في ذكرى معاهدة لوزان... منتدى دولي يسعى لتصحيح المسارات وقضايا الاستقرار
انطلقت أعمال المنتدى الدولي المتعلق بمعاهدة لوزان بمشاركة أكثر من 150 سياسياً/ـة ومحامياً/ـة وباحثاً/ـة في شؤون الشرق الأوسط.
الحسكة ـ أكد المشاركون/ات في فعاليات المنتدى الدولي المتعلق بمعاهدة لوزان، على ضرورة مناقشة الأبعاد السياسية لاتفاقية لوزان التي تستغلها تركيا اليوم لتنفيذ مخططاتها الاستعمارية في المنطقة.
عقد مركز روج آفا للدراسات الاستراتيجية (NRLS) اليوم الخميس 6 تموز/يوليو، في مدينة الحسكة بشمال وشرق سوريا، المنتدى الدولي المتعلق بمعاهدة لوزان، والتي تم توقيعها في تموز/يوليو عام 1923، تحت عنوان "لوزان: تصحيح المسارات وقضايا الاستقرار والأمن الإقليمي".
شارك في المنتدى 150 شخصية سياسية وفكرية من مختلف دول العالم إلى جانب الأحزاب السياسية وممثلي الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا ورجال دين وقوات عسكرية وحركات ومنظمات نسائية.
وتناولت الجلسة الأولى من أعمال اليوم الأول للمنتدى "الوضع السياسي للمنطقة قبل معاهدة لوزان، اتفاقية سايكس بيكو وتاريخ الدولة القومية في الشرق الأوسط، وضع الكرد وكردستان بعد تأسيس الدولة القومية".
بينما تناولت الجلسة الثانية "دراسة تاريخية عن المعاهدات التي أبرمت ضد الكرد في القرن العشرين، ودراسة تاريخية حول معاهدة سيفر (1920) ومعاهدة القاهرة (1921)، وتاريخ معاهدة لوزان وأسبابها. والمشاكل التي نجمت عنها".
أما الجلسة الثالثة ستتمحور حول "معاهدة لوزان وانعكاساتها على الشعب الكردي، معاهدة لوزان وسياسات الدول التي احتلت كردستان (القومية، الهجرة القسرية)، معاهدة لوزان وتأثيرها السياسي والاقتصادي والثقافي والاجتماعي على الشعب الكردي. وضع الحركات الكردية في النصف الثاني من القرن العشرين".
"كان الهدف من المعاهدة إبادة الشعب الكردي"
وخلال مداخلة لها تطرقت الرئيسة المشتركة للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا بيريفان خالد لمعاهدة لوزان وأهدافها، قائلةً "في الرابع والعشرين من تموز عام 1923 تم التوقيع على معاهدة لوزان بين القوى الدولية والإقليمية ضد شعب كردستان على وجه الخصوص وضد الشرق الأوسط بشكل عام. طبعاً الهدف الاول لهذه المعاهدة هو تقسيم كردستان وحرمان أبناء المنطقة بكل مكوناته وأطيافه من ثقافته ووجوده وهويته. وبهذا الاتفاق قرروا إبادة الشعب الكردي وجعلهم ضحايا. حتى بعد هذه المعاهدة، اعتبرت دول مثل العراق وإيران وسوريا وتركيا أن لها الحق في قتل وإبادة هذا الشعب. وفي نفس الوقت ارتكاب جرائم حرب بحقهم. تم تنفيذ العديد من الخطط والمشاريع والمؤامرات ضد شعب هذه المنطقة وأمام أعين العالم الذي أصبح أعمى وأخرس".
"نهاية لوزان هي أكبر مخاوف أطراف المعاهدة"
وأكدت بيريفان خالد على أن الأطراف الدولية التي لها يد في هذا الاتفاق لا تريد السلام والأمن في مناطق كردستان، وخاصة الدولة التركية "حتى اليوم لا تزال دول الشرق الأوسط تمر بهذه الخطط. الأمور التي بدأت في شمال وشرق سوريا أوضحت ذلك. الثورة في شمال وشرق سوريا ليست جيدة للدول التي كانت جزءاً من هذا الاتفاق، وخاصة تركيا. منذ بداية ثورة روج آفا وحتى اليوم، تتعرض المنطقة للهجوم. أظهرت إنجازات مناطق شمال وشرق سوريا استياء الدولة التركية، وكانت النتيجة الواضحة احتلال عفرين وكري سبي وسري كانيه، والقتل والاضطهاد وفي المقدمة استهداف القادة".
