في ذكراها الثالثة... مبادرة مناهضة الاحتلال وإبادة النساء تطالب النساء بتوحيد جهودهن
طالبت مبادرة "مناهضة الاحتلال وإبادة النساء من أجل الأمن والسلام"، جميع النساء بتوحيد جهودهن ونضالهن وقواهن لتصبحن قادرات على مواجهة السياسات الممنهجة القائمة على السلطة والاحتلال والاستغلال والاضطهاد والقمع.
مركز الأخبار ـ أكد بيان مبادرة "مناهضة الاحتلال وإبادة النساء من أجل الأمن والسلام"، على ضرورة الحد من كافة أشكال استبداد واستعباد النساء والنهوض بالمجتمع ليسوده الأمن والسلام والعدالة والحرية والديمقراطية.
بمناسبة حلول ذكراها الثالثة، أصدرت مبادرة مناهضة الاحتلال وإبادة النساء من أجل الأمن والسلام بياناً اليوم الخميس 12 تشرين الأول/أكتوبر، منددة باستهداف القياديات والرياديات والمناضلات.
وجاء في البيان "في الذكرى الثالثة للإعلان عن مبادرة مناهضة الاحتلال وإبادة النساء من أجل الأمن والسلام، والذي صادف الذكرى الأولى لاستشهاد المناضلة والسياسية أيقونة الياسمين والسلام هفرين خلف في شمال وشرق سوريا على يد مرتزقة أحرار الشرقية التابعة للاحتلال التركي"، مضيفاً "بهذه المناسبة نستذكر كافة الشهيدات على درب الحرية ونتعهد بالسير على خُطاهنَّ حتى تحقيق الحرية والسلام. كما ونستذكر كافة المناضلات القابعات في سجون الاحتلال والأنظمة الاستبدادية ونتمنى لهنَّ الفرج القريب".
وأشار البيان "يشهد العالم ومناطق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على وجه الخصوص أحداث ومتغيرات متسارعة وحروباً ساخنة ونزاعات داخلية وأجندات أجنبية وهجرة ونزوح واعتقالات وانتهاكات وإبادات بحق النساء والشعوب".
وأضاف البيان "إننا نعاني في هذا القرن من أزمات حقيقية وانسداد بسبب الأنظمة القمعية والسلطوية القائمة على أساس التعصب الديني والقوموي والمذهبي والطائفي والجنسوي وهذا الانسداد كان السبب في إشعار شرارة ربيع الشعوب الذي بدأ من تونس، ولم تكن الانتفاضات لتلك الشعوب إلا ضد السلطة القائمة".
وأوضح البيان أن تلك الأنظمة لم تخدم مصالح شعوبها وسددت الطرق أمام تطلعات المرأة نحو الحرية والمساواة، وأن تلك الانتفاضات التي غالباً ما انحرفت عن مسارها في أغلب الأحيان ولم تكن منظمة ولا تمتلك استراتيجية، مشيراً إلى أن "تلك الانتفاضات اعتمدت على القوى الخارجية ولجأت إلى استخدام القوة في سبيل تحقيق التغيير وطبعاً صب كل ذلك في خدمة مصالح الهيمنة الكبرى، فنفس الذهنية والسلطة لا تزال قائمة على الحكم والهيمنة والمنطقة على صفيح ساخن".
وأكد البيان على أن "الضحايا هم النساء بالدرجة الأولى والأطفال والشعوب"، لافتاً إلى أن "التشتت والتشرذم القائم بين فئات المعارضة أدى في كثير من الأحيان إلى انصهارها وانحلالها، لذا لابد من الإشارة إلى أن الهيمنة العظمى والحداثة الرأسمالية والإمبريالية التي دائماً تسعى إلى خلق الفتن والنزاعات والاحتلال في المنطقة، تمهد الطريق نحو تدخلاتها بشكل مباشر في المنطقة، فكل من التعصب الديني والإسلام السياسي الذي كان له الشكل الأكثر تطرفاً سيس بشكل أكبر ليقمع المرأة ويكبح جماحها".
ونوه إلى أن تلك القوى التي أنشأت هذا التطرف تدرك يقيناً ان مستوى تطور المجتمعات مرتبط بمستوى تطور المرأة "شهدنا خلال الأعوام الأخيرة أشكالاً أكثر عنهجية وتذرع تحت مسمى الدين في كل من أفغانستان وإيران واليمن ومن قبل مرتزقة داعش في سوريا والعراق وما إلى ذلك. كما أن هذه الأنظمة تريد تحت هذا المسمى تغيير هذه القوانين وجعلها مرتبطة بالشريعة في تونس التي تشهد تدهوراً في المكتسبات التي حققتها المرأة".
وأشار إلى أن الكثير من المناطق في العالم والشرق الأوسط وشمال أفريقيا يشهد نضال المرأة رغم كل الحروب الدائرة والعقبات، مقاومة لا نظير لها وتشارك بشكل غير مسبق "إن الانتفاضة التي رفع خلالها شعار "Jin jiyan azadî"، وانطلقت على إثر مقتل جينا أميني في إيران، تحولت إلى ثورة الجدائل واتسعت رقعتها ليتغنى بها حتى الرجال إيماناً منهم بفلسفة حياة".
وأكد البيان على أن "تحرر أي مجتمع جوهره تحرر المرأة أولاً، لذا كان لا بدّ من هذه الانتفاضات والحراك الثوري ضد الاحتلال سواء في فلسطين وكردستان وسوريا والصحراء الغربية وفي النزاعات سواء في السودان وإيران وليبيا واليمن ولبنان وتركيا وغيرها أو على يد الأنظمة أو الذهنية الذكورية السلطوية الرجعية داخل المجتمعات، الدفاع عن قضية تحرر المرأة، فكم شهدنا حالات قتل لفتيات على أيدي ذويهم في كل من مصر والعراق وسوريا وتركيا، والاستهداف الممنهج الذي يطال الرياديات والقياديات من النساء بأساليب مختلفة سواء بطائرات مسيرة أو اغتيالات ممنهجة أو حتى في استخدام الحرب الخاصة ضدهنَّ وكذلك حملات الاعتقال لكافة النساء الرافضات للخضوع والخنوع والمندِّدات بالسياسة القمعيَّة المتبعة فأصبحن معتقلات الرأي والتعبير".
وتابع البيان "كل هذه الأساليب من القمع والعنف والقتل والإبادة نشهدها اليوم في مناطقنا، ولأن قضية المرأة قضية عالمية، فلابد للنساء أن تتكاتفن وتنظمنّ نضالهنّ في سبيل تحقيق أهدافهنّ، كون الذهنية السائدة نظمت نفسها على مستوى نظام عالمي وكافة أساليب الحكم والمؤسسات تنتهج تلك الأيديولوجية".
ولمواجهة تلك السياسة المنهجية القائمة على السلطة والاحتلال والاستغلال والاضطهاد والقمع لابدّ للنساء توحيد جهودهن ونضالهن وقواهن لتصبحن قادرات على الحد من كافة أشكال الاستبداد والاستعباد والنهوض بالمجتمع ليسوده الأمن والسلام والعدالة والحرية والديمقراطية، كما أوضح البيان.