"بلديات صديقة للنساء"... عنوان حلقة نقاش في لبنان

أكد المشاركين في حلقة النقاش تحت عنوان "بلديات صديقة للنساء" على أهمية ترشح واقتراع النساء في الانتخابات البلدية والاختيارية، بهدف خدمة وتلبية احتياجات بلدياتهن ومواطنيها وخصوصاً النساء.

سوزان أبو سعيد

لبنان ـ في اليوم الأخير من الترشح للانتخابات البلدية في 23 نيسان/أبريل الجاري، نظمت رابطة سيدات الشويفات وبالتعاون مع رابطة النساء الدولية للسلام والحرية واستكمالاً لنشاطها "اعرف دورك ـ تصنع الشراكة"، حلقة نقاش تحت عنوان "بلديات صديقة للنساء"، بحضور مرشحين للانتخابات البلدية القادمة في أيار/مايو القادم، وناشطين من المجتمع المحلي، وذلك في قاعة الرابطة في بلدة الشويفات بلبنان.

بعد التعريف بالحضور وبرامج المرشحين وأسباب عدم ترشح البعض، مع عرض للمشاكل المختلفة التي تعترض البلديات وتمثيل النساء والأجيال الشابة خصوصاً، أشارت الناشطة والباحثة السياسية زينة سامي الحلو في مقدمة حلقة النقاش إلى أهمية هذا اليوم في ترشح البعض وتراجع البعض الآخر عن الترشح والإضاءة على بعض النقاط التي يمكن أن تساعد المقترع على اختيار المرشح الأفضل بهدف خدمة البلديات بالصورة الأفضل.

وأكدت على أهمية الشراكة في البلديات بين الجنسين، عارضة لبعض الإحصاءات لعدد أعضاء المجالس البلدية بحوالي 13 ألف عضو وبالمقابل حوالي 3100 مختار في 1065 بلدية في عام 2016، فاز منهم 500 من النساء، مع وجود مرشحين بمقدار الضعف للانتخابات البلدية والاختيارية، حيث شكلت النساء في عام 2016 ما لا يزيد عن نسبة 4.7 بالمئة من الترشيح، إلا أن 44 بالمئة منهن أي ما يقارب النصف فزن بالانتخابات البلدية والاختيارية، ما يؤكد أن هناك مشكلة بانخفاض عدد المرشحات.

وتابعت "تحدثنا في حلقة النقاش عن أهمية العمل البلدي والبلديات وقدراتها وتحسسها لحياة الناس في نطاقها وكذلك عن أهمية مشاركة النساء سواء بالترشح أو الاقتراع، والأهم أن يكون ضمن البلدية أجندة نسوية تتطلع إلى حاجات وواقع النساء ضمن النطاق البلدي، وتشرك النساء من المجتمع البلدي، سواء كن ناخبات أو مقيمات ضمن النطاق البلدي لتكون هذه البلدية حقيقة دامجة وتتطلع على احتياجات الناس فيها، مثل ذوي الاحتياجات الخاصة واللاجئين والفئات المهمشة، وأهمية أن تكون للبلدية رؤية شاملة لواقع دامج يلبي الطموحات ويواجه التحديات لجميع الأشخاص".

وشددت على نقطة أن "النساء لسن أفضل من الرجال أو الرجال أفضل من النساء، لكن وجود الطرفين يعطي المنظورين، فكل شخص منا لديه نظرة مختلفة، مبنية على مجموعة الخبرات التي عاشها واختبرها بحياته اليومية والنطاق الذي عاش فيه، سواء المهني أو العائلي أو النطاق الجغرافي وإلخ، لكن الشراكة والمشاركة في مختلف أشكالها ضمن البلدية واللجان والاستشارات الدائمة بين البلديات والمجتمع المحلي، فهذه تغني العمل البلدي".

وأشارت إلى أن "هناك دراسات تؤكد أن للنساء ميل لأخذ قرارات إنفاق أكبر بالقطاع الصحي والتربوي والحماية الاجتماعية، كما وأن النساء يصلن بشكل أفضل إلى المجتمعات المتعددة بسبب طبيعة عملهن وقربهن من الناس، وكما ذكرت سابقاً، فليست كل النساء ولا كل الرجال يعملون بهذه الطريقة، فهي مجموعة مهارات وخيارات، وقد ركزت على أن وجود النساء على الرغم من أهميته، إلا أنه غير كاف  لوحده في إحداث التغيير المطلوب".

