غزة... نزوح جماعي وتعطل الخدمات الإغاثية تحت وطأة القصف
يشهد شمال قطاع غزة موجات نزوح جماعي بعد توزيع منشورات إسرائيلية تطالب السكان بالإخلاء وسط تدهور الأوضاع الإنسانية وتعطل فرق الدفاع المدني قسراً بفعل الاستهداف المتواصل.
غزة ـ شهدت منطقة الشيماء شمالي بيت لاهيا حركة نزوح كبيرة بعد توزيع الطائرات الإسرائيلية مناشير تطالب السكان بالإخلاء الفوري، ووزارة الصحة تعلن عن ارتفاع عدد الضحايا بعد ارتكاب القوات الإسرائيلية ثلاث مجازر.
جاء هذا التصعيد في الوقت الذي يدخل فيه الاجتياح البري الإسرائيلي لشمال قطاع غزة شهره الثاني على التوالي، مسبباً موجات جديدة من النزوح الجماعي التي باتت جزءاً من معاناة سكان القطاع، حيث انتشر المشردون في الشوارع ومراكز الإيواء المؤقتة، في حالة من الخوف والقلق على مصيرهم، خاصة في ظل تزايد الاعتداءات الإسرائيلية على المناطق الشمالية بشكل غير مسبوق.
وقد تم تدمير العديد من المنازل والبنية التحتية، ما أدى إلى نزوح الآلاف من العائلات، التي تجد نفسها الآن عالقة في أماكن تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة العادية.
في هذا السياق، أصدر الدفاع المدني في قطاع غزة نداء استغاثة عاجلاً، مشيراً إلى تعطيل كافة عملياته قسراً في شمال القطاع بفعل الاستهداف المتكرر لمراكزه وآلياته من قبل الطيران الحربي الإسرائيلي، هذا التعطيل القسري أثر بشكل كبير على جهود الإنقاذ وتقديم الرعاية الإنسانية والطبية للمدنيين في تلك المناطق، تاركاً الآلاف منهم دون أدنى مساعدة، في ظل ظروف إنسانية صعبة تزداد سوءاً يوماً بعد يوم.
وأوضح مسؤولون في الدفاع المدني أن قواتهم تواجه تحديات غير مسبوقة، حيث أصبحت فرقهم غير قادرة على الوصول إلى المواقع المتضررة بسبب الاستهداف المتعمد لمركبات الإنقاذ وسيارات الإسعاف، مما يعرض حياة المدنيين للخطر المستمر.
كما يعاني المواطنون في تلك المناطق من نقص حاد في الخدمات الطبية والإسعافية، حيث تضطر الأسر لإخلاء منازلها سيراً على الأقدام وسط الغارات المتواصلة، ما يزيد من خطر تعرضهم للإصابة أو القتل.
من ناحية أخرى، صرح عدد من المواطنين النازحين من منطقة الشيماء عن شعورهم بالعجز واليأس جراء فقدان المأوى والأمان، مؤكدين أن الخيارات أمامهم محدودة في ظل الحصار والقصف المستمرين.
ومع استمرار العمليات العسكرية، يزداد عدد الأسر التي تجد نفسها بلا مأوى ومجبرةً على مغادرة منازلها هرباً من الموت.
تجدر الإشارة إلى أن الأوضاع الإنسانية في شمال قطاع غزة باتت تتدهور بسرعة، مع تضاؤل الخيارات المتاحة أمام المدنيين للحصول على المساعدة، في ظل الحصار الخانق واستمرار القصف.
كما قال مسؤول في منظمة الصحة العالمية، أن أكثر من 100 مريض بينهم أطفال يعانون من إصابات خطيرة وأمراض مزمنة سيتم إجلاؤهم من قطاع غزة غداً الأربعاء 6 تشرين الثاني/نوفمبر في عملية نقل نادرة خارج القطاع الذي دمرته الحرب المستمرة بين القوات الإسرائيلية وحركة حماس منذ أكثر من عام، مشيراً إلى أنهم طلبوا مراراً وتكراراً إجلاء المرضى إلى خارج القطاع حيث أن 12 ألف شخص ينتظرون النقل.
وأفادت وزارة الصحة في بيان لها أمس الاثنين 4 تشرين الثاني/نوفمبر أن القوات الإسرائيلية تواصل قصف وتدمير مشفى "كمال عدوان" بشكل عنيف كل يوم، والذي طال كل مرافق المشفى وأدى إلى وقوع عدد من الإصابات بين الطواقم الطبية والمرضى.
وفي الثامن من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، أصدرت القوات الإسرائيلية أوامر إخلاء مشفى "كامل عدوان" "الإندونيسي" و"العودة" الواقعة شمال القطاع، بعد القصف غير المسبوق على المدينة والذي أدى إلى مقتل ألف و800 مدني وإصابة 4 آلاف آخرين، فضلاً عن مئات المفقودين في غضون شهر فقط.
وكانت وزارة الصحة في القطاع أعلنت اليوم الثلاثاء 5 تشرين الثاني/نوفمبر عن ارتفاع حصيلة الإبادة الجماعية إلى 43 ألف و391 قتيل و102 ألف و347 جريح منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، مؤكدةً أن القوات الإسرائيلية ارتكبت ثلاث مجازر ضد عائلات في غزة، وصل منها إلى المستشفيات 17 قتيل و86 إصابة خلال الـ 24 ساعة الماضية.