مريوان تحتفي بمسرح الشارع في دورته الثامنة عشرة
وسط أجواء احتفالية وتفاعل جماهيري أسدل الستار على فعاليات مهرجان مريوان الدولي الـ 18 لمسرح الشارع، بعد خمسة أيام من العروض الفنية التي جمعت بين الإبداع والتنوع، بمشاركة فنانين من مختلف أنحاء إيران وكردستان.
 
					إسراء عزيزي
مریوان ـ أكدت المشاركات في مهرجان "مسرح الشارع" على أهميته كوسيلة للتواصل المباشر مع الجمهور، ودوره في طرح قضايا اجتماعية وإنسانية، إلى جانب إبراز حضور المرأة في الإخراج والتمثيل، والحفاظ على التراث الثقافي المحلي.
اختتم اليوم الخميس 30 تشرين الأول/أكتوبر فعاليات الدورة الثامنة عشرة من مهرجان مريوان الدولي لمسرح الشارع، والذي استمر على مدار خمسة أيام، بمشاركة نخبة من الفنانين من مختلف المدن الإيرانية وشرق كردستان.
تم خلال المهرجان تقديم عروض مسرحية متنوعة حيث شهد تفاعلاً جماهيرياً واسعاً، وقد قُدمت المسرحيات في توقيت واحد بمواقع متعددة، ما أضفى على المدينة أجواءً احتفالية نابضة بالحياة.
وتحوّل مسرح الشارع إلى جزء أصيل من الثقافة المحلية في مريوان، إذ باتت المدينة تحتفي به سنوياً، وتكتسي شوارعها خلال أيام المهرجان بحلة من الجمال والحيوية المتجددة، تعكس شغف السكان بالفن وتقديرهم له، ومن المنتظر أن تُعلن لجنة التحكيم في ختام المهرجان عن الأعمال الفائزة والمتميزة لهذا العام، في ختام يليق بحجم المشاركة والإبداع الذي شهده الحدث.
ومن بين المسرحيات التي أخرجتها النساء في المهرجان مسرحيات (تشيتر وأبوش) للمخرجة عاطفة نقوي من أصفهان، و(نانه دلاور) للمخرجة مرضية علي زاده من طهران، ومسرحية "بارش" للمخرجة اريزو علي بور من لاهيجان و(حسنك) للمخرجة نسه خدايار من رشت، و(مشاكل رجل قصير طويل مفكر) لمهسا دغاني من يزد، و(العالم معي) للمخرجة اريزو كريمي زند من طهران.
وسلّطت المسرحيات التي أخرجتها النساء في مهرجان مريوان الدولي الثامن عشر لمسرح الشارع، الضوء على قضايا اجتماعية وإنسانية تمسّ واقع المجتمع الإيراني، حيث عكست كلٌّ منها جانباً من التحديات اليومية التي يواجهها الأفراد.
وتناولت هذه الأعمال موضوعات حساسة ومؤثرة، من بينها معاناة ذوي الإعاقة وقصارى القامة، والتحديات التي تواجهها النساء في المجتمع، إلى جانب قضايا بيئية مثل تدهور الموارد المائية وجفاف نهر زاينده رود، كما طرحت المسرحيات مشكلات اقتصادية واجتماعية كالبطالة وانتشار الوظائف الوهمية، وسعت إلى إحياء التقاليد والثقافات الأصيلة التي بدأت تندثر مع مرور الزمن.
وأعربت مرضية علي زاده، مخرجة مسرحية "نيني دلاور" من طهران، عن سعادتها بالمشاركة للعام الثاني على التوالي في مهرجان مريوان الدولي لمسرح الشارع، مؤكدة أن العرض المسرحي الذي قدمته يجسد جانباً من التحديات التي يواجهها ذوي الإعاقة وغيرهم في المجتمع.
وأوضحت أن المسرحية تسلط الضوء على معاناة امرأة تسعى للحصول على فرصة عمل لتتمكن من أداء مسؤولياتها وتأمين دخل يضمن لها حياة كريمة، لكنها تواجه في طريقها سلسلة من العقبات الاجتماعية والاقتصادية، معربةً عن أملها في أن يُدرج القسم الشامل ضمن فعاليات مهرجان الأشخاص ذوي الإعاقة بشكل سنوي، لما له من أهمية في تسليط الضوء على قضاياهم وتعزيز حضورهم الفني والثقافي.
"أهو جريح" طقوس جيلان على خشبة الشارع
من جانبها أعربت الممثلة ياسمين عبد الله زاده، المشاركة في مسرحية "أهو جريح" من مدينة جيلان، عن سعادتها بالمشاركة للعام الثاني على التوالي في مهرجان مريوان الدولي لمسرح الشارع، مشيرةً إلى أن العمل الذي قدمته فرقتها ينتمي إلى المسرح الطقسي، ويستند إلى الطقوس القديمة الخاصة بمنطقة جيلان، في محاولة للحفاظ عليها وإحيائها من خلال الفن.
ولفتت إلى أن اسم المسرحية "أهو جريح" يعني "مرعى الغزلان"، في إشارة إلى تقليد قديم في جيلان حيث كانت الغزلان تُربى كحيوانات أليفة، مضيفةً أن العمل من إخراج بهمن صادق حسني، وقد استغرق التحضير له نحو ستة إلى سبعة أشهر استعداداً للمشاركة في المهرجان.
وتتناول المسرحية حضور المرأة في الحياة الاجتماعية في الماضي، وتُبرز التعاون بين النساء والرجال في مختلف مجالات العمل، مثل الزراعة وتربية المواشي والدواجن، ويضم طاقم العمل اثنتي عشرة شخصاً، بينهم خمس ممثلات، ما يعكس التوازن والتنوع في الأداء المسرحي.
واختتمت حديثها بالتأكيد على أهمية مهرجان مريوان في إبقاء مسرح الشارع حياً ومفعماً بالحيوية، متمنية أن يكون حفل الختام مناسبة مميزة لمجموعتها والمجموعات الأخرى المشاركة.
"حضور دائم ورؤية تربوية في مسرح الشارع"
بدورها أكدت المخرجة آريزو علي بور من مدينة لاهيجان مشاركتها في جميع دورات مهرجان مريوان الدولي الثامن عشر لمسرح الشارع، مشيرةً إلى أنها حضرت الدورة الثالثة عشرة كناقدة، فيما شاركت هذا العام بثلاثة أعمال توزعت على أقسام العروض المتنوعة، والعروض الحرة والمسابقات، والطقوس.
وعن الفرق بين مسرح الشارع والمسرح التقليدي، أوضحت أن مسرح الشارع يتيح تواصلاً مباشراً مع الجمهور على عكس المسرح المغلق الذي يفتقر إلى هذا التفاعل الحي، لافتةً إلى أنها بعد كل دورة من المهرجان تبدأ التخطيط للدورة التالية وتسعى إلى إشراك طلابها في الأعمال المسرحية، بهدف تطوير مهاراتهم وتعزيز حضورهم الفني.
          
        
