روبارين بكر

الشهباء ـ للمرأة دور فعال وكبير في الحفاظ على التراث، والعادات والتقاليد والثقافة بطرق ووسائل مختلفة، فالنساء تحافظن على تراث أمهاتهن وجداتهن، وهذا ما تسعى إليه نساء مدينة عفرين المحتلة بعد نزوحهن إلى مقاطعة الشهباء في شمال وشرق سوريا.

تعتبر حلوى السنجق "الملبن" وغيرها من المأكولات التي تصنع من العنب، من الحلويات التراثية الشعبية التي تشتهر بها مقاطعة عفرين، وما زال شعبها وخاصة النساء تحافظن عليها.

تقول سينم حبش وهي نازحة من أهالي قرية بعدينا في ناحية راجو منذ 5 سنوات لقرية زيارة في شيراوا "تشتهر مناطقنا بأشجار العنب والزيتون، التي نستخرج منها مواد طبيعية عديدة كالملبن، وبوستق، والزبيب المجفف، ودبس العنب وغيرها العديد من المأكولات الشعبية، وأنا تعلمت طريقة صنعها من والدتي وجدتي فقد كانتا تحضرانها في كل عام مثل هذه الأوقات أي قبل فصل الشتاء".

وأضافت "جميع هذه المأكولات لها فوائد صحية خاصة أنها خالية تماماً من السكر الأبيض، وغنية بالمواد الطبيعية، فهي تفيد في علاج فقر الدم، وتقوية العظام، وأيضاً في الشفاء من اليرقان (أبو صفار)، والتخلص من السعال".

وعن هدفهن من الاستمرار بعمل هذه المأكولات بالرغم من الصعوبات التي تواجههن في ظل النزوح قالت "هدفنا الحفاظ على العادات والتقاليد وعلى تراث جداتنا، ولتبقى هذه العادات مستمرة في مجتمعنا، بالإضافة إلى اكتساب لقمة عيشنا من هذه المهنة في ظل هذه الظروف الاقتصادية الصعبة".

ومن جهتها قالت وداد إيبش ابنة سينم حبش التي تساعد والدتها في تحضير هذه المأكولات وتتقن صناعتها، أن نزوحهم إلى قرى شيراوا لم يكن العائق أمام حفاظهم على عادتهم وتقاليدهم "أحد أهداف الاحتلال التركي من تهجيرنا هو إمحاء ثقافتنا وتراثنا لنصبح تابعين له، وانطلاقاً من ذلك علينا التمسك أكثر بعاداتنا وتقاليدنا".

وعن المواد التي تُستخدم في هذه المأكولات قالت "نعصر العنب، ويتم تصفيته ومن ثم وضعه على النار، ونصنع منه العديد من المأكولات منها دبس العنب الذي له نوعان أحدهما يكون بغلي عصير العنف والثاني عبر الاستفادة من أشعة الشمس".

وعن طريقة صنع الملبن قالت "نستخدم الجوز لتحضير الملبن، ونضعه في الخيط، وللملبن نوعان نوع يستخدم فيه جوز كثير، والنوع الثاني القليل من الجوز، ومن ثم نجهز الخليط الذي يغطي الجوز وهو مكون من عصير العنب والنشاء".

وعن صنع البوستق قالت "بعد أن تتم تصفية عصير العنب نضعه على النار ونغليه، ومن ثم نضيف إليه النشاء ونضع الخليط على أكياس كبيرة لتجف تحت أشعة الشمس". مؤكدةً أن ارتفاع الأسعار يؤثر بشكل كبير على عملهن لذلك قلت الكمية عما كانت عليه في السنوات الماضية.