ميساء القاضي

الخرطوم ـ شهدت العاصمة الخرطوم قتالا عنيفاً بين طرفي الأزمة في السودان وحلقت الطائرات الحربية وسمع دوي القنابل وأصوات مضادات الطائرات في مدن العاصمة الثلاث كما تصاعدت أعمدة الدخان من محيط القصر الجمهوري الذي يبدو أنه شهد قتالاً عنيفاً ليلة أمس في الوقت الذي يجتمع فيه وفدي التفاوض عن طرفي النزاع في جدة.

انقطعت خدمة الإنترنت عن جميع الهواتف المحمولة، كما ساءت خدمات الاتصال الهاتفي لفترة تجاوزت السبعة ساعات لدى بعض المستخدمين الذين قالوا إنهم قضوا طوال النهار تقريباً بلا إنترنت معزولون عما يدور في مناطق أخرى غير مناطق سكنهم، وتفاجأ المستخدمين بانقطاع آخر لخدمة الإنترنت صبيحة اليوم الثلاثاء 9 أيار/مايو، لكنه كان أقصر ولم تعرف الأسباب حتى الآن.

وقالت نقابة الأطباء (غير حكومية) في تقريرها الميداني اليومي، إن عدد الضحايا من المدنيين في السودان ارتفع إلى 487 قتيلاً و2612 مصاب بعضهم حالته غير مستقرة، وأن العديد من الحالات لم يتم حصرها ولم تتمكن من الوصول إلى المستشفيات لصعوبة التنقل.

وفي تقريرها اليومي عن وضع المستشفيات، قالت نقابة الأطباء إن عدد المستشفيات التي تم إخلاؤها قسراً بلغ 20 مستشفى كما تم قصف 17 مستشفى، لافتةً إلى أن 61 مستشفى الآن متوقفة عن العمل في العاصمة والولايات.

كما أكدت نقابة الأطباء أن جميع المستشفيات والمرافق الصحية والصيدليات في مدينة الجنينة غربي البلاد ما تزال متوقفة عن العمل بعد حتى اللحظة بعد أن تم الاعتداء عليها ونهبها، ونهب المخزن المركزي للدواء وسكن الأطباء ومكاتب الهلال الأحمر.

ومنذ بدء القتال الذي يدخل يومه الخامس والعشرين، تشكو مناطق واسعة في الخرطوم انقطاع التيار الكهربائي والمياه، ويعاني السكان من أجل الحصول على مياه الشرب حيث يتوقع أن ما لا يقل عن خمسة ملايين مواطن محتجزين في منازلهم بسبب القتال والمعارك التي تدور في الشوارع والمناطق السكنية، كما يعاني السكان كذلك من عدم توفر العديد من الأدوية وصعوبة الحصول عليها في حال توفرها في مكان معين نسبة لصعوبة التنقل ومخاطره.

ووفقاً لمنظمة الهجرة الدولية، فإن ما لا يقل عن 700 ألف شخص نزحوا داخل السودان منذ بدء القتال، مؤكدة أن عدد النازحين تضاعف مقارنة بالعدد الذي تم رصده الأسبوع الماضي وهو 340 ألف نازح.

ومنذ بدء القتال تشهد العاصمة الخرطوم وعدة مدن أخرى حالة من الفوضى ومواجهات مستمرة وانفلات أمني وأعمال سلب ونهب واسعة، ولا تزال المباحثات في جدة مستمرة بوساطة سعودية أمريكية من أجل وقف إطلاق النار وفتح ممرات إنسانية لإيصال المساعدات إلى السودانيين الذين يعانون في ظل استمرار القتال وعدم التزام طرفي النزاع بأي هدنة.