حلب... ورشة عمل تسلط الضوء على زواج القاصرات وتداعياتها

عقدت منظمة سارة لمناهضة العنف ضد المرأة ورشة عمل في مدينة حلب بمشاركة ممثلات عن الأحزاب السياسية والمؤسسات المدنية سلطوا من خلالها الضوء على التأثيرات النفسية والاجتماعية والاقتصادية التي يخلّفها الزواج المبكر على الفتيات القاصرات.

حلب ـ أكدت المشاركات في الورشة على ضرورة توعية الأسر بمخاطر الزواج المُبكر، والعمل على وضع حلول فعلية للحد من هذه الظاهرة، مشيرات إلى تأثيراتها السلبية على صحة الفتيات النفسية والجسدية، وعلى المجتمع من خلال تفشي الفقر والجهل، وارتفاع نسب الطلاق.

أقامت منظمة سارا لمناهضة العنف ضد المرأة اليوم الأربعاء الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر بمدينة حلب ورشة عمل تحت عنوان "الزواج المُبكر وأثره على المجتمع"، بمشاركة مُمثلات عن الأحزاب السياسية، والمؤسسات المدنية وناشطات وشخصيات نسائية مُستقلة.

وعبّرتْ المُشاركات من خلال الورشة عن آرائهنَ حول ضرورة توعية الأسر بخطورة الزواج المُبكر على المجتمع، مُشدداتٍ على ضرورة إيجاد حلول فعلية والعمل على هذه الحلول للحد من هذه الظاهرة.

 

"الزواج المُبكر يحرم الأطفال من حقوقهم"

وتناول المحور الأول التي قرأتها المرشدة النفسية والاجتماعية فريدة إبراهيم، مجموعة من الآثار السلبية التي تواجهها الفتاة نتيجة الزواج المبكر، حيث يُشكّل تهديداً لصحتها الجسدية بزيادة احتمالات الوفاة أثناء الولادة، خاصةً عندما لا يكون جسدها مهيأً من الناحية الجسدية والعاطفية، أما من الناحية الاجتماعية، فيؤدي هذا النوع من الزواج إلى العزلة والانفصال عن المجتمع، ويجعل الفتاة عرضة للعنف المنزلي، سواءً من الزوج أو من أفراد أسرته، بل وقد يمتد ذلك إلى عائلتها، كما يُساهم الزواج المبكر في حرمان الفتاة من طفولتها وفرص التعليم والنمو المعرفي، مما يعزز من انتشار الجهل ويحدّ من تطورها الشخصي والاجتماعي.

بعد ذلك فُتح باب النقاش أمام المُشاركات، ولفتت منى عبد الحميد منسقية العلاقات الدبلوماسية في مؤتمر ستار بحلب إلى أن غياب الوعي الأسري هو الحلقة الأساسية التي تؤدي إلى زواج القاصرات، لأن الأسرة هي الحلقة الأقوى في المجتمع.

وأوضحت أن الفتاة عندما تصل إلى عمر الـ 25 ينظر لها المجتمع بنظرة مؤسفة وأنه لم يعد لها دورٌ فعّال في المجتمع، متطرقةً إلى نظرة المجتمع للفتاة التي تصل إلى عمر ما بعد الـ 20 على أن فرصها في الإنجاب أًصبحت ضعيفة وهناك احتمال ألا تُنجب أطفال، وبالمقابل لا يُهتم إلى عمر الرجل.

وشددت على دور زواج القاصرات في تفكيك وتمزيق المجتمع، وتعتبر الفتاة تحت سن الـ 18 عاماً في القوانين الدولية "طفلة"، داعيةً المؤسسات والمجالس والمنظمات النسوية الموجودة في حيي الأشرفية والشيخ مقصود على ضرورة التكثيف والإكثار من التدريبات والجلسات التوعوية للأهالي والفتيات للتعريف بخطورة زواج المُبكر.

وفي مداخلة أخرى، تحدثت رانيا حسن عضوة مجلس المرأة السورية عن الآثار السلبية التي يُحدثها الزواج المُبكر للفتاة القاصرة، والمشاكل الاجتماعية التي تحدث للمجتمع من ازدياد حالات الطلاق، وتراجع نسب العمل والتعليم، وضعفٍ في تربية الأجيال وإعاقة التنمية الاجتماعية.

 

"الزواج ليس هدفاً للحياة"

وأشارت أنه من خلال التعاون بين المدارس والأهالي والإعلام يمكن زرع ثقافة الاختيار الواعي في ذهن الفتيات بدل فكرة الزواج المُبكر "لا نريد للفتاة أن تسابق الزمن، بل أن تنضج معه فالزواج ليس هدفاً للحياة بل مرحلة من مراحلها وحين تكون البداية واعية تكون المرحلة أجمل". 

وخرجت الندوة بعدد من التوصيات والمخرجات أبرزها الاستعداد النفسي اللازم لتحمل مسؤوليات الزواج، والاستعداد المادي من حيث تكاليفه ومطالبه، الزواج في السن المناسب وهو العقد الثالث من العمر، من عمر 20 - 30 عاماً، حيث يكون الزوجان قد أكملا تعليمهما واستقرا في العمل، وتكافؤ شخصيتي الزوجين وتكاملها في عدد من الأبعاد، إضافة إلى نمو كل من شخصيتي الزوجين معاً.