في أول انتخابات لها... النساء تعزفن عن التصويت على المجالس المحلية
سجلت مكاتب الاقتراع للمجالس المحلية التونسية ضعفاً واضحاً في إقبال الناخبات على التصويت وإخلالات على أساس النوع الاجتماعي.
نزيهة بوسعيدي
تونس ـ في إطار مراقبة عملية الاقتراع على المجالس المحلية التونسية، سجل المركز التونسي المتوسطي ضعف إقبال النساء على المشاركة في عملية الاقتراع ورصد حالات تأثير وتوجيه للنساء خارج المراكز، خاصة في الأوساط الريفية والمناطق الحدودية.
سجلت مكاتب الاقتراع بجميع أنحاء تونس أمس الأحد 24 كانون الأول/ديسمبر، حالات غير مسبوقة من العزوف على الانتخابات، وخاصة النساء اللواتي قلبن الموازين في العديد من الحملات الانتخابية الرئاسية لعام 2014.
ووفقاً للهيئة العليا للانتخابات بلغت نسبة النساء المقبلات المشاركات في عملية الاقتراع 32.37%، قالت شيراز خياط "في الحقيقة لا أعرف المترشحين الأربعة وليست لدي عنهم أي فكرة ولكن رأيت أن العزوف سيكون كبيراً لذلك قررت أن أخرج لأمنح صوتي لأصغرهم سناً، وأقوم بواجبي تجاه البلاد ولو بشيء بسيط".
وأرجعت سبب العزوف على الانتخابات لعدم إدراك المواطنين لأهمية تلك المجالس ودورها، مشيرةً إلى أن هذه الانتخابات تجرى للمرة الأولى في البلاد "عزوف المرأة اليوم على التصويت راجع إلى عدم الثقة والإحباط من التراجعات التي عرفناها منذ 2011 وعدم التغيير نحو الأفضل، وبالتالي الخروج إلى مراكز الاقتراع والانتظار وسط الصفوف لم تعد تهتم له أي امرأة".
من جانبها قالت هادية الكدي "لقد تغير واقع المرأة التونسية كثيراً بين اليوم والأمس حيث كان أفضل بكثير في الماضي على كافة الأصعدة، بينما المرأة اليوم باتت تفقد كل ما تملكه من حقوق".
وتقول خلود الستيتي عن عزوفها على التصويت في انتخابات المجالس المحلية "لم نرى أي إضافة أو تطور حصل في تونس بعد كل استحقاق انتخابي خضناه بل على العكس نحن نمشي في اتجاه الوراء في جميع المجالات".
وأوضحت أنها في المرات السابقة شاركت كباقي التونسيين في اختيار من يمثلها سواء بمجلس النواب أو الرئاسة، ولكن لم يتغير شيء من حيث القضاء على الفساد، لافتةً إلى أن التونسيين فقدوا الأمل في أي تحسن يمكن أن يحدث، لذلك عزفوا عن التصويت، مشيرةً إلى أن المرأة في تونس بحاجة إلى فرض وجودها من خلال الانخراط في الأنشطة الجمعياتية والسياسية وهي قادرة على تحسين أوضاع البلاد أفضل من الرجل.
وأضافت "للأسف سجلنا تراجع في حقوق المرأة ومكتسباتها، وأصبحت تواجه الذهنية الذكورية التي ترى أنها ليست قادرة على أن تكون في مواقع القرار، وأن دورها يكمن في العناية بالمنزل ورعاية الأبناء، بينما لو تصبح هي الحاكمة للبلاد فإنها حتماً ستقوم بإصلاحات كبيرة وستتحسن أوضاعها"، وأوصت كل فتاة تونسية بعدم الاستسلام لليأس، أو إيلاء جميع أشكال الوصم اهتماماً، وأن تحاول فرض وجودها في أي مجال من المجالات.
وقد أكد المركز التونسي المتوسطي أنه كان هناك إقبال ضعيف للنساء على المشاركة في عملية الاقتراع في الأوساط الريفية والمناطق الحدودية، كما أنه رصد حالات تأثير وتوجيه للنساء خارج مراكز الاقتراع، حيث تم نقل جماعي للنساء من أمام مراكز الاقتراع عن طريق جرارات وحافلات وسيارات نقل فردي، فيما غادرت أخريات دون الأدلاء بأصواتهن نظراً لغياب أسمائهن في السجل الانتخابي نتيجة تغييرها دون علمهن أو لعدم تمكنهن من معرفة مكتب الاقتراع.