في الذكرى السادسة لاحتلال عفرين... تظاهرات متفرقة في إقليم شمال وشرق سوريا

أكدت المشاركات في التظاهرات المستنكرة لاحتلال مدينة عفرين، على عدم استطاعة المحتل إخماد شعلة نوروز وستبقى هذه شعلة منيرة حتى تحرير المدينة.

مركز الأخبار ـ يصادف اليوم الذكرى السنوية السادسة لاحتلال مدينة عفرين في عام 2018 من قبل تركيا ومرتزقتها بعد مقاومة دامت لـ 58 يوماً، وتنديداً بالمجازر التي يرتكبها المحتل خرج أهالي إقليم شمال وشرق سوريا بتظاهرات مؤكدين على تضامنهم مع أهالي المدينة المحتلة.

 

من تمسك بأرضه يتجرع الموت كل يوم

خرج أهالي مدينة منبج، اليوم الاثنين 18 آذار/مارس، بقيادة مكتب تنظيم الشهباء وعفرين في مقاطعة منبج بمظاهرة استذكاراً لمرور 6 سنوات على احتلال مدينة عفرين.

وعلى هامش التظاهرة، تحدثت بريفان شارستان التي شاركت في المقاومة التي شهدتها عفرين والتي عرفت بمقاومة العصر "أهالي عفرين معروفين بمقاومتهم وصمودهم، لكن الهجوم الذي شن عليها كان هجوماً دولياً بريادة تركيا، فلم يخلو الهجوم من دعم أمريكي وروسي للاحتلال، والمقاومة التي أبداها أهالي عفرين كانت مقاومة تاريخية بمساندة ودعم من أهالي إقليم الجزيرة والفرات الذين شاركوا عبر القوافل التي كانت تتوافد لمدينة عفرين حتى اليوم الأخير من المقاومة".

وأشارت إلى وحشية الهجوم التركي ومرتزقته آنذاك "بأكثر من 70 طائرة هاجمت تركيا ومرتزقتها مدينة عفرين وراح فيها مئات الأطفال والنساء ضحايا هذا الهجوم وكنت شاهدة على المجازر التي كانت ترتكب في تلك المرحلة"، لافتةً إلى أن "أهالي المدينة لم يخرجوا من أراضيهم ولم يستسلموا يوماً أمام المحتل وكانوا خير سند لقواتهم، ولكن نتيجة المجازر ورفض الأهالي العيش تحت ظل الاحتلال هُجروا قسراً، وما تبقى منهم يتجرعون الموت كل يوم في ظل الجرائم التي ترتكب فيها دون رادع".

أما نورا الحامد الرئيسة المشتركة للجنة المالية، أشارت إلى التغيير الديمغرافي الذي يسعى الاحتلال التركي من خلاله تغيير البنية السكانية والمجتمعية والثقافية لمدينة عفرين، مضيفةً "بدورنا كأهالي منبج وانطلاقاً من مبادئ مشروع الأمة الديمقراطية سنقاوم ونناضل ونساند أهالينا من عفرين حتى نحررها من ظلم الاحتلال"، مؤكدة بأنه "لا يمكن الحد من الجرائم التي ترتكب في عفرين، إلا بإنهاء الاحتلال وإخراجه من المدينة وإعادة أهاليها إليها، ويتطلب ذلك جهود من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي للعب دورها".

فيما استنكرت الرئيسة المشتركة لمجلس عوائل الشهداء سوسن خليل تجاوزات الاحتلال التركي على مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، معتبرة الصمت الدولي إشراك بالهجمات التي ينفذها المحتل "الصمت الذي يلتزمه المجتمع الدولي يوحي بمشاركته مع تركيا لغايات ومصالح مشتركة بينهما".

وفيما يتعلق بالجرائم التي تشهدها مدينة عفرين تحت نير الاحتلال، لفتت إلى أن "الجرائم التي تكون النساء والأطفال ضحيتها تعبر عن ضعف الاحتلال وتجرده من الإنسانية".

من جانبها قالت النازحة من عفرين روليان العلي "مضى ست سنوات ونحن بعيدون عن مدينتنا ولكن عفرين لم تغادر وجداننا وتفكيرنا لأنه منذ احتلالها ليومنا هذا مارست تركيا أبشع الجرائم بحقها"، مستذكرة الجرائم التي يرتكبها الاحتلال بشهر آذار الذي يعتبره الكرد شهر النصر "في كل آذار يرتكب المحتل مجزرة بحق شعبنا ففي العام الماضي قُتل 4 شبان كرد لأنهم أوقدوا شعلة نوروز التي اعتادوا إشعالها كل عام، ومنذ أيام ارتكبت جريمة كان ضحيتها الطفل أحمد معمو الذي قتل بعدة طعنات ورمي في البئر على يد مستوطن".