"يجب العمل واتخاذ خطوات من أجل الإنسانية"
وشددت بيريفان خالد على أنهم يؤمنون بشعبهم، ودعت العالم للعمل من أجل الإنسانية ووعدت بحماية الإنجازات نيابة عن الإدارة الذاتية "نحن كالإدارة الذاتية نعاهد هنا بأنه لن يتمكن أي شخص من فعل أي شيء لشعبنا مرة أخرى، وسنعمق مشروع التعايش المشترك والمساواة والتعددية الثقافية والتعددية اللغوية على عكس مفهوم وذهنية لوزان والدول الحاكمة. لن نترك دماء شهدائنا تذهب سدى. هذا هو السبب في أنه من المجدي اليوم توجيه دعوة للعالم كله للعمل واتخاذ خطوات من أجل الإنسانية. مع اقتراب نهاية لوزان، يجب على الدول أن تقدم وعداً جديداً لهذه الشعوب. نحن لا نثق بأحد، نحن نثق بشعبنا. إذا كان شعبنا يقظاً وموحداً وصاحب قرار واحد، فلن تُوقع معاهدات لوزان أخرى. ونحن نعد بحماية إنجازاتنا".
وعلى هامش المنتدى قالت عضوة مركز روج آفا للدراسات الاستراتيجية روزالين بكر "صادف انعقاد المنتدى الذكرى المئوية للتوقيع على اتفاقية لوزان التي تم من خلالها القضاء على آمال وحقوق الشعب الكردي وتقسيم كردستان إلى أربعة أجزاء واحتلالها من قبل عدة دول، والتي سبقتها اتفاقية سايكس بيكو التي صهرت القوميات الموجودة في المنطقة".
وأشارت إلى أن الهدف من انعقاد هذا المنتدى لفت أنظار العالم إلى ما يتعرض له الشعب الكردي من جرائم وإبادات إثر الاتفاقية، مؤكدةً على رفض شعوب المنقطة والحركات الثورية جميع الاتفاقيات التي تحاك ضدهم وتنتهك حقوقهم.
ولفتت إلى أن العديد من الشخصيات المهمة من مناطق شمال وشرق سوريا وخارجها وفود أجنبية شاركت في المنتدى "الهدف من المنتدى مناقشة الابعاد السياسية والعسكرية والاجتماعية للاتفاقية والتركيز على حقوق الشعب الكردي وتطلعاته واستغلالها من قبل تركيا اليوم التي احتلت مناطق من شمال وشرق سوريا".
وأوضحت أنهم في نهاية المنتدى الذي يستمر ليومين سيطرحون العديد من الحلول من أجل الأزمة التي تعيشها المنطقة من بينها العمل بمشروع الأمة الديمقراطية والقوانين الدولية "نسعى لإيصال صوتنا إلى الجهات المعنية للحد من ارتكاب المجازر بحق الشعب الكردي".
ومن جانبها قالت الناطقة باسم قوات حماية المرأة روكسان محمد "هناك العديد من الاتفاقيات والمعاهدات التي انتهكت حقوق الشعب الكردي على غرار اتفاقية لوزان التي يمر عليها مئة عام، لقد ارتكبت الدول الموقعة عليها العديد من الجرائم بحق الشعب الكردي وشعوب الشرق الأوسط بطرق وأساليب مختلفة".
وشددت على ضرورة عدم السماح للتوقيع على اتفاقية لوزان أخرى "في وقتنا الحالي تتجدد اتفاقية لوزان لأن الدولة التي احتلت أجزاءً من كردستان لا تزال تنتهك حقوق شعوب المنطقة وترتكب المجازر بحقه، كانت اتفاقية لوزان هدفها الأساسي إمحاء هوية الشعب الكردي وتغير ديمغرافية المنطقة"، مضيفةً "لمنع تجديد اتفاقية لوزان مرة أخرى وارتكاب الجرائم بحقه يجب على شعوب المنطقة والأحزاب السياسية وضع حل للمشاكل والخلافات الداخلية ومساندة بعضهم البعض".
وسيتناول المشاركون في المنتدى في يومه الثاني "الوضع الحالي للكرد والتحديات التي يواجهونها؛ سبل مواجهة حرب الإبادة التي تستهدف الشعب الكردي؛ كيفية تجاوز لوزان والحل الأمثل للقضية الكردية والمنطقة".