في ذكراها الرابعة... مطالبات بتحقيق العدالة لضحايا مرفأ بيروت

أحيا آلاف اللبنانيون الذكرى الرابعة لانفجار مرفأ بيروت ... في 4 آب/أغسطس 2020، مطالبين/ات بالعدالة لمئات الضحايا وآلاف الجرحى في ثالث أكبر انفجار غير نووي في التاريخ الحديث.

سوزان أبو سعيد

بيروت ـ في ظل ما تعانيه لبنان من أزمات متعددة، وما تشهده من قصف على مناطقها الجنوبية من قبل القوات الإسرائيلية، لم تلوح أي بوادر لحل قضية مرفأ بيروت التي حلت ذكراها السنوية الرابعة، في الأفق.

في مسيرتين انطلقت الأولى من ساحة الشهداء في وسط العاصمة اللبنانية بيروت تتقدمها أكاليل الزهور، والثانية من فوج الإطفاء في الكرنتينا تتقدمها مركبات الإطفاء ودراجات نارية، استعاد اللبنانيون أمس الأحد 4 آب/أغسطس ذكرى انفجار مرفأ بيروت، تحت شعار "الناس بوجه المجرمين مستمرون لتحقيق العدالة"، والتقت المسيرتان في مرفأ بيروت قرب تمثال المغترب، وطالب المشاركون بالعدالة واستكمال التحقيقات مع من يعرقلون مسار التحقيق في هذه الجريمة.

وحمل أهالي الضحايا مجسماً على شكل مطرقة يرمز إلى مطرقة العدالة وكتب عليه "العمل من أجل العدالة"، كما حمل المشاركون علماً لبنانياً كبيراً ملطخاً بالدماء، كتب عليه أسماء وصور الضحايا ولافتات تدعو للعدالة، فضلاً عن صور المتهمين والمعرقلين للقضية.

وبعد قراءة أسماء ضحايا الانفجار، طالب الأهالي بكشف حقيقة معرفة المسؤولين بتخزين الأطنان من نيرات الأمونيوم في العنبر رقم 12، ومحاسبة معرقلي عمل القضاء ويقف عائقاً أمام تحقيق العدالة، بالإضافة إلى فتح تحقيق دولي لكشف ملابسات الحادثة ومعاقبة المجرمين، فضلاً عن تشكيل لجنة تقصي حقائق دولية واستكمال التحقيق.

وعلى هامش المسيرة، قالت ريما الزاهد شقيقة أحد ضحايا الانفجار "سنظل متواجدين هنا ونشارك في كل التحركات، ليس كل سنة فحسب، إنما لو اقتضى الأمر أن نبقى أربعين عاماً من أجل أن نصل إلى الحقيقة والمحاسبة، ولنقول لكل الهاربين من وجه العدالة إننا سنصل يوماً إلى الحقيقة وستعودون إلى السجن".

من جانبها، أكدت وفاء الزاهد "لنا حق أن نطالب بأن يعيش أولادنا وأحفادنا بخير وسلام، وشعارنا الآخر إظهار الحقيقة لأن ابني والضحايا الآخرين خسروا حياتهم وهم مظلومين، ذهب ابني لعمله في المرفأ ولم يعد، أين العدالة؟ ينبغي تحقيقها ليس لابني فقط بل للجميع".

أما نيللي الحلو والدة إحدى ضحايا الانفجار فأوضحت "لو يقوم كل من الأشخاص بعمله بطريقة نزيهة يمكن أن ينهض البلد، إذا تمت محاسبة المرتكبين والمقصرين سنصل إلى العدالة"، مضيفةً "جمعينا أهالي القتلى نعيش الشعور والألم ذاته، وهدفنا واحد وهو تحقيق العدالة لأننا نريد أن نعلم من قتل أولادنا".

وقالت دوللي عازار "لقد تهدم منزلي في انفجار الرابع من آب، ولست وحدي، هناك كثيرون تضرروا، ولكن أنا متعجبة، كوني جئت من الأشرفية سيراً على الأقدام للمشاركة في التظاهر، ولم أجد مشاركة كبيرة من المدنيين، فيما كان من المفترض أن يشارك اللبنانيون جميعاً في هذا اليوم، كلنا أصابنا الوجع وفقدنا أعزاء، ومن لم يفقد عزيزاً خسر منزله وممتلكاته".

وتساءلت عن عدم مشاركة اللبنانيين في المسيرة، موجهة رسالة تطالب فيها "توجهوا إلى الشارع وعبروا عن آرائكم، هذا أمر لا يجوز أن يحصل، خصوصاً أن انفجار مرفأ بيروت هو أكبر ثالث انفجار في العالم، ذكرى انفجار مرفأ بيروت كان من المفترض أن يجمع الناس، توقعت أن يكون اليوم كل لبنان حاضر هنا، صحيح أن المشاركين هنا كثر ولكن كان المطلوب أن تكون المشاركة أكبر بكثير".

ولفتت إلى أنها "أنا مع الأهالي وقلبي معهم، فإذا تهدم حائط وتضرر زجاج وأثاث نشعر بالحزن والأسى، فما بالكم بالذين خسروا أبناءهم فلذات أكبادهم، أو الذين فقدوا عائلاتهم، لذلك يجب أن تتحقق العدالة".

وقالت الدكتورة في مجال التربية جنان كرامة "الشعب اللبناني متضامن مع بعضه البعض، في ظل هذه الكارثة الكبيرة التي وقعت في الرابع من آب، وأعلم أن انفجار مرفأ بيروت ليس أول وآخر حدث نتعرض له في لبنان، فكل يوم يتعرض الجنوب لمصائب كبيرة، أما بالنسبة إلى مشاركتنا اليوم فنحن متضامنين مع بعضنا رغم كل اختلافاتنا، ورغم ما يتعرض له القضاء اللبناني يبقى لدينا الأمل في وجودنا مع بعضنا ومساندتنا لبعضنا لنتجنب أي خلاف أو نزاع يمكن أن يهدد سلامة هذا البلد".

وأكدت أن "الألم كبير، ونحن مع كل الذين تأذوا بانفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب، وللأسف لا نزال نتعرض للأذى، خصوصاً في الحرب والانفجارات التي تشهدها لبنان، وللأسف لا يبدو أن هناك فسحة أمل ورغم ذلك يمكن أن نتعاطى معها في التربية، ولكن هل من شفاء قريب؟ لا، خصوصاً وأنه ليس ثمة عدالة تتحقق".

والجدير بالذكر أن انفجار مرفأ بيروت الذي وقع في الرابع من آب/أغسطس عام 2020، نتيجة تخزين كميات كبيرة من نيترات الأمونيوم داخل المرفأ دون أخذ إجراءات وقائية؛ أودى بحياة حوالي 242 شخصاً، كما تسبب بإصابة نحو 7 آلاف آخرين، بعضهم بإعاقات دائمة، كما طالت أضرار الانفجار حوالي 50 ألف وحدة سكنية، التي لم يعود إليها نصف السكان.