بين تمييز عنصري وترحيل قسري... اللاجئين السوريين في تركيا
ترحل الدولة التركية السوريين قسراً عبر عدة معابر منها معبر عون الدادات حيث رحلت عائلتين خلال اليومين الأخيرين إلى إقليم شمال وشرق سوريا.
منبج ـ خلال الشهرين الأخيرين، دخلت 115 شخصأ من المرحلين قسراً من الأراضي التركية إلى إقليم شمال وشرق سوريا، معبر عون الدادات الفاصل بين مدينتي جرابلس ومنبج بريف حلب الشرقي.
منذ أعوام تهدد الدولة التركية اللاجئين السوريين بإعادتهم إلى بلدهم ونفذت تهديداتها مؤخراً ولكن مع بدء خطة تقارب حكومة دمشق وأنقرة مع بعضها البعض، بدأت موجات ترحيل للاجئين السوريين القاطنين في تركيا بشكل مكثف.
وبحسب الإحصائية التي أفاد بها مصدر أمني لوكالتنا، فأنه خلال الشهرين الفائتين دخل من معبر عون الدادات الفاصل بين إقليم شمال وشرق سوريا والمناطق المحتلة من قبل الدولة التركية ومرتزقتها أي بين حدود مقاطعة منبج ومدينة جرابلس، ما يقارب 115 شخصاً.
وأكد المصدر نفسه أنه يومياً هناك دخول لعائلات مرحلين من تركيا قسراً، ناهيك عن الأشخاص المرحلين بشكل فردي، حيث دخل منذ أمس الأربعاء وحتى اليوم الخميس 4 تموز/يوليو، عائلتين إحداهما مؤلفة من 7 أفراد ينحدرون من منطقة عامودا التابعة لمدينة قامشلو، والأخرى تضم 9 أفراد من مدينة كوباني وقد تم ترحيهم قسراً من الأراضي التركية.
وقد التقت وكالتنا مع إحدى نساء العوائل المرحلة قسراً شيرين إبراهيم المنحدرة من مدينة قامشلو مع عائلتها المؤلفة من ثلاثة فتيات وصبيان وزوجها، وتحدثت عن الانتهاكات التي تعرضوا لها خلال الترحيل القسري من قبل الدولة التركية "كنا نقطن في ولاية ماردين وأثناء ذهابنا إلى إسطنبول تذرعوا بعدم حوزتنا على إذن السفر، رغم أنه تم ترحيل الكثير من العائلات اللواتي كانت تحمل معها إذن السفر".
وأضافت "اعتقلتنا الجندرمة التركية ورمتنا في مخيم كلس وأخذت جميع أوراقنا وإثباتنا الشخصي، حتى أنها أخذت منا حليب طفلتي وأدويتها وفوطها وقامت برميهم. كانت تتعامل معنا كأننا سجناء لديها. كنا ننام في العراء تحت الشمس، ونحصل على الأكل بصعوبة كبيرة وفي الكثير من الأحيان كانوا أطفالي يبقوا جائعين، وقد أخبرونا بأن أغراضنا في الأمانات ولكن لم يسلمونا سوى هواتفنا أثناء إخراجنا من المخيم وترحيلنا إلى الحدود السورية".
وقد لجئت شيرين إبراهيم مع عائلتها خلال الأزمة السورية إلى تركيا أي ما يقارب 12 عاماً، على حد وصفها، معتبرة السياسة التركية سياسة عنصرية "هذا لم يكن حالي فحسب بل حال جميع السوريين، فمعاملتهم معنا كانت سيئة جداً ولم يفرقوا بين الطفل والكبير"، واصفةً إياها باللاإنساني "معاملتهم معنا مجردة من الضمير ولا توصف"، مضيفةً "لقد خالفونا بـ 91 مليار تركي (ما يقابل 2800 دولار أمريكي) إلى جانب إيقاف حساب زوجي البنكي، أي ما اكتسبناه ثمناً لعملنا لمدة 12 عاماً جميعه ذهب سدى".
وبحسب العوائل التي رُحلت قسراً، فإن الدولة التركية سلبت منهم كافة أموالهم وأوراقهم الثبوتية وأن التمييز العنصري تجاه السوريين بلغ حداً لا يوصف من الانتهاكات، وقد نُشرت مؤخراً صور وفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي توثق ذلك.