 

 

وقالت منيرة الدمشقي عضوة المجلس البلدي في بلدة صوفر قضاء عالية "على الرغم من كوني عضوة في المجلس البلدي في صوفر لمدة 9 سنوات، وكوني ناشطة في البلدية، إلا أنني لن أترشح هذه المرة، بل أحاول دعم المرشحين الأفضل للوصول إلى هذا المجلس، وبهدف تمثيل الجميع، ولكن قراري كان مشروطاً بترشح النساء، ووعدت بمساعدتهن ودعمهن، وليس تعصباً بل لأن عمل المرأة أثبت جدارة في المجلس البلدي على مستوى صوفر وباعتراف الأهالي، والذين رفضوا عدم ترشحي، فقمت بلقاء مع كل عائلة على حدى، موضحة هدف عدم ترشحي، بأنه ليس بسبب عدم رغبتي لخدمة قريتي أو تعبت أو غيره من الأسباب، بل لأني أفتح فرصة للكفاءات من الفئة الشابة وأن نستثمر جهودهم في القرية وإعطائهم دوراً ليشعروا أن هذه الأرض والتراب تخصهم وأن يقوموا بمبادرات جديدة في المجالات الحديثة مثل التكنولوجيا وغيرها للاستفادة منها، ونحن ندعمهم ولو كنا خارج المجلس البلدي".

 

 

وقالت المهندسة المعمارية لما سلمان المرشحة لعضوية المجلس البلدي في بلدة الشويفات "أنا قريبة من شعب هذه البلدة سواء من سكانها وأهاليها، وأعاني مثلهم تماماً على مر السنوات السابقة، وأتمنى أن أساهم بتخفيف هذه المعاناة والمشاكل الموجودة في منطقتنا، فهي منطقة جميلة ولديها طاقات، مثل شبابنا الذين لديهم طاقات يجب استثمارها فيها".

ودعت لما سلمان الجيل الشاب من الفتيات للترشح وليس أي شابة، بل من لديها حس الانتماء والمسؤولية وترغب بلعب دور فعال في مجتمعها "نحن كجيل شاب لسنا أقل أو أكثر من غيرنا، فنحن مكملين لبعضنا البعض في هذه الطاقة، من الشباب الرجال للتعاون وبناء المنطقة التي ننتمي لها".

 

 

بدورها قالت شيرين الجردي رئيسة رابطة سيدات الشويفات "أنشأنا مساراً بعد اتخاذ القرار بالمضي قدماً بالانتخابات البلدية، وبدأنا بسلسلة من النشاطات والتحضيرات التي تُعنى بالمواطن وواجباته وفهم الناخب والمرشح لهذه الأمور، ليعرف المتقدم بالترشح للانتخابات الأدوار التي تنتظره وليعرف المقترع أن صوته يوصل أشخاص يؤثرون على حياته اليومية وألا يتذمروا من عدم وجود ما يرغبون به، فعلى المقترع أن يقوم بالتغيير باختياره الصحيح في هذا اليوم الانتخابي، كما وقمنا بسلسلة من المحاضرات للتعريف بالقانون الانتخابي وغيره، وفي حلقة النقاش هذه حول كيفية تشكيل بلدية صديقة للنساء، وأهمية هذا الأمر بتشجيع النساء على الترشح وكذلك الأشخاص على دعم المرأة، والنقطة الثالثة هي كيفية دعم المرشحين من الجنسين، وكيفية النظر إلى الأمور بإطار مساواة، وكذلك الحقوق والواجبات على الأفراد سواء من الرجال والنساء، وكيفية الخروج بقوانين غير مجحفة وبسياسات تأخذ بعين الاعتبار واقع النساء في البلدة".

وأشارت إلى أن "إحدى القرارات الدولية التي اتخذناها هو وجود كوتا نسائية في المجالس البلدية، وتتمحور أهمية هذا الموضوع بأن وجود النساء وخصوصاً في المناطق التي توجد فيها نزاعات حادة، فإن وجود النساء يخفف الحدة، ولا سيما أن وجود الرجال في هذه المناطق دون تنوع، أي لا وجود للعنصر النسائي أو الشبابي، ما يحدد التوجه، وهو جزء من القرار الدولي 1325 من قبل مجلس الأمن، والذي يتمحور حول مشاركة النساء، خصوصاً وأنه في النطاق اللبناني وعلى المستوى البلدي، فإن القرارات المتخذة تمس حياتنا اليومية، لذا فما نطالب ونسعى له هو قرار من النساء ويدافع عن أصوات الشباب والشابات، وبأن يكون الرجال داعمين للنساء وليس للدعم فحسب، بل لأهمية هذه الفئة واحتياجاتها التي تختلف عن احتياجات النساء".