في اليوم العالمي لحقوق الإنسان…مركز شؤون المرأة ينظم ويبنار رقمي
نظّم مركز شؤون المرأة في غزة ويبنار دولياً سلط الضوء على الانتهاكات الواسعة التي تعرضت لها النساء خلال الحرب، بما في ذلك الإبادة الإنجابية، واختُتم بتوصيات ركزت على التوثيق والمساءلة الدولية، وتوفير الدعم والحماية للنساء والفتيات في ظل الظروف القاسية.
غزة ـ دعت المشاركات في الويبنار إلى توثيق الانتهاكات ضد النساء في غزة لاستخدامها أمام أدوات العدالة الدولية، وحماية الأطفال والأجيال القادمة من خلال منحهم حقوقهم الأساسية وتوفير الإمدادات الحياتية.
بمناسبة اختتام حملة الـ 16 يوماً لمناهضة العنف ضد المرأة واليوم العالمي لحقوق الإنسان، نظم مركز شؤون المرأة في قطاع غزة ويبنار دولياً تحت عنوان "النساء وحرب الإبادة على غزة"، بمشاركة ناشطات نسويات وحقوقيات من القطاع والضفة الغربية.
حضر الويبنار عدد من المشاركين والمشاركات من مختلف المؤسسات النسوية والحقوقية المحلية والدولية، حيث تم تسليط الضوء على الانتهاكات التي تعرّضت لها النساء خلال الحرب على غزة، بما في ذلك سياسة الإبادة الإنجابية التي مارستها القوات الإسرائيلية وتأثيرها على النساء.
وتخلل الويبنار عرض فيديوهات قصيرة توثق تجارب شخصية مؤثرة، شملت قصة أسيرة محررة تعرضت لانتهاكات، بالإضافة إلى حالة امرأة ولدت خلال الحرب، وتجربة مريضة مصابة بالسرطان وتداعيات الحرب على وضعها الصحي.
كما تم إقامة معرض رقمي للصور يسلط الضوء على حياة النساء وتجاربهنّ خلال الحرب، موثّقاً آثار النزاع على حياتهن اليومية وأدوارهن المختلفة، ويبرز صمودهنّ ومواجهتهنّ للظروف القاسية.
وفي هذا الإطار، أوضحت زينب الغنيمي، مديرة مركز الأبحاث والاستشارات القانونية والحماية للمرأة في غزة، أن النساء خلال الحرب شهدن انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، مبيّنةً أن عدداً غير قليل من النساء تعرّضن للطلاق خلال الحرب، نتيجة الظروف التي فرضتها الحرب وما ولّدته من توتّر نفسي عام داخل الأسر.
مشاكل متراكمة تواجهها النساء في غزة
وأوضحت أن "هذا الاضطراب أسهم في ارتفاع حالات الطلاق، حتى بين الأزواج الذين تزوّجوا خلال فترة الحرب ولم تكتمل حياتهم الزوجية، فانتهت بالطلاق أيضاً، وهذه جميعها مشكلات متراكمة تُضاف إلى قائمة القضايا التي تواجهها النساء وتحتاج إلى حلول فعلية"، مشيرةً إلى أن النساء يعانين كذلك من أعباء أخرى، إذ ترتبط معظمهنّ ارتباطاً وثيقاً بأطفالهنّ في وقت تعرّض فيه الأطفال لعنف شديد خلال الحرب، فمنهم من قتل ومنهم من أُصيب بجراح وإعاقات".
وأضافت "هذا يشكّل عبئاً إضافياً على الأمهات اللواتي يجدن أنفسهنّ اليوم أمام أطفال بلا مدارس، وبلا تعليم، وفي ظل تراجع حاد في الخدمات الصحية القادرة على معالجة الإصابات أو تقديم رعاية مناسبة، ذلك يجعل معاناة النساء مضاعفة، ويزيد من وطأة الانتهاكات عليهنّ، كما يفاقم حجم المرتكبة بحقهنّ، لأن النساء يدفعن ثمن الحرب بصورة متشابكة مع باقي القضايا الاجتماعية والإنسانية".
