بتعرضهن للعنف الرقمي بأشكاله المختلفة من تعليقات صادمة على الماسنجر أو الايميل وغير ذلك.

وأضافت، في الفيديو المذاع بالمؤتمر، أنهم قاموا بإطلاق نتائج الدراسة في مؤتمر عام 2022 وأحد أهم التوصيات التي تداعت من نحو 86 صحفية حينها إطلاق شبكة يكون هدفها مناهضة العنف الرقمي المسلط على الصحفيات وأصبح عدد الصحفيات المنتسبات للشبكة اليوم 193 صحفية يعملن في جميع وسائل الإعلام.

وأوضحت رانيا الصرايرة، أن الهدف الأساسي من انشاء تلك الشبكة الوصول لبيئة عمل للصحفيين/ات خالية من العنف الرقمي بشكل تام وأنهم سعوا لتنفيذ ذلك من خلال عدة أنشطة قامت بها الشبكة الفترة الماضية، ولفتت أنهم ركزوا على التوعية بمخاطر العنف الرقمي المسلط على الصحفيات من خلال عقد دورات تدريبية للصحفيات يقفن خلالها على مفهوم السلامة الرقمية وسبل تحقق الأمان لهن أثناء ممارستهن للعمل الصحفي وحضرها نحو 80 صحفية خلال الفترة الماضية وعلى الصعيد الآخر قامت الشبكة بعمل توعية إعلامية من خلال إعداد التقارير المكتوبة والمرئية والمسموعة التي تتناول تلك الأزمة لتسليط الضوء عليها، فضلاً عن جمع شهادات من الصحفيات لبيان جدية هذا الملف وما تعانيه الصحفيات بسببه.

وبينت أنهم سيعملون خلال الفترة القادمة على المؤسسات الصحفية ذاتها، وما إن كانت لديهم أنظمة داخلية أو تعليمات تمنع أو تحد من العنف الرقمي المسلط على الذكور والإناث.

 

الأبحاث المعدة من قبل سيكديف وشركاؤها لبنة أساسية رصدت الاحتياجات لتنفيذ البرامج والعمل المستقبلي

من جهتها قالت لينا المومني، منسقة منظمة سيكديف بالأردن، إن المؤسسة بدأت في جمع عدد كبير من الباحثين العرب في المنطقة والإقليم لعمل دراسات ودراسات حالة وتقارير حول العنف الرقمي بمختلف جوانبه التقنية والنفسية والاجتماعية والقانونية والمخرجات تمثلت في أكثر من 23 بحث ودراسة حالة في الإقليم كاملاً وخلال الملتقى تم عرض المخرجات ومناقشتها.

ولفتت في تصريح خاص لوكالتنا، إلى أن الحضور بالملتقى كانوا من شركاء المنظمة والباحثين ومسؤولين حكوميين وممن يمثلون المنظمات العالمية والمحلية في الأردن حتى يتم تسليط الضوء على هذه المخرجات ويتم استكمالها ببرامج عمل خلال الفترة القادمة، مؤكدةً أن ما تم طرحه في الملتقى من أفكار ونقاشات وتوصيات هامة للغاية لكونها الأساس الذي يمكن البناء عليه في العمل المستقبلي.

وأضافت أن دراسات الحالة والتقارير التي تم تنفيذها لبنة أساسية وسيتم التخطيط للبرامج المستقبلية من خلالها فالأبحاث بها العديد من التوصيات ويمكن اعتبارها دراسة لاحتياجات للمجتمعات حتى يتم على أساسها تحديد البرامج المقرر العمل عليها خلال الفترة المقبلة.

وأكدت لينا المومني أن الملتقى ناجح فعلياً لكونهم استطاعوا إشراك العدد الأكبر ممن قاموا بإعداد الدراسات والأبحاث فاتصالهم مع أصحاب المصلحة أو الجمهور المستهدف في نقاش مباشر كان مثمر إلى حد بعيد ومثري وتم الوقوف على الكثير من الأمور، موضحةً أن أبرز التوصيات تمثلت في تنفيذ مخرجات الأبحاث لتتخطى حدود الأوراق ويتم العمل عليها للوصول لمجتمع رقمي آمن.

وجاء الملتقى الإقليمي المناهض للعنف الممارس على النساء والمقام بعمان والذي يتم بالتعاون بين كلاً من "مؤسسة الملك الحسين، ومؤسسة سيكديف وبرنامجها في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا" وبدعم من المركز الدولي لبحوث التنمية في كندا تتويجا لإنجاز البحوث التي تمت في أكثر من 12 دولة ومناقشة ما تم الوقوف عليه من نتائج وتوصيات.