مجلس المرأة يطلق حملته السادسة لتعزيز دور النساء في سوريا ديمقراطية
أعلنت رئيسة مجلس المرأة في حزب "PYD"، حورية شمدين، انطلاق المرحلة السادسة من الحملة التي تهدف إلى تعزيز دور المرأة في المجتمع، مؤكدة أن "المرأة الحرة هي الأساس في بناء سوريا ديمقراطية".

نغم جاجان
قامشلو ـ في ظل التحديات الاجتماعية والسياسية التي تواجهها النساء، أعلن مجلس المرأة في حزب "PYD" بإقليم شمال وشرق سوريا، عن انطلاق المرحلة السادسة من حملة تهدف إلى مكافحة العنف وتعزيز قيم المساواة والعدالة ورفع مستوى الوعي، موضحاً أن هذه الحملة ستستمر لمدة شهرين،
في ظل تصاعد العنف الممنهج ضد النساء في سوريا، تنطلق المرحلة السادسة من حملة مجلس المرأة في حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، كفعل تنظيمي يعيد للمرأة موقعها الطبيعي في قيادة المجتمع.
"مجلس المرأة في حزب PYD"" ضرورة ملحة"
وتحدثت رئيسة مجلس المرأة في حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) حورية شمدين عن نشاطات مجلس المرأة التابع لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، مشيرةً إلى أن "الحزب تأسس عام 2003، بينما تم إنشاء مجلس المرأة في عام 2018 استجابةً لحاجة ملحّة ألا وهي تعزيز الدور السياسي لنساء إقليم شمال وشرق سوريا، وقد أثبتن ريادتهن من خلال توسيع نطاق عملهن في مختلف المناطق والمقاطعات، حتى بلغ تأثيرهن مستوى سوريا بأكملها".
وأضافت "انطلاقة ثورة روج آفا كشفت عن ضرورة تصدر المرأة المشهد السياسي، وأن تكون صاحبة رؤية وتحليل، وهو ما دفع إلى تأسيس مجلس المرأة ليكون منصة تنظيمية تعزز هذا الحضور وتدعم مشاركة النساء في صنع القرار".
حملة نسائية شاملة لمناهضة العنف وتكريس القيادة المشتركة
وأوضحت حورية شمدين أن مجلس المرأة التابع لحزب "PYD" أطلق المرحلة السادسة من حملته، مشيرةً إلى أن "الهدف الأساسي منها هو تعزيز دور المرأة في المجتمع وترسيخ ريادتها في بناء سوريا ديمقراطية، ولرفع الوعي وتمكين النساء، حيث يضم المجلس نساء من مختلف المكونات والطوائف المجتمعية، يشاركن بفعالية في بناء مجتمع متماسك وعادل".
وأضافت أن "الحملة تسعى إلى تقديم الدعم للنساء من جميع الخلفيات، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها سوريا"، لافتةً إلى أن "التنوع داخل المجلس يعكس روح التعددية ويعزز قدرة النساء على لعب أدوار قيادية في مختلف المجالات".
وأشارت إلى أن خطة الحملة شاملة وموسعة، موضحةً أن تصاعد العنف ضد النساء والحرب الخاصة التي تُشن عليهن، تأتي في سياق محاولات بعض القوى تقسيم سوريا "الحملة تتضمن تنظيم لقاءات موسعة تُطرح فيها قضايا محورية، مثل كيفية تمكين النساء من مواجهة الحرب الخاصة التي تُفرض داخل المجتمع، والتصدي للهجمات الإلكترونية المتزايدة ضدهن، بالإضافة إلى مناقشة ظاهرة تصاعد جرائم قتل النساء".
وقالت إن "الحملة ستتضمن أيضاً برامج توعية وتدريبات ذهنية تهدف إلى تعزيز وعي النساء بذواتهن، وتطوير قدراتهن التنظيمية، وتسليط الضوء على المكاسب التي حققنها خلال مسيرة الثورة، إلى جانب الجهود المبذولة لحماية هذه المكتسبات".
وذكرت حورية شمدين أن الحملة انطلقت بدعم من تنسيقيات مجالس المرأة، ضمن مؤسسات الإدارة الذاتية "أنشطتها تتضمن تنظيم ندوات تهدف إلى ترسيخ نظام القيادة المشتركة داخل المؤسسات، وتسليط الضوء على التحديات التي تواجهها النساء، إلى جانب نضالهن المستمر في مواجهة الذهنية الذكورية".
وأضافت أن "الحملة تسعى أيضاً إلى طرح حلول عملية من أجل تعزيز حرية المرأة، من خلال مناقشة سبل تمكينها داخل المجتمع، وتقديم رؤى استراتيجية لتجاوز العقبات، بما يضمن مشاركة فعالة وعادلة في مختلف مجالات الحياة السياسية والاجتماعية".
"فلسفة التحرر والعدالة في مواجهة الذهنية الذكورية"
وبيّنت حورية شمدين أن نشاط مجلس المرأة لا يقتصر على الحملات فقط، بل يمتد ليشمل مختلف المجالات "الحملة الحالية انطلقت منذ المؤتمر العاشر للحزب وما تزال مستمرة حتى اليوم، ويتم تنفيذها وفقاً لاحتياجات النساء في كل منطقة".
وأوضحت أن "النساء هن أول من يتعرض لهجمات وانتهاكات جهاديي هيئة تحرير الشام الذين يقودون الحكومة السورية المؤقتة، ما يستدعي ضرورة تمكينهن وتعزيز قدراتهن في مواجهة هذه التحديات"، مشيرةً إلى أن "الدستور السوري الجديد لا يمنح النساء أي مكانة واضحة، كما أن القوانين التي يُفترض أن تحمي حقوقهن لا تُطبق فعلياً، وهو ما يجعل من هذا النضال المستمر مطلباً أساسياً للاعتراف بحقوق المرأة وضمان تمثيلها العادل في مستقبل البلاد".
وأكدت أن حرية المرأة هي الأساس لبناء مجتمع حر، مشيرة إلى أن "النساء في الشرق الأوسط حُرمن من حقوقهن على مدى آلاف السنين، وتعرضن لأشكال متعددة من القتل والانتهاك، وأن فكر وفلسفة القائد أوجلان قدّمت مشاريع رائدة للمرأة، حيث شدد على أنه لا يمكن بناء مجتمع حر دون وجود امرأة حرة، ولا يمكن تحقيق العدالة دون مشاركة النساء الفاعلة".
وشددت في ختام حديثها على أن "المرأة هي من تقود مسيرة العدالة في مختلف المجالات، وأن الحرية تمثل جوهر مطالبها، إن غياب حريتها يعني غياب حرية المجتمع، وأن السلام الحقيقي لا يمكن أن يتحقق في ظل استمرار التهميش والاضطهاد".