قضية الأسيرات الفلسطينيات
أما عن قضية الأسيرات الفلسطينيات، قالت ريما نزال عضو الأمانة العامة في الاتحاد العام للمرأة ومنسقة ائتلاف 1325 الضفة الغربية حول الانتهاكات التي تعرضت لها الأسيرات الفلسطينيات "وثّقتُ حتى شهر أيلول اعتقال 462 امرأة من قطاع غزة، إلى جانب ارتفاع واضح في الاعتقالات بالضفة الغربية؛ وفي سجن الدامون يوجد حالياً 53 أسيرة، منهنّ 52 من الضفة الغربية، وأسيرة واحدة فقط من غزة، ويجدر التنويه إلى أن الحصول على هذه الأرقام كان بالغ الصعوبة بسبب سياسة الإخفاء القسري للمعلومات، ولا سيما تلك المتعلقة بأسيرات غزة".
وذكرت أن "الأسيرات تتعرضن وفقًا للتقارير الحقوقية المنشورة لأشكال متعددة من الانتهاكات، تشمل الضرب المبرح أثناء الاعتقال والتنقل داخل «البوسطة» المعدنية، والتعري القسري والتفتيش المهين، إضافةً إلى الحرمان من الفوط الصحية واحتياجات النظافة، والإهمال الطبي الممنهج بحق الجريحات والمريضات، بما في ذلك الحوامل والمصابات بأمراض خطيرة، وكذلك العزل التام ومنع الاتصال بالعالم الخارجي ومنع المحامين من زيارتهن".
ممارسات وحشية... مجازر طالت النساء الحوامل
بدورها، قالت آمال صيام، مديرة مركز شؤون المرأة في غزة حول الإبادة الإنجابية خلال الحرب على غزة "في اليوم العالمي لحقوق الإنسان، علينا أن نؤكد أن المرأة الفلسطينية في قطاع غزة اُنتهكت كل حقوقها الأساسية، وحُرمت من أبسط مقومات الحياة، سواء بفعل عقود من الحصار أو خلال الحرب، فقد مارست القوات الإسرائيلية سياسات إبادة، تهجير قسري، تدمير المنازل فوق ساكنيها، تجويع وتعطيش، تدمير كامل للمنظومة الصحية".
وأضافت "اليوم نتحدث عن سياسة الإبادة الإنجابية وقطع النسل التي مارستها القوات الإسرائيلية بشكل فعلي ضد الفلسطينيين في قطاع غزة. فقد اتخذت هذه القوات خلال الحرب سلسلة من الإجراءات والممارسات التي أعاقت الإنجاب وأسهمت في تقليل عدد الفلسطينيين حاضراً ومستقبلاً، وتمثل ذلك في قتل النساء والأمهات؛ إذ قُتلت ثلاثة وثلاثون ألف امرأة وفتاة منذ السابع من تشرين الأول، من بينهن تسعة آلاف أم، إضافة إلى استهداف الحوامل وقتل الأطفال وتدمير المنظومة الصحية بكامل مكوناتها".
وأشارت إلى أن "القوات الإسرائيلية قصفت مركز البسمة للتلقيح الاصطناعي، أكبر عيادة للتخصيب في قطاع غزة، ما أدى إلى تدمير آلاف الأجندة وبدد آمال العديد من العائلات التي كان آخر أمل لها بالإنجاب مرتبطاً بهذه العيادة، وبذلك تم القضاء على أرواح كانت تنتظر فرصة للحياة، في واحد من أوضح المؤشرات على سياسة الإبادة الإنجابية"، منوهة إلى أن عدد النساء الحوامل في قطاع غزة يتراوح ما بين 53 إلى 55 ألف امرأة، بما يعني نحو 180 حالة ولادة يومياً، وقد استهدفت القوات الإسرائيلية هؤلاء النساء أيضاً ما أدى إلى مقتل عدد كبير من الحوامل، إلى جانب ارتفاع غير مسبوق في حالات الإجهاض وصل إلى 300%.