جيش نسائي في السويداء... مبادرة غير مسبوقة لمواجهة التهديدات الأمنية

في خطوة غير مسبوقة، شهدت مدينة السويداء جنوب سوريا تشكيل جيش نسائي يضم أكثر من 500 امرأة، تأتي هذه المبادرة استجابة لتدهور الأوضاع الأمنية وبهدف تعزيز الدفاع الذاتي وحماية المجتمع المحلي.

مركز الأخبار ـ يُعد تنظيم جيش نسائي خطوة لافتة تعكس تغيراً في الدور المجتمعي للمرأة في السويداء، حيث باتت تشارك بشكل فعّال في حماية مجتمعها، في ظل ظروف استثنائية فرضت واقعاً جديداً على السكان.

شهدت مدينة السويداء جنوب سوريا تطوراً غير مسبوق تمثل في تشكيل جيش نسائي يضم أكثر من 500 امرأة، وذلك في إطار جهود محلية لتعزيز قدرات الدفاع الذاتي في ظل حالة عدم الاستقرار الأمني التي تعاني منها المنطقة.

ويأتي هذا التشكيل استجابة مباشرة لتدهور الأوضاع الأمنية وغياب مؤسسات الدولة، حيث بادرت النساء إلى تنظيم صفوفهن وتلقي تدريبات في مجالات متعددة تشمل الدفاع الشخصي والمراقبة والتنسيق المجتمعي، ويهدف الجيش النسائي إلى حماية المجتمع المحلي ومواجهة التحديات الأمنية المتزايدة، دون أن يحمل طابعاً هجومياً.

وبحسب وكالة أنباء الفرات ANF تنحدر المشاركات في تشكيل الجيش النسائي من مختلف بلدات وقرى مدينة السويداء، ما يعكس طابعاً شاملاً للمبادرة على مستوى المجتمع المحلي، وقد تركزت التدريبات في أربع مناطق رئيسية هي شقا، شهبا، القريا، وملح، حيث خضعن لبرامج تدريبية مكثفة شملت أساسيات العمل العسكري، تقنيات الدفاع عن النفس، الإسعافات الأولية، واستخدام السلاح الخفيف.

كما تضمنت التدريبات تمارين لرفع اللياقة البدنية وتعزيز الانضباط، بهدف إعداد المشاركات لمواجهة التحديات الأمنية المحتملة بكفاءة عالية، ويُنظر إلى هذه الخطوة على أنها تحول نوعي في دور المرأة داخل السويداء، في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها المنطقة.

وجاءت مبادرة تنظيم الجيش كرد فعل مباشر على حالة عدم الاستقرار الأمني التي تشهدها المدينة لاسيما في المناطق الريفية التي تعاني من تصاعد التهديدات، وأشار عدد من القائمين على المشروع أن تشكيل الجيش النسائي لا يحمل طابعاً هجومياً بل يهدف إلى الدفاع عن النفس وحماية الأرض والأهالي والمساهمة في الحفاظ على تماسك النسيج المجتمعي.

وقد لاقت المبادرة تجاوباً واسعاً من النساء في مختلف الفئات العمرية، حيث شاركت فيها فتيات شابات إلى جانب نساء تجاوزن الأربعين، في مشهد يعكس ارتفاع مستوى الوعي المجتمعي بأهمية الدور الذي يمكن أن تضطلع به المرأة في تعزيز الأمن المحلي.

وعبّرت العديد من المشاركات عن فخرهن بهذه الخطوة، مشددات على أنهن لا تسعين لحمل السلاح كخيار أول، بل كضرورة فرضها الواقع، مصممات على حماية عائلاتهن ومجتمعهن.