"جمعية صحفيات ميزوبوتاميا" تسعى لتغيير اللغة الذكورية في وسائل الإعلام

تسعى جمعية صحفيات ميزوبوتاميا التي تأسست في يوم صحافة المرأة الكردية، لتغيير اللغة الذكورية في وسائل الإعلام والتضامن مع الصحفيات ضد انتهاكات الحقوق التي تتعرضن لها.

مدينة مامد أوغلو

آمد ـ تتميز جمعية صحفيات ميزوبوتاميا بكونها أول جمعية للصحفيات في تركيا، تهدف إلى تغيير وتبديل اللغة الذكورية في الإعلام والتضامن مع الصحفيات، وستعمل على تطوير الصحافة النسائية من خلال ورش العمل التي تخطط لها.

أسست الصحفيات اللواتي تعملن في مجال الصحافة الحرة، جمعية صحفيات ميزوبوتاميا في مدينة آمد بشمال وشرق سوريا في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الجاري، وهي تعد أول جمعية للصحفيات في تركيا.

 

"تأسست الجمعية بناء على الحاجة للتنظيم"

بحسب التقرير الأخير لانتهاكات الحقوق الصادر عن منصة صحفيات ميزوبوتاميا (MKGP)، اعتقلت السلطات التركية ١٠ صحفيات خلال ٣ أشهر، وتعرضت ٥ صحفيات للتعنيف أثناء ممارستهن مهنتهن في الساحة.

وأكدت الصحفية صفية آلكاش وهي عضوة في جمعية صحفيات ميزوبوتاميا، على أن الصحفيات في تركيا بحاجة إلى التنظيم والتكاتف معاً في مواجهة الانتهاكات المتزايدة، مشيرةً إلى أنه تم تأسيس الجمعية بناءً على الحاجة للتنظيم "خلال عام ٢٠١٦ تم إغلاق العديد من وسائل الإعلام، ولهذا السبب أمست المئات من الصحفيات عاطلات عن العمل، وخلال تلك الفترة أنشأنا منصة للتضامن، منصتنا لا تزال قائمة حتى الآن، ومع التطورات الأخيرة توصلنا إلى قرار أننا كصحفيات بحاجة إلى إنشاء جمعية، وبناء على ذلك وبعد مناقشات دامت عدة سنوات، أقدمنا على تأسيس جمعيتنا بمشاركة العشرات من الصحفيات".

 

"سنكون صوت الصحفيات المتواجدات في الساحة"

وأوضحت أن الصحفيات تتعرضن لانتهاكات جسيمة في حقوقهن سواء في الساحة أو في بيئات عملهن، مؤكدةً على أن الجمعية ستقف مع الصحفيات في مواجهة هذه الانتهاكات والعمل على فضح العنف، وأن هدفهن الأساسي هو استمداد القوة من بعضهن البعض كصحفيات، "أحد أهدافنا هو تغيير وتبديل اللغة المتحيزة جنسياً في وسائل الإعلام، ولهذا السبب سنقوم بتنظيم فعاليات مثل الورشات وحلقات العمل، وسنقوم بإعداد عدد من البرامج التدريبية التي من شأنها تحسين الصحافة النسائية، سنكون صوت الصحفيات ضد انتهاك حقوقهن مثل العنف الذي تتعرضن له في الساحة والمضايقات القضائية".

 

"سنعمل على تغير اللغة الذكورية وتبديلها"

ولفتت إلى أنهم سيعملون ضد اللغة الإخبارية الذكورية والمتحيزة جنسياً التي يتم إتباعها في وسائل الإعلام الرئيسية، مشيرةً إلى إنهم انطلقوا في مسيرتهم هذه من أجل تغيير وجهة النظر حول المرأة وصحافة المرأة "يتم تحويل العنف إلى أمر مباح في تركيا، يجب أن يتغير هذا المنظور واللغة الذكورية في وسائل الإعلام، كما يجب تغيير الأسلوب المتبع في إيصال الأخبار في الصفحة الثالثة، مثل "فضح" النساء اللواتي تتعرضن للعنف أو تجميل قتل النساء، وتغيير المنظور المنتشر حول تحويل أجساد النساء لمواد في المجلات الشعبية، وفي هذه النقطة تعد اللغة التي نستخدمها نحن الصحفيين مهمة جداً، لأنه من خلال لغة الأخبار بإمكان الصحفيين تغيير وتحقيق المساواة بين الجنسين في المجتمع".

 

"الصحفيات الكرديات قمن بما لم يتجرأ عليه أحد"

ودعت جميع الصحفيات للتضامن مع جمعية صحفيات ميزوبوتاميا "الصحفيات الآن لديهن دارهن الخاص، لأول مرة قامت الصحفيات بتأسيس جمعية لهن في تركيا، قامت الصحفيات الكرديات بما لم يتجرأ عليه أحد، وهو ذو أهمية ومعنى كبيرين بالنسبة لنا، كما إن وجود جمعية كهذه في كردستان بالأخص يضيف إليها معنى آخر، إننا نشتكي جميعاً من اللغة المتحيزة جنسياً، لذا نتطلع إلى مشاركة كافة الصحفيات في حلقات عملنا من أجل تغيير وتحويل هذه اللغة المعادية للمرأة، ومن خلال إجراء مناقشات حول هذا الموضوع، بإمكاننا أن ندعم بعضنا البعض فيما يخص الصحافة المركزة على المرأة، كما بإمكاننا أن نظهر قوة المرأة في وسائل الإعلام للجميع، لقد ناضلنا على مدار سنوات من أجل هذا الأمر، لذا فهذه الخطوة تحمل معانٍ كثيرة بالنسبة لنا".