بصمة نسائية بارزة في ختام مهرجان مراكش الدولي للفيلم
أسدل الستار عن الدورة الثانية والعشرين للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، بتتويج فيلم "سماء بلا أرض" للمخرجة التونسية الفرنسية أريج السحيري.
رجاء خيرات
مراكش ـ أثبتت العديد من الأصوات السينمائية النسائية حضورها وتميزها، حيث شهدت الدورة الـ 22 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، مشاركة العديد من المخرجات اللواتي حصلن على جوائز.
فازت المخرجة التونسية أريج السحيري بالجائزة الكبرى "النجمة الذهبية"، عن فيلمها "سماء بلا أرض" الذي تناول قضايا المهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء بمعالجة لامست دواخل المهاجرين، كما فازت المخرجة الليبية جيهان الكيخيا بجائزة لجنة التحكيم عن فيلمها "أبي والقذافي" وذلك مناصفة مع المخرجة الأوكرانية فلادلينا ساندو عن فيلمها "ذاكرة"، الذي تناولت فيه قضايا الحرب والنزوح والحنين للوطن.
وقالت المخرجة المتوجة بالجائزة الكبرى أريج السحيري، بمناسبة فوزها، إنها لم ترغب في تسليط الضوء على العنف والعنصرية في تناولها قضايا المهاجرين، لكنها أرادت أن تبرز القوة والتميز والسمات المترسخة في شخصيات الفيلم بعيداً عن "العبارات النمطية" التي تعود عليها الجمهور في تناول قضايا المهاجرين.
من جانبها عبرت المخرجة الليبية جيهان الكيخيا عن سعادتها بالتتويج، حيث قالت "سُعِدت بالمشاركة في هذه الدورة للمهرجان، وأردت أن أتقاسم مع الجمهور قصة عائلتي، التي استحضرت من خلالها ذكرى والدي منصور الكيخيا الذي ناضل من أجل الحب والحرية".
وشهد عرض فيلم "أبي والقذافي" استقبالاً حافلاً من الجمهور، إذ تمكنت المخرجة، وهي الابنة الصغرى للمعارض الليبي البارز منصور الكيخيا، من إحياء جرحٍ ظل يرافقها وعائلتها سنوات طويلة في رحلة البحث عن مصير والدها. فقد اختُطف من أحد فنادق القاهرة، وظل مصيره مجهولاً حتى اندلاع أحداث ربيع الشعوب، حين عُثر على جثمانه محفوظاً داخل ثلاجة في إحدى المزارع بليبيا، بعد أكثر من اثني عشر عاماً من اختفائه.
وفازت الممثلة ديبورا لوب ناناي بجائزة أفضل دور نسائي عن دورها في فيلم "سماء بلا أرض"، كما عادت جائزة أفضل دور رجالي للممثل النيجيري سوبي ديريسو عن دوره في فيلم "ظل والدي".
وشهد جمهور السينما برنامجاً غنياً بالأفلام، حيث توزعت العروض بين أربعة عشر فيلماً ضمن المسابقة الرسمية، إلى جانب أعمال أخرى في فقرات متنوعة مثل "العروض الاحتفالية"، "آفاق"، و"الجمهور الناشئ".
وقد حظي الحضور بفرصة مشاهدة العرض العالمي الأول لفيلم "الست"، الذي تناول سيرة كوكب الشرق أم كلثوم بطريقة مختلفة، مبتعداً عن الطابع القدسي المعتاد في السير الذاتية، ومقترباً من الجوانب الإنسانية والنفسية لشخصيتها.
واختتم المهرجان فعالياته في يومه الأخير بالإعلان عن الفائزين بجوائز ورشات الأطلس لعام 2025، ليُسدل بذلك الستار على الدورة الثامنة من هذه الورشات، التي تُعد برنامجاً موجهاً لدعم الصناعة السينمائية لدى المهنيين والمهنيات من المغرب والعالم العربي والقارة الإفريقية.
وأوضح المنظمون أن هذه الدورة استقطبت حضوراً دولياً واسعاً بلغ 350 مهنياً، اجتمعوا حول مجموعة مختارة تضم 28 مشروعاً وفيلماً، يقودها جيل جديد من السينمائيين المغاربة والعرب والأفارقة. وقد استفاد من الورشات 17 مشروعاً في مرحلة التطوير، إلى جانب 11 مشروعاً في مرحلة التصوير أو ما بعد الإنتاج، تمثل 12 دولة مختلفة.