 

من خلال تظاهرة نساء الفرات تستنكرن الانتهاكات في عفرين المحتلة

ونظمت لجنة الفعاليات الشعبية في مدينة كوباني بمقاطعة الفرات تظاهرة حاشدة شارك فيها المئات من الأهالي تنديداً باحتلال عفرين من قبل الدولة التركية ومرتزقتها، وذلك تحت شعار "لا لاحتلال عفرين".

واستنكرت الرئيسة المشتركة لمجلس الشعوب في مدينة كوباني روشين محمود احتلال تركيا لمدينة عفرين وأشادت بالمقاومة الشعبية التي أبداها الأهالي في المدينة بوجه 71 طائرة حربية تركيا لمدة 58 يوماً، وإلى اليوم تستمر الانتهاكات من قتل واغتصاب والاعتداء على المرأة وتعذيب وقتل الأطفال.

وأشارت إلى أن الانتهاكات المستمرة بحق الشعب الكردي عبر التاريخ هدفها القضاء على الهوية الكردية بحجة القضاء على "الإرهاب"، ولكن ما يحصل في عفرين والمناطق المحتلة تثبت للعالم بأن تركيا ومرتزقتها هما "منبع الخراب والإرهاب".

من جانبها قالت منسقية مؤتمر ستار في مقاطعة الفرات نادية حسو "اليوم نتظاهر ضد أهداف الاحتلال التركي الذي يسعى إلى تقسيم روج آفا واحتلال أراضي وتغيير ديمغرافية المنطقة من أجل القضاء على الشعب"، مضيفةً "أردوا عبر التاريخ القضاء على الكرد وعلى هويته لكنهم فشلوا. لن يستطيع أحد القضاء علينا وعلى هويتنا، لأننا شعب لن نطالب بحقوقنا فقط ولكننا نطالب بحق الإنسانية أجمع".

وشددت على ضرورة أن تنتفض نساء عفرين في سيبل حريتهن لأنهن بقوتهن وإرادتهن ستحررن المدينة، ويجب على العالم والقوى التي تلتزم الصمت على ما يحصل في عفرين تعلم بأن الشعب لن يتراجع ولن يستسلم "سنستمر بالنضال والمقاومة من أجل تحرير كل شبر محتل من أراضينا".

 

"صمودنا في الشهباء يفشل مخططات المحتل"

وانطلقت تظاهرة من دوار ناحية "أحداث" في الشهباء وصولاً لحديقة 4 نيسان، مرددين الشعارات التي تندد بالاحتلال التركي وهجماته المستمرة على المدنيين، وتحيي صمود ومقاومة أهالي عفرين.

وقالت هديات علي، إحدى المشاركات في التظاهرة، أنه ومنذ أكثر من ستة أعوام يمارس الاحتلال أبشع أشكال الانتهاكات بحق أهالي المدينة الأصليين من تدمير البنية التحتية وطبيعة المنطقة الخلابة التي زرعها السكان بجهودهم كما أنه غير من معالم وحقيقة المنطقة.

وأشارت إلى أن الدولة التركية كانت تظن بأنها مع احتلال عفرين ستتمكن من فرض سيطرتها وحكمها على أهالي المدينة وفرض سياسة التتريك على المنطقة، وكان رد الشعب المقاوم أقوى واختاروا الصمود والمقاومة على أرض مدينة الشهباء بالقرب من عفرين وهذا هو الضمان الأقوى لتحرير المدينة.

وتطرقت أمينة خليل لمقاومة وصمود الأهالي بوجه أعنف وأشرس الهجمات على المنطقة وأن ما قدموه من تضحيات جسيمة وفداء ملحمة بطولية تاريخية ومقاومتهم منذ 6 أعوام في الشهباء المدمرة وتحويلها إلى نقطة مقاومة وصمود هذه المقاومة الأعظم.

وذكرت أن المحتل ومع تهجير أهالي عفرين قسراً يواصل هجماته واستهدافه المباشر لأهالي عفرين في الشهباء وقرى ناحية شيراوا سعياً لإبعادهم عن قضيتهم في المقاومة لتحرير المدينة وزرع الخوف وزعزعة الأمان والاستقرار.