"خريطة نسوية" تهدف إلى النظر في واقع الحركة النسوية المصرية
الوقوف على واقع الحركة النسوية المصرية يحتاج لعمل طويل المدى وجهد لتحديد ملامح وواقع تواجد المشاركين/ات، وسبل التعاون العابر للأجيال والمُراعي لتطورات الوقت الحالي بين المؤسسات والمبادرات الشابة.
أسماء فتحي
القاهرة ـ خلال الفترة الأخيرة انطلقت الكثير من المجموعات الشبابية مشكلة مبادرات للعمل على قضايا النساء المتنوعة في المجالين العام والخاص وزاد حجم الزخم المجتمعي حول هذا التناول خاصة لخلقهم حراك نوعي حول بعض القضايا الشائكة والمسكوت عنها في الفترة الأخيرة.
في مبادرة من مؤسسة وسائل الاتصال من أجل التنمية "آكت" تم إطلاق برنامج الخريطة النسوية الذي استهدف النظر في ذلك الواقع وتسليط الضوء عليه بل والنظر في التحديات والإخفاقات التي تعرض لها بعض المشاركين/ات خلال عملهم على أرض الواقع.
وفكرة الخريطة النسوية شارك فيها العديد من المؤسسات والجمعيات، فضلاً عن المبادرات الشابة من مختلف المحافظات للوقوف على القضايا المحورية التي يوليها المشاركون/ات اهتمامهم، بالإضافة لتحديد مناطق تمركزهم والمحافظات المتواجدين فيها وغير ذلك من التفاصيل التي سيرد ذكرها في التقرير التالي.
التعرف على وجود المجموعات النسوية في مختلف المحافظات
أكدت رئيسة مجلس أمناء وسائل الاتصال من أجل التنمية "آكت" عزة كامل، أنهم يستهدفون من فكرة الخريطة النسوية التعرف على جميع المبادرات النسوية وأيضاً المنظمات والمؤسسات، موضحة أنهم يأملون من خلالها أن يتم فتح آفاق التعارف بين المشتركين/ات لتكون هناك فرصة للتشبيك المستقبلي فيما بينهم وتبادل الخبرات بالأطر التي يرونها مناسبة.
وأوضحت أن أحد أهدافهم أيضاً يتمثل في النظر للمحافظات المختلفة وحجم التواجد النسوي المنظم بها سواء على شكل مبادرة أو مؤسسة، حتى يتم التعرف على حجم التغطية والوقوف على الاحتياجات والتحديات التي تواجههم.
ولفتت إلى أنهم ركزوا خلال الفترة الماضية على وضع مخطط استراتيجي للحركة النسوية يحمل رؤية وأهداف مشتركة، فضلاً عن تحديد أبرز القضايا التي تهتم بها الحركة النسوية، ووضع تصور مبدئي للخطط التي تمكنهم من العمل على القضايا التي يراها المشاركون/ات أولوية في الوقت الراهن.
وأكدت أن الخريطة جزء من العمل والغرض منها وضع ملامح للحركة النسوية ليرى المهتمين نقاط ضعفهم وقوتهم، وأيضاً فرص الشراكات والتشبيك في المحافظات المختلفة وكذلك القضايا الملحة والمهمة التي يمكنهم العمل عليها، موضحة أن هناك لقاءات لاحقة مع مؤسسات ومنظمات نسوية.
واعتبرت أنهم في مرحلة البداية والتعارف، وأن العمل المشترك والجماعي عادة ما يكون له تأثير أكبر على أرض الواقع، مؤكدة أن الخبرات في المجموعة التي شاركت متباينة وأن طبيعة الورشة الأخيرة مختلفة لكونها ليست تدريب بالشكل المتعارف عليه بقدر كونها مجال لمشاركة الحضور من خلال جهد جماعي للخروج بمقترحات وتصور للواقع وخطة استراتيجية للعمل.
وكشفت أن الأمر لن يتوقف على اللقاءات التي حدثت بل أنهم قد يستهدفون مستقبلاً عقد جلسات بؤرية أو لقاءات بمجموعات منفردة للوقوف أكثر على ملامح الخريطة والإضافة لها.
تخطيط استراتيجي مشترك كمرحلة أولية للخريطة النسوية
من جانبها أوضحت هبة إبراهيم المشاركة من مؤسسة جنوبية حرة بأسوان، أن فكرة الخريطة النسوية ربما ليست جديدة ولكنها محاولة لترميم ما مضى من تجارب.
وأضافت أن الخريطة تسعى لعمل حركة نسوية شابة ومبتكرة وتمتلك على قدر الممكن أدوات تساعدها كي تكون أكثر فاعلية في المجتمع، مؤكدة أن آخر فعاليات الخريطة كانت عبارة عن ورشة تم خلالها استعراض تاريخ الحركة النسوية وسبل وضع تخطيط استراتيجي للحركة يحتوي على رؤية ورسالة وأهداف واضحة كنموذج أولي للبناء عليه.
وأكدت أنهم تناولوا القضايا التي تهتم بها المؤسسات والمبادرات النسوية المختلفة وأنهم كمجموعة يحلمون بوضع مخطط واضح يجمع المجموعات النسوية المختلفة ولكن تحقيق ذلك يحتاج لجهد متمثل في التواجد على أرضية واحدة والوقوف على أهداف واضحة.
ولفتت إلى أن ما يحدث هو بشكل أساسي يتعامل مع احتياجات المجموعات المتنوعة ووجود مؤسسات وجمعيات يساعد إلى حد كبير في تبادل الخبرات والأمر يتطلب قبول حقيقي من المؤسسات القديمة للمبادرات الجديدة واحترام المجهود المبذول منهم في أرض الواقع والطرق المختلفة التي يتم استخدامها حالياً ومن ثم يبدأ التعاون والتشارك الفاعل.