"بنات الصبار" رواية تصحح الصورة النمطية للنساء المغربيات

تحاول الكاتبة المغربية كريمة أحداد عبر روايتها "بنات الصبار" تصحيح الصورة النمطية التي تعتبر النساء المغربيات ضعيفات وخانعات وتابعات للرجال، بحيث تنقل القارئ إلى عوالم إنسانية متشابكة.

حنان حارت

المغرب ـ تناقش رواية "بنات الصبار" مواضيع الحب والعلاقات الإنسانية، بتيمات آنية من قبيل نقاش الحريات الفردية والمساواة في الإرث وتحديداً موضوع التعصيب، والحراك الذي عرفته مدينة الحسيمة، وسؤال الهوية والعلاقة بالوطن واللغة وإلى غيرها من المواضيع المجتمعية التي تطرقت لها الروائية كريمة أحداد بأسلوب روائي بعيد عن الخطابة النضالية.

على هامش حفل التوقيع الذي نظم ضمن فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب المقام في العاصمة المغربية الرباط، والذي انطلقت أنشطت دورته الـ29 أمس الجمعة 10أيار/مايو وستستمر لغاية 19 الشهر الجاري، قالت كريمة أحداد "إن رواية بنات الصبار التي صدرت الطبعة الثانية منها أخيراً عن دار الفنك، تتطرق لمجموعة من الظواهر الاجتماعية، فبالإضافة إلى أنها تتحدث عن نساء مغربيات هي أيضاً كتاب يتناول مجموعة من القضايا الاجتماعية والسياسية، خاصة فيما يتعلق بالنساء المغربيات مثل مشاكل المساواة في الإرث والتي تعد من القضايا الشائكة والتي يقع حولها الكثير من الجدل في المغرب، كما تتناول ظاهرة التحرش الجنسي".

ولفتت إلى أنه "بما أن الشخصيات النسائية المغربية تعيش في مجتمع ذكوري فلا يمكن تناولها دون تسليط الضوء على القضايا والمشاكل التي تعانين منها، لأنها تشكل جزءاً كبيراً من حياة  النساء في مجتمعنا".

وحول هل يمكن للأدب أن يساهم في تغيير العقليات أشارت كريمة أحداد إلى أن الأدب ضرورة إنسانية رافق الإنسان منذ الأزل وظل إلى يومنا هذا "الأدب له قدرة تغييرية والكُتاب يلعبون هذا الدور من خلال خلق الوعي لدى القراء بقضايا عصرهم"، مضيفةَ "بالرغم من أهمية الأدب ومساهمته في تغيير العقليات؛ إلا أن التغيير لا يتم بطريقة مباشرة وسهلة وسريعة وإنما يحتاج الأمر لوقت أطول ."

 

 

ولفتت إلى أن "القصص تؤثر في الناس، بحيث يمكن للقارئ أن يضع نفسه في مكان الشخصية، ويتفاعل مع معاناتها وبالتالي فإن هذا التأثير العاطفي والإنساني يمكن أن يساهم في تغيير عقليات بعض الأفراد، ولكن لن يساهم في تغيير عقليات المجتمع ككل"، موضحةً أن حل المشاكل التي تعاني منها النساء في المغرب اليوم يتطلب بالأساس تغيير القوانين، بما يضمن لهن الحماية والعدالة.

والجدير ذكره أن الطبعة الأولى من رواية "بنات الصبار" صدرت عام 2018، وسبق إن حصلت على جائزة محمد زفزاف للرواية باللغة العربية عام 2020، وسبقت هذه الرواية نشر رواية "حلم تركي" عام 2021 و"امرأة أخرى" عام 2024.