'هناك حاجة إلى جبهة قوية للنضال والمقاومة ضد الإبادة الجماعية'

أكدت عضو أكاديمية الجنولوجيا بهار آفرين، على أن الحملة الداعمة التي أطلقتها منظومة المرأة الكردستانية ستسمح بوضع قضايا النساء والإبادة التي تعرضن لها على أجندة العالم وسيُسمع صوت نساء شنكال وأفغانستان.

سوركل شيخو

قامشلو ـ شددت عضو أكاديمية الجنولوجيا بهار آفرين، على ضرورة بناء جبهة قوية للنضال والمقاومة ضد الإبادة الجماعية والعنف متعدد الأوجه، مشيرةً إلى أن نجاح أي ثورة غير ممكنة بدون حرية المرأة التي تعتبر العنصر الرئيسي لدمقرطة المنطقة.

بهدف دعم النساء في شنكال وأفغانستان، بدأت منظومة المرأة الكردستانية "KJK"، حملتها في الثالث من آب/أغسطس الجاري.

 

"كانت حملة KJK مهمة جداً وبدأت في الوقت المناسب"

أوضحت عضو أكاديمية الجنولوجيا "علم المرأة" بهار آفرين، أن وجود حملات لدعم المرأة في منطقة الشرق الأوسط، ضرورة ملحة "منظومة المرأة الكردستانية أطلقت حملتها في الوقت المناسب، فهي جاءت في وقت ترتكب فيه المجازر والإبادة ضد النساء بشتى الطرق وفي كل مكان. لن يكون من الصحيح ذكر إبادة النساء من الناحية الجسدية فقط، لأن هناك أيضاً إبادة ثقافية ودينية ترتكب في الشرق الأوسط. في مثل هذه الحالة حيث تصبح النساء ضحايا الحروب، فإن أنظمة الدولة القومية التي وصلت إلى مستوى الديكتاتورية والفاشية تجعل المرأة تواجه وضعاً سيئاً. فبقدر توسع رقعة نضالها وتغيير شكله وأسلوبه، فإن نظام الدولة القومية أيضاً يكثر من هجماته ويغير أسلوب وطريقة العنف ضد المرأة. والذي يصعد العنف ويزيده هو تعاون الدين والدولة القومية والوعي الأبوي، لأنهم جميعاً يعززون بعضهم البعض. ونحن نعتبر الحملة التي أطلقتها KJK مهمة وإيجابية للغاية".

 

"مثل هذه الحملات تمهد لطرح أجندة إبادة النساء وإيصال أصواتهن"

وحول تأثير الحملة والمنظمات التي أبدت الدعم تقول "مع انطلاق الحملة أبدت العديد من النساء دعمهن، فمن شمال وشرق سوريا إلى أفغانستان، أقيمت العديد من الأنشطة المهمة والقيمة للغاية، التي تساعد على طرح موضوع إبادة النساء في الأجندة العالمية، وفي الوقت نفسه، إيصال أصوات نساء أفغانستان وشنكال بشكل أكبر، إن هذه الحملة تسمح ببناء روح التضامن بين النساء التي تم تقويتها مع ثورة المرأة التي أصبحت نموذجاً مثيراً للاهتمام في العالم. ومن الإنجازات المهمة للثورة النسائية انتفاضة "Jin jiyan azadî" التي بدأت في إيران وشرق كردستان. يجب في القرن الحادي والعشرين، وفي الأرض التي تستعبد فيها النساء، أن تبدأ الحرية من جديد، وأن يحدث هذا في الشرق الأوسط. ولأن ثورة المرأة ثورة اجتماعية، يجب أن تعمل جميع الحركات الاجتماعية التي تناضل من أجل الحرية معاً. لا شك أن نجاح أي ثورة على هذه الجغرافيا غير ممكنة بدون حرية المرأة فهو العنصر الرئيسي لدمقرطة المنطقة".

 

"بناء قوات الدفاع عن النفس عامل مهم للغاية بالنسبة للمرأة الأفغانية"

وركزت بهار آفرين على أوضاع المرأة الأفغانية والنضال منذ عامين بعد إنجازات عشرين عاماً "بعد وصول طالبان إلى السلطة أصبح وضع المرأة الأفغانية صعباً. فقد انتزع منها إنجازات 20 عاماً، مرت أصعب عامين على النساء هناك. كان بإمكانهن تنظيم أنفسهن بطريقة سرية، لكن الصعوبة تكمن في تحويل هذا التنظيم إلى تنظيم مجتمعي. كانت هناك محاولات من قبل النساء لحمل السلاح وبناء قوة جوهرية ضد طالبان وكان محل تقدير، ولكنها لم تدم. لذلك، فإن تعليم وتدريب المرأة ومعرفتها لا يكفي، وتنظيم وتشكيل قوات الدفاع عن النفس هو عامل مهم جداً لنساء أفغانستان. الحملات التي يتم إطلاقها ضد رجم النساء والقتل والزواج المبكر الذي تزايد مهمة جداً. من الضروري أن تعمل المرأة على تحسين وتطوير مستوى النضال والعمل في خضم الكثير من الصعوبات وحصار طالبان. من موطن ثورة المرأة، يمكننا مساعدة نساء أفغانستان من خلال طرح آراء لتطوير نضال مستدام وخلاق".

