في اليوم العالمي لحماية طبقة الأوزون ...تونسيات تؤكدن على أهمية دور المرأة في حماية البيئة

حذرت تونسيات من خطورة تدهور طبقة الأوزون الذي أدى إلى ارتفاع ملحوظ في معدلات سرطان الجلد، مؤكدات أن مسؤولية هذا التدهور لا تقع على عاتق المصانع فقط، بل تشمل أيضاً الممارسات الفردية للإنسان.

نزيهة بوسعيدي

تونس ـ احتفاءً باليوم العالمي لحماية طبقة الأوزون المصادف 16أيلول/سبتمبر من كل عام، أكدت ناشطات تونسيات في ندوة علمية عقدت امس الثلاثاء على الدور المحوري للمرأة في نشر الوعي البيئي وحماية صحة الأجيال القادمة.

نظمت وكالة حماية المحيط بحضور خبراء جمعيات، ندوة علمية في إطار "كلما نجحنا في العناية بالبيئة، كلما استطعنا ان نحمي طبقة الأوزون من اضرارها الكبيرة وانعكاساتها السلبية على المناخ" والتي تطرقت إلى كيفية الحفاظ على طبقة الأوزون، وأهمية ترشيد استعمال الأجهزة، خاصة التكييف والتبريد، والاستراتيجيات الممكنة للحماية، مع ضرورة إدماج مقاربة النوع الاجتماعي، نظراً للدور المهم التي تلعبه المرأة في حماية البيئة وصحة المجتمع، فهي الأم والمربية والناشطة التي تقود التغيير نحو وعي بيئي أعمق  يضمن مستقبلا أفضل للأجيال القادمة ويحافظ على طبقة الأوزون باعتبارها درع الأرض الواقي، بحسب خبراء البيئة.

 

حماية الصحة

على هامش الندوة العلمية التقت وكالتنا بالعديد من خبيرات وناشطات بالمجتمع المدني، وقد أفادت الطبيبة في الصحة العمومية بهية كشو أن "المرأة تتحمل مسؤولية كبرى في حماية البيئة سواء داخل البيت أو خارجه لكونها الأساس في تربية الأبناء"، محذرة من "خطورة تدهور طبقة الأوزون الذي أدى إلى ارتفاع ملحوظ في سرطان الجلد، وتأثر كبير للعينين نتيجة الأشعة فوق البنفسجية"، ودعت إلى توعية الأطفال بعدم التعرض المفرط للشمس خاصة عند ارتياد الشواطئ، مشيرة إلى أن مظلات الشمس لا توفر حماية كاملة.

وأضافت أن "نظافة الشواطئ وجمع الفضلات مسؤولية جماعية تبدأ من الأم التي تُعلّم أبناءها أن يتركوا المكان نظيفا كما وجدوه"، وحرصت خلال حديثها التشديد على أهمية الرضاعة الطبيعية، لأنها صمام أمان من الأمراض الخطيرة التي تصيب الأطفال.

 

 

الاستخدام الرشيد للمعدات

فيما أكدت الخبيرة وعضوة الجمعية التونسية للتبريد وتكييف الهواء عائدة سليتي على أهمية نشر ثقافة الوعي البيئي حتى في أبسط تفاصيل الحياة اليومية، مثل التعامل مع قوارير المياه البلاستيكية،  ونبهت إلى "خطورة نقل الثلاجات والمكيفات بطرق عشوائية نظراً لاحتوائها على غازات ملوثة داعية إلى الاستعانة بالمختصين في المجال"، وأوضحت أن "الجمعية تعمل على تنظيم حملات تحسيسية لفائدة التقنيين والمهندسين لحثهم على حماية البيئة"، مشددة على أن "الإهمال البيئي مكلف جداً إذ ينعكس على المناخ وأسعار المواد الغذائية" داعية إلى "غرس ثقافة بيئية لدى الأطفال منذ الصغر، خصوصاً في كيفية التعامل مع النفايات والبطاريات".

 

 

التربية البيئية تبدأ من البيت

وفي سياق متصل شددت المهندسة والناشطة بالمجتمع المدني حنان علوي "على ضرورة التربية البيئية للأطفال"، مشيرة إلى أن "المرأة تتحمل مسؤولية أساسية في تعليمهم عدم القاء الفضلات وحماية المحيط"، معتبرة أن "المجتمع المدني بدوره مدعو إلى تحسين التصرف في النفايات لأن أي تقصير في ذلك يسهم في توسعة ثقب الأوزون".

 

 

المرأة شريك استراتيجي في حماية الأوزون

ومن جانبها أكدت الناشطة البيئية وفاء الغربي أن "الاحتفال باليوم العالمي لحماية طبقة الأوزون يعيد التذكير بأهمية دور المرأة في دعم الاستراتيجيات الوطنية لحماية البيئة" قائلةً إن "المرأة حين تكتسب عقلية بيئية، تساهم عبر كل فعل أو سلوك في حماية المحيط"، وأضافت أن "مسؤولية تدهور الأوزون لا تعود إلى المصانع وحدها، بل تشمل أيضاً الممارسات الفردية للإنسان، مما يجعل تعزيز حضور المرأة في المجتمع المدني، وخاصة في المجال البيئي، شرطًا لنجاح السياسات الوطنية".