فنانة تشكيلية تسخر ريشتها من أجل التراث المغربي

تسخر الفنانة التشكيلية لمياء نهاري ريشتها من أجل التعريف بالتراث المغربي وإبراز دور المرأة في المحافظة عليه ونقله للأجيال المقبلة.

حنان حارت
المغرب ـ
"الفنانة التشكيلية هي بمثابة مؤرخة لأنه عبر لوحاتها يمكن أن تتطرق لمجموعة من الأحداث التي يمكن أن تكون مرجعاً للباحثين" هذا ما قالته الفنانة التشكيلية لمياء نهاري خلال إقامة معرضها الذي خصصته للتعريف بزي القفطان المغربي الذي يعد زياً نسائياً ترتديه المغربيات في حفلات الزفاف والمناسبات الخاصة.
احتضن رواق "محمد الفاسي" بمقر وزارة الثقافة بالعاصمة الرباط في المغرب مساء أمس الأربعاء 21 أيار/مايو معرضاً فنياً تحت عنوان خيوط وأنامل للفنانة التشكيلية لمياء نهاري، وعرضت مجموعة من اللوحات التي تمزج بين القفطان المغربي كزي نسائي أصيل ومواضيع مستوحاة من التراث المغربي. 
ويندرج هذا المعرض في إطار مساهمة الفنانة التشكيلية لمياء نهاري في الترويج للقفطان المغربي كموروث ثقافي بمناسبة تسجيله في لائحة التراث اللامادي للإيسكو.
وقالت لمياء نهاري لوكالتنا إن إقامة المعرض الخاص بها هو من أجل التعريف بالموروث الثقافي المغربي،  وعن سبب اختيارها رسم القفطان المغربي قالت "القفطان المغربي باعتباره زي نسائي محظ فهو يرمز للمرأة المغربية المناضلة التي تحمل على عاتقها التعريف بكل عاداتنا وتقاليدنا".
وأضافت أن كل لوحة رسمتها تعبر عن مدينة وثقافة معينة، لافتة إلى أن الفنان/ـة التشكيل/ـة من واجبه التعريف بالموروث الثقافي لأنهم يعتبرون بمثابة مؤرخ وموثق لأحداث معينة عن طريق الريشة "اللوحة الفنية يمكن أن تصبح مرجع للباحثين، لهذا فالفنان التشكيلي له دور كبير في حفظ التراث".
وعن اختيارها للألوان التي اعتمدتها في لوحاتها، ذكرت أن "اللون مهم في كل لوحة فكل لون يمكن أن يحيلك إلى مدينة معينة ويسافر بك إلى المنطقة التي أجسدها، لقد قمت برسم الفسيفساء المغربي والحلي والأبواب المغربية القديمة والفروسية والمرأة المغربية والزفاف المغربي، لكن يظل مايسترو هذا المعرض هو القفطان المغربي".
وأضافت أن ما نقلته في لوحاتها هو تعبير منها عن غنى التراث المغربي وغنى الزي المغربي الأصيل، وتنوع تقنياته الحرفية الدقيقة، التي تحمل دلالات تاريخية وحضارية عريقة.  
وحظي المعرض بحضور مكثف للزوار، إذ ظهر تأثير فن لمياء نهاري على الزوار بوضوح، من حيث تحفيزهم على الاهتمام بالتراث والحفاظ عليه.

 


وقالت عتيقة الورديني وهي زائرة للمعرض "أنا معجبة بالتراث وما أعجبني أكثر أن اللوحات فيها تنوع للتراث المغربي من طنجة للكويرة، فهذه الفنانة تطلع للمستقبل، ونتمنى استمرار رحلتها الإبداعية في عالم الفن التشكيلي".

 

 

 

من جهتها أوضحت الفنانة لمياء ميمط أن المعرض كله تراثي محظ، لأنه يتحدث عن زي نسائي بامتياز وهو القفطان المغربي، مضيفة "لقد قامت لمياء نهاري بالتعريف بكل منطقة واللباس الخاص الذي يميزها، حاولت أن تعطينا رموز تلك الأمكنة بلمسة فنية مميزة، وكل لوحة تتحدث عن منطقة معينة بمجوهراتها وبقفطانها".

 

 

بدورها قالت الفنانة التشكيلية جميلة العلوي إن لمياء نهاري أعطت صورة مشرفة عن المرأة المغربية "كل لوحة تتحدث عن نفسها، ومن خلال هذه اللوحات نستنتج  أن المرأة لها دور كبير في التعريف بالتراث، فهي التي تقوم بحمايته ونقله وصونه للأجيال المقبلة".
وأكدت على أن المرأة تعد أهم ناقل للأشكال التراثية وحامية للتراث الشفهي، مشددة على أهمية التنسيق بين المبدعات والفنانات التشكيليات لأن من شأن ذلك المساهمة في تقوية قدرات النساء المهتمات بالتراث.
والجدير بالذكر أن معرض خيوط وأنامل الفنانة لمياء نهاري سيظل في استقبال الزوار من أجل التعريف بالتراث اللامادي المغرب إلى  6 حزيران/يونيو المقبل.