 

القوانين والحقوق لا تعترف بالمرأة

وأشارت إلى إن الاعتماد على القوات والدول الأجنبية وانتظار القوانين لحماية حقوق المرأة ليس بالأمر الصائب والحكيم "في عام 2003، أصبح القمع واضطهاد النساء الأفغانيات والعراقيات ذريعة للقوات الأجنبية لمهاجمة تلك الدول. كان من المفترض أن تكون هجماتهم لاستعادة حقوق المرأة، لكنهم لم يفعلوا ذلك وجعلوا وضع المرأة أسوأ من ذي قبل. لذلك، بدلاً من الانتظار والتوقعات والاعتماد على الخارج، يجب أن تعتمد هؤلاء النساء أكثر على ديناميكيتهن الداخلية بالإضافة إلى قوتهن وإرادتهن. هذا ليس فقط من أجل النساء الأفغانيات، ولكن لنساء المنطقة بشكل عام، فالاعتماد على قوتهن ستحققن العديد من الإنجازات. وأبرز مثال على ذلك هو انتفاضة "Jin jiyan azadî" التي أبدت العديد من النساء دعمهن لها من خلال قص شعرهن أو إقامة الفعاليات الداعمة بمختلف الطرق. من الواضح أنه الآن في إيران وشرق كردستان يتم إعدام الكثير من النساء أمام ناظر الجميع، لكن القوانين التي تشير إليها العديد من الدول والحقوق التي يتحدثون عنها لم تساعد نساء شرق كردستان. تتجاوز مصالح الدول القوانين وتنتهك حقوق المرأة والإنسان ولا تعترف بها. إن دول العالم لا تدعم الشعوب إذا ما لم يكن لديها مصالح. هناك حاجة لبناء أنظمة وقوات للدفاع عن النفس وإدارة نفسهن بأنفسهن".

 

"الحملات والخطوات العملية مهمة لمنع إبادة النساء"

وعن منع إبادة النساء أوضحت "في شمال وشرق سوريا تم تأسيس دور المرأة، وتعاونيات نسائية لمساعدة النساء في الاستقلال اقتصادياً، وبنيت قرية للمرأة، كل هذه أمثلة على كيف تناضل النساء وتدافعن عن أنفسهن ضد الإبادة. في الوقت نفسه، في شنكال كان عامل الدفاع عن النفس وتشكيل إدارتهم الذاتية مهمة جداً لبناء الثقة بالنفس وكسر الصور النمطية للمرأة. بهذه الخطوات، تمكنت المرأة الإيزيدية من سد الطريق ومنع حدوث مجازر أخرى. المهم في هذه المرحلة هو أن نقوم بالأنشطة والفعاليات الداعمة وأن نطلق الحملات، ويجب علينا تنفيذ وجهات النظر والآراء التي نطرحها بخطوات عملية".

 

"قتل النساء تجاوز الجسد، وأصبح يستهدف أيديولوجيتها"

ولفتت إلى إن الاعتداءات تجاوزت المستوى الجسدي، والآن يتم تنفيذها على المستوى الأيديولوجي "هذا النوع من الهجوم يتم تنفيذه خاصة على إنجازات ثورة المرأة، واستهداف القيادات النسائية الكردية هو جزء من السياسة والإبادة الجماعية للمرأة، النظام الحالي لا يقبل التقدم الذي تم إحرازه نتيجة نضال المرأة. ولهذا نقول إن معرفة المرأة عامل مهم من أجل مجتمع ديمقراطي".

وأكدت عضو أكاديمية الجنولوجيا بهار آفرين في الختام "لأن صانعي القوانين والحقوق هم رجال، لم تكن هذه القوانين داعمة للمرأة أبداً، بل على العكس تم استخدامها ضدها فالقوانين الدولية لم تحمي المرأة بل على العكس عمقت مشاكلها. لذلك، ما نريده هو عقد اجتماعي حيث يمكن للمرأة أن تؤدي عملها ضمنه. حتى الآن ما جعل مشاكل المرأة أعمق وأصعب هي القوانين التي يكتبها الرجال. والأهم من ذلك هو أنه يجب أن تكون النساء قويات، وبناء إرادتهن وتضامنهن الاجتماعي. ما نريد القيام به ليس تدمير الدولة، بل كيفية بناء نظام جديد للحكم الذاتي. هناك فوضى في المنطقة، لذا يجب بناء جبهة قوية للنضال والمقاومة ضد الإبادة الجماعية والعنف متعدد الأوجه، الذي يزداد كل يوم".